قاعد على الترابيزة وحاطط ما لذّ وطاب، إشي فراخ محمّرة، وإشي كفتة ومكرونة بشاميل، وإشي شوربة وشوية سلاطات بقى، ده غير التحابيش؛ بطاطس ملوخية وسمبوسك وبطاطس، والحلو كنافة وقطايف وبقلاوة.
وقدامك كوباية قمر الدين ساقعة، وعمّال تبص كل دقيقتين في الساعة مستني الأذان يأذّن علشان تقهر الحر والعطش وتشرب قمر الدين، وبعدين تغوص في كل الأكل اللي على الترابيزة.
بس يا ترى فكّرت لدقيقة إن ممكن تكون في أسرة تانية قاعدة دلوقتي قدام كام حبة طعمية وطبق فول وشوية مخلل، وإن ابنهم الصغيّر بيحلم ياخد ربع فرخة أو كام حتة كفتة، بس والده مش قادر يوفّر له كل ده.
بل ممكن يكون الشخص ده أقرب ممّا تتخيّل، ممكن يكون شم ريحة أكلك الحلوة من الشبّاك ونفسه يدوق، ممكن يكون جارك اللي على قد حاله، أو ممكن يكون بواب عمارتك اللي بيخدمك.
وعلشان كده ماتضيّعش الثواب، وبسرعة هات طبق وحط حاجة مِن كل طبق وخلّيه طبق جميل، وانزل في الدقايق دي قبل المغرب اديهوله، وقول له "دي هدية رمضان.. رمضان كريييييييم".