نشبت خناقة ومشادات كلامية تطورت إلي تشابكات بالأيدي خلال زيارة «محمود أباظة» رئيس حزب الوفد لمقر الحزب بالإسكندرية لعرض برنامج الحزب في الانتخابات البرلمانية القادمة، وقام أنصار «أباظة» بتنظيم حفل استقبال كبير. من جهة أخري، منع أنصار رئيس الحزب أعضاء «جبهة إنقاذ الوفد» و«جبهة الوفديون الوطنيون» من الحديث، وقاموا بسحب «أباظة» من القاعة عقب انتهائه من كلمته لمنع معارضيه من مهاجمته، خاصة بعد قيام «عمر بركات» بانتقاده أكثر من مرة خلال كلمته، كما اتهمه بالعمالة بالنظام، وهو الأمر الذي دفع «جبهة أنصار الوفد» ومعارضي «أباظة» إلي شن هجوم عنيف عليه داخل مكتب سكرتير عام الحزب، واتهموه بالعمالة والخيانة وتدمير الحزب والاستيلاء عليه، واتهموه أيضاً بشخصنة قضايا الحزب وتحويله إلي معارك شخصية. واستنكر عدد من الحضور حديث «أباظة»، مرددين أنه يعيد تصريحاته القديمة عن الفساد الحكومي، حيث أشار «أباظة» خلال كلمته إلي أن العقد الذي بين الشعب والنظام الحاكم قد انتهي وتجاوزه الزمن ولا يمكن القبول برئيس يحاسب إلا الشعب ولا يستطيع الشعب محاسبته، موضحاً أن جميع الدساتير التي خرجت في مصر باسم الشعب لم يشارك الشعب في وضعها ولم يعبر عن رأيه فيها، وأضاف أن الحكام في مصر يأتون بأنفسهم ويرشحون أنفسهم وينتخبون أنفسهم ويكافئون أنفسهم دون تدخل من الشعب. وتطرق «أباظة» للحديث حول «البرادعي» الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية قائلاً: أعرفه منذ زمن طويل، وأفكاره قريبة جداً من أفكار الوفد إن لم تكن متطابقة. وشن هجوماً حاداً علي الصحف المستقلة بعد أن تم الكشف عن صفقة الوفد مع النظام لإدخال عدد من أعضاء حزبه في مجلس الشعب القادم، وقال: لقد فسر بعض الإعلاميين الصفقة علي أن الدولة توزع مقاعد الإخوان علي المعارضة، إلا أنه بعد أن بحثت ما تم نشره وجدنا أن الأسماء التي تم نشرها غير صحيحة وبها أخطاء كثيرة، لافتاً إلي أن جميع الدوائر التي تم تضمينها في الصفقة المزعومة تخضع لنواب الحزب الوطني وليس للإخوان. من جانبه كشف «عمر بركات» عضو مجلس الشعب السابق عن الوفد عن أن أنصار «أباظة» قاموا باستئجار عدد من شباب الجامعات لحضور مؤتمر الوفد علي أنهم أمانة شباب الحزب، مشيراً إلي أن أحد أنصار «أباظة» قام بالتنسيق مع الشباب وقام بدفع مبلغ 15 جنيهاً لكل شاب حضر المؤتمر، وقال: قيادات الحزب الحاليون ليسوا وفديين من الأساس و«أباظة» عقد صفقة مع النظام لإدخال أعضاء الحزب في المجالس المحلية، كما يبدو أن صفقة جديدة علي الأبواب لانتخابات مجلس الشعب بدأت أنباؤها تتردد. وأكد «بركات»: يجب أن يتم استدعاء الجمعية العمومية الحقيقية للوفد لانتخاب هيئة عليا جديدة وانتخاب رئيس جديد للحزب وفقاً للمعايير الوفدية الصحيحة وبشفافية حقيقية وفي صناديق زجاجية.