في مشهد لافت تشابكت أيدي كلاً من محمود أباظة رئيس حزب الوفد والمرشح لرئاسة الحزب لفترة جديدة، ومنافسه السيد البدوي عضو الهيئة العليا، وذلك فور بدء التصويت في انتخابات رئاسة الحزب، وعقب اكتمال النصاب القانوني للجمعية العمومية، وهتفا "عاش الوفد ضمير الأمة" رافعين صورا لسعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين زعماء الوفد التاريخيين. وكانت وقائع الجمعية العمومية قد بدأت في العاشرة من صباح اليوم الجمعة، وسط تواجد أمني كثيف أمام مقر الحزب ببولس حنا، وبدأ الوفديون من أنصار الطرفين في التوافد على مقر الحزب من محافظات مصر المختلفة حاملين لافتات التأييد سوء لأباظة وللبدوي وارتدى البعض "تشيرتات" تحمل صور رئيس الوفد وبجواره صور زعماء الوفد السابقين، فيما رفع أنصار البدوي لافتاً جاء فيها "هيا نعيد الوفد للصدارة.. معاً للتغيير.. صوتوا للبدوي". مناوشات خفيفة بين أنصار المرشحين ووسط هذه الأجواء، حدثت مشادات أثناء دخول بعض أعضاء الجمعية العمومية بعد رفض لجان النظام دخولهم مقر الحزب بدعوى عدم تسديدهم الاشتراكات، إلا أن محمد عبد الحميد من سوهاج أكد ل "الشروق" أنه حضر الجمعية العمومية الأخيرة في أبريل الماضي، متسائلا عن أسباب منعه هذه المرة، وقال "هما المحسوبين على أباظة هما بس اللي هيدخلوا". وبلغ عدد الحضور حتى كتابة هذه السطور نحو 1000 عضو من أصل 1592 عضوا سددوا الاشتراكات ويحق لهم التصويت. وأشاد أباظة خلال إلقائه البيان السياسي للحزب عن السنوات الأربع الماضية بأداء الوفد السياسي والبرلماني، مشيراً إلى أنه استطاع إصلاح أحوال جريدة الوفد، وأنشئ لأول مرة في تاريخ الجريدة لجنة نقابية، بالإضافة إلى توسيع عدد اللجان المركزية للحزب إلى أن وصل إلى 150 لجنة، وأوضح أن الهيئة العليا للحزب برئاسته أعدت دراسة جدول لمعهد الدراسات السياسية الوفدي، والذي من المقرر إنشائه قريبا. كما أوضح أن الحزب أعد برنامجه الانتخابي بناء على تكليف المؤتمر الثاني للوفد في عام 2008، وركز البرنامج على خمس نقاط أساسية وهم دستور جديد للبلاد، وتنمية اقتصادية شاملة، وتطوير التعليم، ودعم مقومات العدالة الاجتماعية، ودور المواطن في تحقيق النهضة الوطنية. وقرأ عبد الفتاح نصير أمين الصندوق الوفد البيان المالي للحزب، وأوضح خلاله أن قيمة الودائع والاشتراكات للحزب في عام 2006 بلغت 23 مليون جنيه، وقال إن مصروفات الحزب بلغت 10 ملايين و840 ألفا، منها 2 مليون و463 ألفا معسكرات للحزب، و2 مليون و60 ألفا مصروفات دعم لجان الحزب، مشيراً إلى أن مصروفات ترميم مقر الحزب وبعض الأنشطة الأخرى بلغت مليونا و933 ألفا، وأن الأنشطة البرلمانية والحزبية بلغت مليونا و639 ألفا، وأن بعض المصروفات الإدارية بلغت مليونا و952 ألفا. وسجل السيد البدوي حضوره في لجنة التسجيل رقم "2"، وأثناء وجوده أمام اللجنة قام أحد الحضور بتقبيل يده، ورفعت حركة "وفديون ضد التوريث" لافتات لتأييده. تقارب فرص أباظة والبدوي بالرغم من الأجواء التنافسية الهادئة، إلا أن حرب الرسائل انتشرت بين أنصار الفريقين، وأرسل محمود علي عضو الهيئة العليا والمحسوب على أباظة يعلن فيها تفوق رئيس الحزب ب 300 صوت قبل بداية التصويت، ويدعو أعضاء الجمعية العمومية لدعم مرشحه حفاظاً على الاستقرار، ورد عليه أنصار البدوي برسالة يدعون فيها الوفديين إلى المشاركة في عملية التغيير. وبحسب المراقبين فإن فرص كلاً من أباظة والبدوي متقاربة جداً للدرجة التي لا يستطيع فيها أحد التكهن بنتيجة التصويت، ورفع المتنافسون أيديهما متشابكين عقب بداية التصويت، وهتفا "عاش الوفد ضمير الأمة". وتواجدت سيارات شرطة وعدد كبير من رجال الأمن أمام مقر الحزب لتأمين العملية الانتخابية، وحضر العديد من الشخصيات العامة لمراقبة عملية الاقتراع على رأسهم الفقيه القانوني إبراهيم درويش، ومارجريت عازر من حزب الجبهة، وحسين عبد الرازق وأمينة النقاش ونبيل زكي من حزب التجمع، وأبو العلا ماضي وكيل مؤسسي حزب الوسط ومحمد عبد القدوس ويحيى قلاش من نقابة الصحفيين. وحضر أباظة في العاشرة صباحاً وسط استقبال هادئ من الحاضرين، فيما وصل البدوي في الحادية عشر وسط لفيف من أنصاره، وقامت المرشحة الثالثة إجلال سالم والتي لم يذكر لها نشاط إثناء الحملة الانتخابية بتوزيع منشورات تحمل برنامجها.