وسط تخوفات من تكرار أحداث الشغب التى حدثت فى حزب الوفد عام 2006، وفى ظل استعدادات أمنية مكثفة من قيادات الحزب ووزارة الداخلية، يشهد الوفد غدا الجمعة أشرس معركة انتخابية على منصب رئيس الحزب يتنافس فيها كل من محمود أباظة، الرئيس الحالى، والسيد البدوى، عضو الهيئة العليا، وإجلال سالم، عضو الجمعية العمومية. وسيلقى أباظة غدا البيان المالى والسياسى للحزب، وعلمت «الشروق» أنه سيذكر فيه الوضع المالى للحزب خلال السنوات الأربع الماضية، وبلغ الرصيد الذى تركه نعمان جمعة، الرئيس السابق لحزب الوفد، 63 مليون جنيه، ووصل فى عهد أباظة إلى 90 مليون. وقال عبدالعزيز النحاس، عضو الهيئة العليا والمتحدث الإعلامى باسم الوفد، إن البيان السياسى للحزب الذى سيلقيه أباظة غدا يطرح من خلاله دور الحزب السياسى خلال السنوات الأربع الماضية فى الشارع المصرى وداخل مجلس الشعب والقضايا العامة التى فجرتها جريدة الوفد مثل قضيتى وقف بيع بنك القاهرة ووقف مشروع الصكوك الشعبية. وأضاف النحاس إن أباظة سيشير إلى دوره خلال السنوات الأربع فى مواجهة قضايا الوفد التى رفعها جمعة وغيره والبالغة 28 قضية، لم يتبق منها سوى قضيتين منظورتين أمام المحاكم تختصان بمسألة صرف أموال الحزب. وأشار النحاس إلى أن تسجيل الحضور سيبدأ فى العاشرة صباح غدا ولمدة ساعة ونصف الساعة، وأنه سيعلن اكتمال النصاب القانونى لأعضاء الجمعية العمومية للحزب بعد صلاة الجمعة، ومن ثم إلقاء التقريرين المالى والسياسى اللذين سيتم التصويت عليهما برفع اليد، وبعدها تتم عملية الاقتراع السرى لاختيار رئيس الحزب فى الدورة المقبلة والتى ستنتهى فى أول يونيو 2014. وصرح النحاس بأن منير فخرى عبدالنور، سكرتير عام الحزب، وجه خطابا للواء محسن حفظى، مدير مديرية أمن الجيزة، يطلب فيه تأمين العملية الانتخابية خارج مقر الحزب منعا لحدوث أية أعمال شغب، وأكد أنه لن يسمح بدخول أشخاص لمقر الحزب إلا بإثبات شخصية مستخرج من وزارة الداخلية. وأوضح النحاس أن جميع الإجراءات الأمنية المشددة التى اتخذها الوفد، تمت تجنبا لتقديم طعون على الانتخابات من أى نوع «مثلما يحدث فى انتخابات الأندية والنقابات». وعن توقعات قيادات الوفد لما سيحدث يوم الانتخابات، قال مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى للوفد، إن احتمالات حدوث أعمال شغب من أنصار المرشحين كبيرة جدا خصوصا بعد إعلان النتيجة، مؤكدا أن أباظة سيتنحى من رئاسة الحزب بسلاسة ولن يكرر أحداث شغب 2006 التى تمت فى الحزب فى حالة إخفاقه. وأشار الطويل إلى أن كفة الفوز ترجح بنسبة أكبر لصالح البدوى، خصوصا أن الوفديين يؤمنون بمبدأ التغيير باعتباره سنة الحياة السياسية، مضيفا: «إحنا عايزين اللى يقدم أحسن للوفد ويخدمه أكتر». كما انتقد طرح أباظة فى برنامجه الانتخابى بتوسيع عضوية الهيئة العليا لتشمل الشباب، موضحا أنه لا داعى لزيادة العدد. مؤكدا أن طرح البدوى بسحب الثقة من رئيس الحزب موجود باللائحة أساسا ولا جديد فى طرحه. وقبل 48 ساعة من بدء التصويت، أرسل مجهولون صورا لإيصالات تسلم مبالغ مادية وقعها البدوى بتاريخ 20 مايو الحالى، لصالح البعض لحضور مؤتمراته الجماهيرية.