محكمة الجنايات التى تنعقد يوم 26 يناير الجارى، 74 متهما فيها يحاكمون بقتل 74 شابا من الألتراس فى مذبحة بورسعيد منذ ما يقرب من عام، ليصبح الحكم مسألة فاصلة فى حياة وتاريخ الألتراس الذى يرفع شعار «الدم تمنه دم والقصاص أو الدم». الحكم التاريخى بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولا يعلم عواقبه هذا الحكم إلا الله، هكذا يرى عدد من المراقبين المشهد الحالى لحكم الألتراس الذى ينتظرونه منذ عام للقصاص لحقوق أصدقائهم الشهداء الذين قتلوا غدرا أمام أعينهم خلال مباراة الأهلى والمصرى الشهيرة، والتى يصر فيها شباب الألتراس على القصاص.
وبعد عام كامل من إجراءات تحقيقات فى النيابة وإجراءات محاكمات، يأتى يوم الحكم لينطق القاضى فى القول الفصل فى هذه المذبحة، وليتبين الحق ولتتكشف الحقائق وليعرف الجميع من قتل 74 شابا، ومن أغلق البوابات -كما قيل- ومن دبر لوقوع هذه المذبحة التى كانت بمثابة كارثة حقيقية على مصر. عدد من المراقبين للمشهد يرى أن قتل شباب الألتراس جاء نتيجة مشاركتهم فى الثورة وهتافاتهم الدائمة ضد ظلم الداخلية ورفضهم القمع ومشاركتهم فى المطالبة بتحقيق أهداف الثورة والقصاص لشهدائها، وأن حادثة بورسعيد كانت مدبرة لإسكات صوتهم الذى يعلو دائما فى كل مكان. وعلى صعيد الألتراس بدأت التحذيرات بخصوص المطالبة بالقصاص العادل تتصاعد مع اقتراب موعد النطق بالحكم، من خلال الدعوة إلى مليونية اليوم (الجمعة)، وحشد أعضاء الجروب فى 17 محافظة. وناشد الألتراس أعضاءه بالحضور ومؤازرة أهالى شهداء المذبحة أمام أكاديمية الشرطة يوم النطق بالحكم، موضحين أنهم لم يطلبوا الرحمة من أحد، ولكن يخشوا من يوم لن يرحموا فيه أحدا -إشارة إلى يوم 26 يناير- مؤكدين القصاص أو الفوضى والدم
وشدد الجروب على أن مجزرة بورسعيد لم تكن شغب ملاعب، كما يحاول الإعلام تصويرها، وكل الدلائل تؤكد أنها مؤامرة من أكثر من طرف سواء الداخلية أو المجلس العسكرى السابق أو جمهور بورسعيد، مشيرين إلى أن الحكم على ضباط الشرطة المتهمين قادم لا محالة، وسيكونون أول ضباط تتم محاكمتهم فى أول قضايا شهداء الثورة.
وطالب جميع أعضاء الرابطة خلال بيانهم على صفحتهم بموقع التواصل الاجتماعى «فسيبوك» بتكثيف نشاطهم فى الشارع حتى يوم النطق بالحكم، وطبع البيان وتوزيعه لتذكير الناس بالقضية وملابساتها.
بيانات الحشد ليوم المحاكمة انتشرت بالمحافظات لحث الجماهير على حضور جلسة الحكم فى أكاديمية الشرطة، بالإضافة إلى مطالبة الجروب بحضور الأعضاء من جميع المحافظات وأهالى الشهداء لميدان التحرير اليوم (الجمعة)، لعقد مؤتمر يناقشون من خلاله التحضير ليوم النطق بالحكم.
كما طالب الألتراس أهالى شهداء المجزرة وكل الجروب بمزيد من ضبط النفس حتى يوم المحاكمة الذى ينتظره جميع أسر الشهداء.
وأطلق الجروب دعوات للحشد لحضور جلسة النطق بالحكم فى قضية مذبحة بورسعيد 26 يناير بمقر المحاكمة بأكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، موجها دعوة إلى جميع أعضاء الألتراس فى كل المحافظات وإلى كل جماهير الشعب المصرى لحضور الجلسة النهائية للقضية، مؤكدين أن حق الشهيد لن يضيع والقصاص هو المطلوب.
ويرفع الألتراس شعاره القصاص ولا يرضيهم إلا القصاص لحقوق 74 شهيدا، وحسبما قال أحد شباب الألتراس إن المتهمين داخل القفص هم الفاعلون الحقيقون للمذبحة وأنهم ينتظرون الحكم بالإعدام حسب قولهم.
وحسبما روى أحد شباب الألتراس الناجين من المذبحة أن صبر الأهالى والشباب له حدود وهو جلسة الحكم، مشيراً إلى أن الحق لن يضيع.