بقيت واحدة وتكتمل «الدستة»، 11 واقعة تطبيق حد الحرابة أو القصاص الشعبى كما تمت تسميته فى الآونة الأخيرة قام بها الشراقوة، بقيت لهم واقعة واحدة وتكتمل الدستة وتكون الشرقية هى المحافظة الأولى على مستوى الجمهورية فى تطبيق «القصاص» دون انتظار تدخل رجال الأمن أو القانون. قرية الأخيوة بمركز شرطة الحسينية شهدت أول من أمس تفاصيل الواقعة الحادية عشرة، حيث قام أهالى القرية بسحل شابين وصلبهما وقتلهما والتمثيل بجثتيهما لقيامهما بقتل طفل انتقاما من والده الذى رفض دفع الفدية لإعادة نجله. المشهد الدرامى البشع الذى دارت أحداثه فى شوارع القرية وانتهى بصلب المتهمين على شجرة ثم حرقهما لم تكن نهاية لرجال الأمن أى دخل فيها، بل ظل رجال الأمن بعيدين عن المشهد حتى انتهى ثم تدخلوا وقاموا بنقل جثتى المجنى عليهما إلى المستشفى ووضعوهما تحت تصرف النيابة التى من جانبها أمرت بمعرفة عمرو المنسى مدير نيابة الحسينية، وبإشراف المستشار حسام النجار المحامى العام الأول لنيابات شمال الشرقية، بتشريح جثة طالب الأخيوة المجنى عليه الأول، ونجل عمته وصديقه المتهمين اللذين تم قتلهما وسحلهما، وانتقل فريق من النيابة العامة لمعاينة الجثث بمشرحة المستشفى العام، كما أمرت النيابة بتحريات المباحث حول الواقعة وضبط وإحضار المتهم الثالث الهارب المشترك فى واقعة خطف الطالب، وفى الوقت ذاته تجمهر أهالى الطالب أمام مشرحة مستشفى الحسينية وتبين من معاينة النيابة العامة عدم العثور على أى طعنات وجروح فى جسد الطالب، مما يرجح أن يكون قد توفى مخنوقا، بينما أبقت الأجهزة الأمنية على تعزيزات بالقرية فى أثناء دفن الجثث، وتسود القرية حاليا حالة من الحزن والترقب خوفا من حدوث أى اشتباكات بين أهالى الطرفين. تفاصيل الواقعة البشعة تعود إلى إخطار تلقاه اللواء محمد كمال جلال، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الشرقية، من النقيب أشرف ضيف، رئيس مباحث مركز شرطة الحسينية، بقيام عشرات الأهالى بقرية الإخيوة بالإمساك بشابين بعد قيامهما بخطف طفل فى الثالثة عشرة من عمره يدعى بلال سعد الدين أبو العطا وقتله، حيث قام الأهالى بالتعدى على الشابين بالضرب المبرح، بعد ذلك قاموا بذبحهما على مرى ومسمع من جميع الأهالى والتمثيل بجثتيهما عن طريق جرهما فى الشوارع وصولا إلى مدخل القرية ثم قاما بتعليق الجثتين على أعمدة الإنارة.
وذكر شهود عيان ل«الدستور الأصلي» أن نجل عمة الطفل المجنى عليه قام بمساعدة أحد أصدقائه بخطف الطفل من مدرسته واحتجازه بمدينة الصالحية لمساومة والده على دفع مبلغ من المال فدية لإطلاق سراح نجله وإلا يتم الخلاص منه، وعندما رفض الدفع قاما بقتل الطفل ودفنه، إلا أن عشرات الأهالى استطاعوا تتبع الشابين والحصول على جثة الطفل مذبوحة، مما أثار حفيظتهم، وعلى الفور قاموا بالإيقاع بالشابين وتوثيقهما بالاحبال والتعدى عليهما بالضرب المبرح وذبحهما والتمثيل بجثتيهما ثأرا لوفاة الطفل دون ذنب.
