حاسس دايماً بخوف من المستقبل.. لدرجة إني مش عايز أتحمل مسئولية من أي نوع لأي حد غير نفسي.. عشان لوحدي ممكن أعيش في أي ظروف وما أبقاش ناعي هم أي حد تاني.. حسيت أكتر بكده لما خلصت تعليم.. اكتشفت إني فاهم الدنيا غلط.. الحياة طلعت صعبة جداً, مع إني مادياً "متوسط" بس اعتمادي على نفسي وإصراري إني أبدأ حياتي لوحدي خلوني أفكر مليون مرة قبل ما أقرر إني أحب حتى.. فكرة الجواز ما بافكرش فيها, باشوف ناس كتير بتنظلم من الجواز, ومؤمن إن الحياة كفاح وكل حاجة.. بس الخوف من اللي بعد كده حاجة صعبة أوي. الإحساس ده بدأ يتعمق جوايا, خايف ليكون مرض ويسبب لي عُقد مع إني مقتنع إن ده الصح, بس أحياناً باشوف إني مكبر الحكاية شوية وأن مافيش مشكلة إني أعتمد على "فلوس أبويا" في الحاجات اللي أنا مش قدها، وإني مش لوحدي وكده، وبارجع تاني أقول "لأ" ده مش مبدأي والحوارات دي.. اتبرجلت في نفسي والله.. مش عارف أصدق مين ولا الصح إيه؟فكّرت إن ممكن رؤيتكم ليّ تغير مني، ولا توريني حاجة أنا مش شايفها،أنا "24" سنة وباشتغل محاسب في السعودية حالياً.. شكراً لكم .. موقع مفيد بجد، وربنا يجعله في ميزان حسناتكم. h. m صديقي العزيز.. أنا زمان كنت زيك باخاف كتير من المستقبل، كنت باخاف على الحاجات اللي بحبها تضيع مني أو أفقدها، وكنت باخاف أربط نفسي بحد وما اقدرش أكون قد المسئولية، لغاية مرة كنت مسافرة لفترة طويلة وجمعت كل الحاجات اللي بحبها في شنطتي، ولسوء الحظ شنطتي دي ضاعت وعمرها ما رجعت لغاية دلوقتي، لكن وأنا باحاول أعوّض كل شيء ضاع فيها، من ملابس وأوراق وتذكارات، كنت باكتشف حاجة جديدة وباتعلم حاجة جديدة، يمكن ماكنتش هاتعلمها لو كنت لسه عندي الحاجات القديمة اللي بحبها، واتعلمت إن "أزمة يعني فرصة"، فرصة إنك تبدأ من جديد، وبطلت أخاف من المستقبل، وعلى طول أسأل نفسي: "يعني إيه أسوأ شيء ممكن يحصل؟"، ومن وقتها مش باحس إنه سيئ جدا زي ما أنا متخيلة؛ لأن إيماني زاد، وزمان سمعت كلمة جميلة جدا بتقول "الحزن بزيادة نقصان دين، والفرح بزيادة نقصان عقل"؛ لأنك لو حزنت أوي على فقد شيء أو شخص فده معناه إنك مش مؤمن بقضاء الله وقدره، واللي ممكن يكون فيهم رحمة كبيرة لك أنت مش مدركها، لكن هتدركها في وقتها، بدليل بص للماضي شوف كام أزمة حصلت في حياتك وبعد سنين اكتشفت إنهم كانوا مجرد أسباب لحاجات كويسة حصلت، ويمكن ماكنتش حصلت لو ماكنتش حصلت الأزمة دي. أما الفرح بزيادة نقصان عقل، فده حقيقي جدا لأن أي حد فاهم الحياة كويس هيعرف إن طبيعة الحياة كده، ليل ونهار، صيف وشتا وربيع وخريف، سعادة وشقاء، ميلاد وموت، وعمرها ما هتمشي على وتيرة واحدة وجمالها في تغييرها. يعني الحزن والزعل والفشل جزء من جمال الحياة، زي النجاح والانتصار والحب؛ لأنهم بيخلونا نكتشف الطعم الحقيقي للفرج بعد الضيق، وجمال النهار بعد الليل الحالك. أما موضوع خوفك من المسئولية فالناس عادة نوعين: نوع بيستسلم لظروفهم ومش بيحاولوا يغيروا أي شيء؛ عشان خايفين من المسئولية، ونوع هما اللي بيصنعوا ظروفهم ونجاحهم، ومش بيخافوا من الفشل، وعشان كده بيكونوا قادرين على تحمل مسئولية قراراتهم. صديقي.. المستقبل هو بكرة، اللي أكيد الشمس هتطلع فيه الصبح.. وهتنزل تروح فيه شغلك زي كل يوم، وحياتك هتمشي بشكلها العادي إلا لو قررت "إنت بنفسك" إنك تغيرها وتخليها مش عادية.. مش عايز تتحمل مسئولية حد غير نفسك.. أكيد عندك حق ومين في الزمن ده قادر يشيل مسئولية حد غير نفسه، بس الحياة قصيرة، وطبيعة الحياة هتفرض عليك إنك تدوّر على حب وعلى شريك وعلى مستقبل ونجاح، وده كله بيتطلب قدر كبير من المسئولية.. يمكن تكون الحياة صعبة زي ما بتقول، بس الأصعب إنها تكون فاضية وغير ذات قيمة حقيقية. فيه قصة كانت بتحكي على راعي غنم قرر يبيع غنماته ويسافر يدوّر على كنز، لكن في بداية الرحلة للأسف بيقابله شخص بيسرقه.. وقتها بيكون قدامه اختيارين إما يكون إنسان مهزوم يرجع لمكانه ومكانته كراعي غنم، ويحاول يرجّع اللي راح ده إن قدر، أو إنه يكمل رحلته كمغامر ومستكشف ويدوّر على الكنز، طبعا إنت عارف هو اختار إيه؟ وإلا ماكانتش حدوتته بقت حدوتة كبيرة تتحكي، أصل العالم مش هيهتم براعي غنم إلا لو لقى كنز، وإنت مجرد محاسب.. وحياتك ومستقبلك هي اللي بتملكه دلوقتي، وهو ده اختيارك، ولو اخترت النجاح والتميز هتنجح حتى لو قابلت صعوبات. أما بالنسبة لنقطة مساعدة أهلك، فلازم تفهم إن الحياة أخذ وعطاء، والمساعدة دي لها تمن هتدفعه آجلا أو عاجلا من حريتك وقراراتك واختياراتك، وكمان هترد المساعدة دي بشكل أو بآخر في المستقبل، أنا مش شايفة مساعدة أهلك ليك عيب إلا لو كان فيها نوع من استغلالهم والضغط عليهم علشان راحتك، لكن لو هما قادرين يساعدوك وده مش هيتعبهم خليهم يساعدوك لكن في حدود متأثرش عليك أو عليهم. يا رب يكون كلامي ورّاك الحاجة اللي بتدور عليها، وتواصل معايا لو عندك أي تساؤلات ثانية، وشكرا. لو عايز تفضفض لنا دوس هنا