في ديسمبر 2009 عقد اللواء «عادل لبيب» - محافظ الإسكندرية - اجتماعًا ضم رؤساء الأحياء ووكلاء الوزارات حول السلبيات والمعوقات التي لحقت بميادين الإسكندرية وشوهت جمالها واعترف المسئولون في هذا الاجتماع، الذي مر عليه قرابة العام بوجود معاناة حقيقية لأهل الثغر وكل رواد «عروس البحر»، حيث إن تلك الميادين محورية تمثل نقطة ارتكاز وحلقة وصل لجميع أرجاء الإسكندرية، وأوضح الاجتماع أن معاناة المسئولين في حياتهم اليومية كانت أكبر وأهم من معاناة مواطني الإسكندريةوروادها. ولو ألقينا الضوء علي ميدان محطة مصر فسنطلع علي ما آل إليه الحال الآن، وذلك بشهادة مرتادي الميدان من تحول ميدان الشهداء، وهو أحد أهم معالم الإسكندرية في الفترة الماضية إلي ملك خاص للباعة الجائلين والمسجلين، كما أنه أصبح مأوي للبلطجية وأصحاب السوابق الذين فرضوا سطوتهم علي الشوارع المؤدية للميدان ونضيف إلي ذلك ما جاء علي لسان أهالي المنطقة وهم يتحدثون عن حال الميدان اليوم وما يعتريه من فوضي وإهمال جسيم يظهر جليًا في تلك اللحظة التي تحاول فيها أن تتفادي مياه المجاري، مما جعل المكان أشبه ببركة مياه ناتجة عن هطول أمطار غزيرة في شارع بلا صرف، مع الفرق بين الاثنين طبعًا. ما سبق جعل رواد الميدان علي شكل واحد تقريبًا يدا علي الجيب والأخري لسد الأنف، ناهيك عن منظر الزحام غير المبرر، ثم وقد سألنا أحد المضارين، هل تخلت المحافظة عن الشارع وسلمت به إلي الباعة بغرض تحقيق مصالح شخصية؟. كما اتهم عدد من الأهالي إدارة المرافق بأنها تتعاون معهم وتتعمد عدم تنظيم الشارع حتي يتسني لها فرض إتاوات عليهم مقابل الإبقاء عليهم في الشوارع، مشيرين إلي أن لغة التعامل مع المرافق أصبحت تتعامل بسياسة «ادفع وأنا أسيبك مكانك»، حول ازدحام الميدان بالميكروباصات التي تقف خارج مواقفها يقول محمد المعلم - أحد سائقي الميكروباصات - خرجنا من مواقفنا لعدم قدرتنا علي تحمل رائحة المجاري التي امتلأ بها الموقف. ويضيف «المعلم» نحن ندرك أن خروجنا إلي قلب الميدان يعرقل الحركة ويسبب الزحام، ولكن لابديل لذلك إلا أن ندخل إلي الموقف بكمامات، أشار أحد المارة إلي أن العجيب في الأمر أن مساحة الموقف ليست صغيرة بقدرما تحتاج لاهتمام حكومي ينظم من أمرها ويعمل علي تجميلها. وإذا كان هذا هو حال ميدان الشهداء في محطة مصر الواقع بالقرب من وسط المدينة، فكيف هو حال ميدان الساعة الذي أصبح حكرًا علي الباعة الجائلين وموقفًا خارجيًا لسائقي الميكروباصات؟، الميدان يستحق لقب «إحدي عجائب الإسكندرية» ليس فقط لسيطرة الباعة الجائلين عليه، حتي أغلقته تمامًا لكن شرطة المرافق تظن أنها تقوم بواجبها في تضييق الخناق عليهم وحشرهم في الشوارع الجانبية التي تحولت جميعًا إلي أسواق عشوائية أضيفت إلي عشوائيات الشوارع الرئيسية. لأن ميدان الساعة أصبح بفضل جهود شرطة المرور موقفًا عشوائيًا لسائقي الميكروباصات التي تسد الميدان، وجعلت منه موقفًا لها ولتشل حركة المرور فيه، وهي المشلولة أساسًا لعدم وجود أحد عساكر المرور لينظم السير في الشارع وتركه للعمل بنظام «اللي يلحق». يتعجب أحد السكان يسأل: لا نفهم لماذا يتم التعامل مع هذا الميدان الذي يتوسط أكثر الأماكن كثافة سكانية في الإسكندرية بهذا القدر من الإهمال؟ ويؤكد آخر أن الحركة في الميدان تنتظم لمدة ساعة تقريبًا في اليوم بفعل وجود رجال المرور ويضيف: بمغادرتهم يعاود سائقو الميكروباصات كرتهم مرة أخري ليس هذا فقط هو أزمة المارة ومرتادي الميدان، بل يزيد المكان اختناقًا وسوءًا ذلك التكسير الذي طال شارع الجلاء، وهو الشارع الرئيسي المؤدي للميدان والذي بدأت أعمال التنقيب فيه منذ حوالي العام.