السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أولا أحب أشكر أسرة الموقع والقائمين عليه.. أولا مشكلتي هي إن أنا طالب في الثانوية العامة، بس فيه حاجات كتير أوي محبطاني ومش مخلياني عارف أذاكر ولا ليّ نفس. أنا فلسطيني وبادرس في مصر، وعلشان مش باخد لغة أجنبية تانية شالوا لي درجات، وقالوا لي هيبقى لك تنسيق خاص.. ولما جيت أسأل دلوقتي قالوا لي تنسيقك عادي. الحاجة التانية هي لا مبالاة أهلي.. أنا باخد كل قراراتي لوحدي، دخلت علمي واخترت الشعبة وكل حاجة من غير حتى ما أرجع لهم، وهما ماسألونيش، يعني لما أصحابي بيقعدوا يتكلموا.. اللي أبوه شال النت، واللي شال التليفزيون، واللي.. واللي.. لكن أنا باقعد على النت، ولا حد بيقول لي كلمة قوم ذاكر.. باحس بعدم اكتراث وشعور عميق بإني مافرقش. الحاجة التالتة هي إن أمي دايما عصبية، وكل ما أعمل حاجة تكبر الموضوع، وكل ما أطلب منها فلوس درس تقول لي هو كل ما تطلب فلوس تيجي لي؟! أبوك في الشغل استناه. أنا باسكت وماباروحش الدرس، ولا حتى باطلب من بابا لما ييجي, أنا مش باشحت منهم، ولو حصل وقلت لبابا عايز فلوس.. يقول لي "ها عايز كام؟"، بطريقة زي ما يكون أنا باطلب علشان أشتري هدوم.. النهارده غصب عني اتعصبت علشان جيت أطلب من أمي الفلوس لقيتها بتقول لي أنا الأسبوع الجاي راجعة غزة هيّ وأختي الصغيرة، ومش عاوزة أشوف خلقتكم دي تاني، ومش راجعة هنا تاني، وقعدت تقول لي إنت أناني. والله أنا بالغي دروس على حساب دروس، وكمان باحاول ماطلبش فلوس كتير, بس هما ماشافوش أصحابي بياخدوا إزاي دروس في كل المواد، هما مايعرفوش يعني إيه ثانوية عامة أصلا.. أنا علمي رياضة وبيقولوا لي عايزينك تطلع دكتور، مع إنهم متعلمين وعلى قدر من الثقافة.. أنا بقيت مخنوق لدرجة إني روحت أعيش مع جدي، بس برضه لازم أروح لهم، آسف إني طولت عليكم بس بجد زهقت..
mahmod
حسنا فلنفترض أنني وصلت بك إلى هذا الاستنتاج فهل تصدقه وقتها؟ هل سيقبل عقلك فرضية كره الأب والأم للابن؟ هل يقبل ذهنك أن في هذا الكون والدين يكرهان نجليهما، أعتقد أن هذه النقطة محسومة ومنتهية، فوالديك بالتأكيد يحبانك يا صديقي العزيز وربما أكثر بكثير مما يبدو، ولكن يبقى السؤال: لماذا يتصرفان بهذا الشكل حيالك، دون إبداء أي اكتراث بك أو بمستقبلك وبشكل يصعب معه تصديق فرضية أنهما يحبانك بالفعل؟ فلنحاول أن نفكر في إجابة منطقية تريح أعصابك وتساعدك على التركيز في مستقبلك. المشكلة الأولى والأكبر من وجهة نظري هي تلك التي تتعلق بإحساسك بعدم اهتمامهما بك، إلا أنني أعتقد أن الأمر يتعلق بك بالأساس يا صديقي العزيز، الوالدان عادة لا يسلكان هذا النوع من التصرفات تجاه الأبناء إلا عندما يكون الابن نفسه شخصية مستقلة بشكل مبالغ فيه ترفض تدخل الآخرين في شئونه وتنظر لأي اهتمام باعتباره تعديا غير مقبول على خصوصياته. وبالتالي تنشأ لديهما حالة من الضيق الذي يتحول مع الوقت إلى غضب وينتج عنه في النهاية حالة من اللا مبالاة المصطنعة، فيتوقفون عن السؤال عنك أو عن أحوالك، فتظنها أنت عدم اهتمام ولا مبالاة وربما كراهية، وهي النتيجة التي وصلنا إليها بالفعل. وهناك افتراض آخر يعتمد بالأساس على الظروف الأسرية التي تعيش فيها، وعن الحالة المادية التي تتمتع بها هذه الأسرة، وعن نوعية المشكلات التي تمرون بها، وعن شكل العلاقة بين الزوج والزوجة، فربما تتضافر كل تلك العوامل من أجل خلق حالة من الجو الكئيب الذي يستحيل معه توافر هذا الجو الدافئ الذي تحلم به. الظروف السيئة يا صديقي يمكنها أن تحوّل من صفات أي إنسان قهرا، فتجعل من والدك الحنون شخصا قاسي القلب، ونفس الأمر بالنسبة إلى الأم، وبالتالي يجب عليك أن تفتش عن تلك الظروف وتلك المشكلات التي يعانون منها حتى تعرف الإجابة. وفي رأيي المتواضع لو فكرت في الأمر من منطلق أنهما مضطران إلى التعامل معك بهذه الطريقة، وأن الأمر لا يتعلق بالضيق منك بقدر ما هو ضيق من الأحوال، وقتها يمكن لك أن تتقبل الأمر بصدر أرحب. والحل من وجهة نظري ألا تتوقف كثيرا عند هذه المسألة وتفكر بشكل أكبر في المستقبل الذي يمكنك أن تصنعه بيدك بعد إرادة الله عز وجل، الحل في أن تصنع من نفسك شخصا أفضل، يمكنه أن يكون أكثر إسعادا لوالديه، شخصا يمكنهما أن يفخرا به ويهتمان به أكثر وأكثر، شخصا يمكنه أن يعوضهما عن شقاء الظروف التي يعانيان منها، إن كانت هناك ظروف. فكّر في مستقبلك ولا شيء غيره، فكّر في كيفية النجاح وليس في كيفية الفشل، تأقلم مع الظروف المحيطة وسوف تصنع منها وبها المعجزات مهما كانت المعوقات. وفقك الله إلى ما تحبه وترضاه