يبدو أن قضية الشهيد الصحفى الحسينى أبو ضيف، تسير بخطى ثابتة نحو قضية الجندى، فى احتمالية تشكيل لجنة ثلاثية من الطب الشرعى، لإعادة فحص التقرير النهائى للشهيد بعد التشكيك فيه من قِبل نقابة الصحفيين والطعن على تقرير الطب الشرعى. حيث كشف الدكتور محمد نبيل، طبيب تشريح جثمان الشهيد الحسينى أبو ضيف، أن التقرير النهائى الذى تم إعداده جاء متوافقا من كل النواحى الفنية والعلمية ولا تشوبه أى أخطاء، مؤكدا أن تقرير الشهيد محمد الجندى كان هناك تصوران فيه. الأول احتمالية أن يكون توفى نتيجة التعذيب، والآخر نتيجة تصادم سيارة، ولكن تقرير الشهيد الحسينى فهناك تصور واحد فقط فيه هو مقتله إثر إصابته بعيار نارى، متسائلا «ما الداعى للتشكيك فيه؟ وما هى أهلية نقابة الصحفيين لكى تطعن على هذا التقرير المستوفى من كل النقاط التفصيلية وهى ليست من أهلية المجنى عليه؟»، موضحا أن التقرير النهائى للشهيد الذى قمت بكتابته أكد وفاة المجنى عليه إثر إصابته برصاص عيار 9 مللى من مقذوف نارى متطور، وتم تحريزه وضبطه ونقله إلى مخزن المشرحة بعد الحصول عليه مفتتا نتيجة اصطدامه بعظام الجسد، وتم تشريح الوفاة فى وجود القيادى العمالى والحقوقى خالد على وعدد من النشطاء الحقوقيين،
وقال نبيل «إن تحديد المسافات أمر يمكن تحديده من خلال بعض المحددات»، لافتا إلى أن المقذوف النارى الذى أصاب المجنى عليه تفتت داخل جسده بعد ارتطامه بعظام الجسد، منوها إلى «أن نيابة مصر الجديدة ناقشتنى فى القضية ولم تحقق معى لكونى لست موضع اتهام فى القضية»، منوها إلى أنه قد يتم تشكيل لجنة ثلاثية لإعادة فحص التقرير، ولكن من المرجح أن لا يحدث ذلك نظرا إلى دقة التقرير النهائى واشتماله على كل التفاصيل والأمور الفنية الخاصة بالقضية، موضحا أن التعرف على مسافات الإطلاق قد يكون من مسافات قريبة ويتم التعرف عليها من آثار البارود والحرق النارى والمسافات البعيدة قد يصعب بيان أثارها.
وأشار نبيل، إلى أن كل الأمور الفنية تمت كتابتها فى التقرير النهائى، قائلا «مستعد لأى مناقشة فى تلك التفاصيل بصورة علمية ومنطقية». كانت نقابة الصحفيين قد قررت الطعن على التقرير النهائى للشهيد الحسينى أبو ضيف بعد التشكيك فى سبب الوفاة.
استمرارا لمسرح المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين فى عدد من محافظات الجمهورية، استمرت الاشتباكات بين الطرفين مساء أول من أمس (الخميس) بمحيط كورنيش النيل وكوبرى قصر النيل، وألقت قوات الأمن وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع، كما أطلقت عديدا من طلقات الخرطوش صوب المتظاهرين، وهو الأمر الذى رد عليه المتظاهرون بالحجارة وزجاجات المولوتوف.
الاشتباكات استمرت لليوم الخامس على التوالى فى محيط ميدان التحرير، فبعد أن تهدأ لفترة سرعان ما تعود الاشتباكات مجددا إلى منطقة كورنيش النيل وميدان سيمون بوليفار صاحب الرصيد الطويل من الاشتباكات خلال الأشهر الماضية.
وفى الوقت الذى تداول فيه المتظاهرون سقوط ضحية جديدة على يد قوات الشرطة متأثرا بطلق نارى، أكدت جمعية أطباء التحرير على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، أن المستشفى الميدانى المقام بميدان التحرير استقبل حالة وفاة بطلق نارى لشاب يبلغ من العمر 19 عاما، وإصابة طفلة 14 سنة بطلق نارى أيضا، وتم نقلها إلى المستشفى، وأشارت الجمعية إلى أن أحد المصابين أبلغهم بمحاولة القبض عليه بمستشفى المنيرة، وتمكن من الفرار والعودة إلى الميدان، لافتة إلى أن هناك أكثر من 200 مصاب، بينهم إصابات بخرطوش ورصاص حى وجروح قطعية بالوجه والرأس وكسور، وذلك حتى الساعة الأولى من صباح أمس الجمعة.