تم الدفع بتشكيل من الأمن المركزى، وانتقلت قيادات المديرية ومدير المباحث والحكمدار إلى مكان الواقعة، وتم انتشال الجثتين بعد أن أحرقهما الأهالى وتم نقلهما إلى المستشفى وانتشرت بعض القوات فى شوارع القرية خشية تجدد الأحداث أو وقوع اشتباك بين أهالى الطرفين، وبانتهاء مشاهد هذه الواقعة تكون قد انتهت مشاهد الواقعة الحادية عشرة فى سجل قصاص الشعب الخاص بالشراقوة. وقد سبقت هذه الواقعة عشر وقائع أخرى، كانت الأولى فى أعقاب ثورة 25 يناير، بقرية هرية رزنة مركز الزقازيق فى شهر يناير لسنة 2012 عندما قام الأهالى بذبح اثنين من البلطجية وتعليق جثتيهما على اثنين من أعمدة الكهرباء بالقرية، ورجمهما بالحجارة أمام أهالى القرية بعد قيامهما بقتل رجل الأعمال حازم فرج عبد المقصود، فى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، بإطلاق عدة أعيرة نارية عليه، مما دفع شباب القرية إلى مطاردة البلطجية داخل القرية وتبادلوا إطلاق الأعيرة النارية معهم حتى تمكنوا من القبض على اثنين منهم وقاموا بذبحهما انتقاما لابن قريتهم، وفى مشتول السوق فى فبراير 2012 قام أهالى المدينة بقتل أحد البلطجية والتمثيل بجثته بربطها فى دراجة بخارية والسير بها فى شوارع المدينة كما أصابوا شريكه الذى تم نقله إلى المستشفى، وذلك بعد قيام البلطجية بقتل تاجر يدعى حمدى يحيى، أمام محله رميًّا بالرصاص، وفى شهر مارس 2012 لقى لصان مجهولان مصرعهما على يد أهالى قرية أولاد سيف التابعة لمركز بلبيس، لقيامهما بسرقة «ماعز». وأفادت التحريات وقتها قيام 3 أشخاص مجهولى الهوية بسرقة ماعز من أحد الأهالى بالطريق عند مدخل القرية وفى أثناء فرارهم تمكن الأهالى من ملاحقتهم، وضبطوا شخصين فى حين تمكن الثالث من الفرار، وقاموا بالتعدى عليهما بالشوم والعصى حتى لفظا أنفاسهما الأخيرة.
وفى قرية وادى الملاك مركز أبو حماد فى 25 فبراير لسنة 2012 قام أهالى عزبة الثمانين التابعة لقرية وادى الملاك بمركز أبو حماد بقتل أحد البلطجية، وأشعلوا النيران فى جسده حتى الموت، بعد أن علقوه على عمود إنارة وذلك بعد أن قتل وأعوانه مدرسا وأصابوا شقيقه بالأعيرة النارية فى أثناء محاولتهم السطو على سيارة وسرقتها، وحسب التحريات تبين أن مجموعة من البلطجية اعتادوا قطع الطرق وسرقة السيارات بالإكراه، وأنهم استوقفوا سيارة نصف نقل أمام القرية محاولين سرقتها تحت تهديد الأسلحة النارية، فاستغاث قائدها بالأهالى وحينما قاموا بنجدته، قام اللصوص بإطلاق الأعيرة النارية عليهم بطريقة عشوائية فاستقرت إحداها فى صدر محمود محمد إبراهيم، مدرس، 29 عاما، ولقى مصرعه فى الحال، وأصابت أخرى شقيقه عبد الله، 25 عاما، وطارد الأهالى البلطجية، حيث تمكنوا من ضبط أحدهم وانتقموا منه ولاذ شركاؤه هاربين، وفى 22 أغسطس لسنة 2012 عمد المئات من أهالى قرية بندف التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية مساء أمس (الأربعاء) إلى قتل أربعة بلطجية حاولوا سرقة سيارة من أحد أبناء القرية تحت تهديد السلاح، وتم التمثيل بجثث البلطجية الأربعة وتعليقها على أعمدة الكهرباء، وفى عزبة الجندية بمركز بلبيس فى 11 سبتمبر 2012 قام العشرات من أهالى مركز بلبيس بمحافظة الشرقية بقتل بلطجيين فى أثناء محاولتهما سرقة سيارة بها عجلان.