تقدم عدد من مقاولي رصف وإنشاء الطرق بشكوي لوزارتي البترول والإسكان بسبب النقص الشديد في خام البيتومين الذي يستخدم كأسفلت في رصف الطرق، مما يؤثر بدوره في المواعيد المحددة للانتهاء من المشروعات التي يعملون فيها، بالإضافة لظهور سوق سوداء أدت لارتفاع الأسعار لتصل إلي 2500 جنيه للطن جودة 40/50 و3000 جنيه للطن 60/70. وقال المقاولون الذين يعمل معظمهم في مناقصة طرحتها وزارة الإسكان خلال العام الماضي بقيمة إجمالية 50 مليون جنيه في شكواهم إن هناك فوضي في سوق الأسفلت في مصر بسبب السماح بتصديره من خلال موانئ السويس والإسكندرية. وأضافوا أن اشتراط عرض صفقات البيع علي الهيئة وتحديدها ب 1000 طن لا تكفي لأن هناك من يقوم بجمعها من السوق المحلية وتصديرها للخارج، بالإضافة إلي الكميات الكبيرة التي يتم تهريبها إلي السودان، وطالبوا في شكواهم بوقف تصدير خام البيتومين بشكل عام، خاصة أن هناك تزايداً في الاستهلاك المحلي في ظل التوسع في المشروعات السكنية الجديدة، كما اعتمد المقاولون في شكواهم علي معلومات وردت بتقرير الجهاز المركزي للمحاسبات عن أداء الهيئة خلال العام المالي 2008 بتقرير يشير إلي استمرار الهيئة في سياسية بيع البيتومين «القار» للشركات الاستثمارية العاملة في مصر باسعار تقل عن الأسعار العالمية، حيث قامت الهيئة وفق تقارير حكومية ببيع نحو 36 ألف طن ب 190 209 دولارات للطن، في حين أن سعر التصدير تراوح ما بين 327 580 دولاراً للطن، وهو ما يعني تكبيد الهيئة خسائر فادحة. واعتبر الخبراء أن ظهور أزمة في سوق البيتومين حادث متوقع عقب الأزمات المتتالية في البوتاجاز والسولار، بالإضافة إلي تأثير سوق إنتاج المازوت في درجة توافر البيتومين الذي يتم اشتقاقه منه، خاصة أن 30% من المازوت يذهب مباشرة لمحطات الكهرباء.