أنا حياتي اتدمرت ومش لاقي غيركم يساعدني..بداية الصلاة مابقيتش أصلي، ومش عارف أرجع أداوم على الصلاة. ثانيا الكلية.. لا مبالاة مالهاش حدود، وعلى فكرة أنا في كلية هندسة، واللا مبالاة دي محسساني إني لما أخلص كلية مش هاعرف أتعلم حاجة، وهابقى مهندس فاشل. ثالثا أنا كنت باتعالج من الاكتئاب بقالي تقريبا سنة ونص، بس ماحستش بأي تحسّن، علشان كده سبت الدكتور اللي أنا كنت باتعالج عنده، ودلوقتي شوية أقول إن أنا هادوّر على دكتور تاني وأكمل موضوع العلاج، وشوية أكسّل وأقول ماعادتش فارقة، وأعراض الاكتئاب بدأت تزيد، وأنا مش عارف أعمل إيه، ولو تقدروا تدلوني على دكتور نفسية وعصبيه أكون شاكر جدا. رابعا أنا كنت باحب واحدة ولسه بحبها لحد النهارده، بس المشكلة إنها كانت بتضحك في وشي وكانت بتمشي مع شاب، وهو دلوقتي هيتجوز خلاص، وهي بتبعت لي رسايل، بس أنا أخدت يمين على نفسي إن مستحيل هيكون بيني وبينها أي حاجة.. بس أنا لسه بحبها ومش عارف أعمل إيه. أنا آسف إني طوّلت عليكم. بس أتمنى لو تردوا عليّ في أسرع وقت.
black
أهلا وسهلا بك، وحقا ما أثقل الاكتئاب حين يجثم على النفس فيرهقها ويجعل الحياة الرحبة مثل "خرم الإبرة"، فالاكتئاب هو أكبر مرض نفسي يصيب البشر في كل أنحاء العالم، والمكتئبون يكررون جملة مستمرة وهي: "الحياة مالهاش طعم"، ويجعل الاكتئاب الشخص غير راغب في أي شيء. ورغم سهولة علاج الاكتئاب مقارنة بأمراض نفسية وعصبية كثيرة عفانا الله سبحانه وإياك منها، فإنه يحتاج لعلاج شامل سليم حتى يتم التخلص منه بلا رجعة ولا انتكاسات، وأقصد بالعلاج الشامل "العلاج المعرفي السلوكي" أي العلاج من خلال عدة مسارات متوازية معا. فالعلاج الدوائي مسار، حيث إن الاكتئاب بالفعل يؤثر في كيمياء المخ ويجعل نسبها السليمة في حالة من الخلل، والذي يعمل الدواء على إعادتها مرة أخرى لنسبها السليمة في خلايا المخ. والعلاج المعرفي مسار آخر: حيث تقوم برصد الأفكار الخطأ، أو الأفكار السلبية، لأن أي شعور عندنا وراءه فكرة، فقد نشعر مثلا بالغضب حين ينتقدنا شخص ما، فنبحث لماذا غضبنا، فنجد أن الغضب لم يكن من الانتقاد، ولكن الغضب من فكرة تقبع في رأس من غضب بأن من انتقده يرغب في إهانته أو إحراجه، فهذه فكرة قام الشخص باستخراجها من رأسه حين حدوث موقف ما، فترجمه بناء على تلك الفكرة فحدثت مشاعر بناء على تلك الفكرة وهنا تلك المشاعر هي الغضب، فمثلا ما حدث هو ما يعرف بأخطاء التفكير. وهذا المثل يعبر عن خطأ كبير في التفكير ومنتشر مع الأسف، واسمه "الشخصنة" وهذا هو المقصود بالعلاج المعرفي، حيث يتم التعرف على طرق التفكير الخطأ وتعديلها، لأنها في الغالب الأعم ترجع أمراضنا النفسية لطريقة التفكير. وكذلك هناك المسار النفسي، حيث يقوم طبيبك بعمل جلسات نفسية، فيها يتم تفريغ نفسي لمشاعرك، ومواجهة مخاوفك، ويساعدك على اكتساب مهارات تحمّل الإحباط، والمواجهة، وغيره، ويتعرف من خلالها طبيبك على مساحات يجب علاجها نفسيا حتى تتمكن من الشفاء التام بإذن الله. ويبقى المسار السلوكي، ويقصد به وضع خطة سلوكية تتماشى مع طاقتك أنت، وقدراتك أنت لتعدل فيها سلوكياتك فتزيد من بعضها، وتقلص بعضها، وتتوقف عن بعضها. وقد يكون هناك مسار أخير عليّ أن أعترف أنه دوما يكون أصعب المسارات تحققا، وهو المسار الخاص بالمناخ من حولك، حيث إن الظروف من حولك ومناخ أسرتك وعلاقتك بهم يكون ذا تأثير في اكتئابك، فكلما تمكّنا من تعديل هذا المناخ كان العلاج أفضل وأفضل. لذا الطريق السليم هو ما حدثتك عنه بمساراته، فأنت فقط تحتاج إلى طبيب نفسي ماهر يعالج بالعلاج المعرفي السلوكي لتضع يدك على السبب الحقيقي وراء اكتئابك فتعالجه من المصدر، اللهم إن ظهر أن هناك جزءا وراثيا، أو أنك شخصية اكتئابية، أي لديك استعداد مرضي للاكتئاب ولكنه لا يظهر إلا إذا ساعدت البيئة المحيطة بظهوره، وهو له أيضا علاج. أما قصة حبك، فالحقيقة أن الحب "مشاعر مسئولة"، فيها الحبيب يكون مسئولا عن محبوبه، ومسئولا عن الحفاظ على العلاقة به كما يجب أن تكون، أمام الله تعالى، وأمام الأهل، وأمام المجتمع، فحين تكون مجرد مشاعر فقط دون مسئولية، أو مشاعر "تحت الطلب" كما حدث من فتاتك، فالحب حينها يكون بريئا من تلك القصة. أما فتاتك التي تتنقل بين الشباب، وتهجر وتُهجَر وتظل في حالة مطاردة لك، هي فتاة في الحقيقة فقدت أجمل ما في الأنوثة من كبرياء لذيذ، ووفاء، ورقة، لذا قصة فتاتك قصة بعيدة عن الحب، قد تكون قريبة من الاحتياجات أو الإدمان. فأنت تحتاج لوجود فتاة في حياتك كمطلب بشري على مستوى المشاعر على الأقل، أو تحتاج من يشاركك همومك، أو تحتاج للعيش في حالة الحب، وقد يكون قربك منها لأنك أدمنت وجودها في حياتك، فانتبه وتذكر أن واجبك الآن وفورا هو التواصل مع طبيب نفسي يساعدك حتى "تفوق" وتتنفس من جديد وتعود لنفسك الحقيقية. لو عايز تفضفض لنا دوس هنا