انتفض جسد (إيناس) في عنف شديد، مع دوي الانفجار الثاني، وتضاعف انهمار الدموع من عينيها، وهي تسأل الرجل، الذي يقود عربتهما الصغيرة، عبر ممر طويل: - ماذا حدث؟!... ماذا أصاب (جو)؟!.. كان الرجل يبدو متوتراً، وهو يجيب: - اطمئن... كل شيء تحت السيطرة. هتفت منهارة: - أية سيطرة؟!... إنه الانفجار الثاني، والكل يعدو مبتعداً، والخطر يحفر ملامحه في وضوح على وجوه الجميع، وأوّلهم أنت؛ فكيف يتفق هذا مع كلمة سيطرة؟!.. بدا أكثر صرامة، وهو يقول: - لا تجعلي المظاهر تخدعك يا سيدتي... الأمور بالفعل تحت السيطرة. سألته، في لهجة أشبه بالضراعة: - وماذا عن (جو)؟! سألها، مستعيداً توتره: - ماذا عنه؟! انهمرت الدموع من عينيها، وهي تسأله، وقد خَفَت صوتها، وكأنها تخشى الإفصاح عما بها: - أهو بخير؟!.. صمت الرجل لحظات، قبل أن يجيب في حزم: - أنا واثق من أنه كذلك. سألته بلهجة باكية: - ومن أين تستمد ثقتك هذه؟! أجاب في سرعة هذه المرة: - لأنه يمثل أهمية كبيرة لنا، وفي هذه الحالة، تكون الأولوية لحمايته، والحفاظ على حياته. غمغمت مرتجفة: - ولكنهم يقتحمون المكان. أجاب في صرامة: - هذا لا يهم. قالت في توتر أكثر: - ولكنك أخبرتني أنه أكثر الأماكن أمناً في (مصر) أجاب في حزم وحسم وثقة: - إنه كذلك. رمقته بنظرة شك كبيرة؛ فلم يزد عن أنه قال في حزم أكبر: - اطمئني. " وكيف أطمئن؟!... " ألقى رئيس الجمهورية السؤال؛ فشد مدير المخابرات قامته، وقال: - على الرغم من أن ما حدث كان مفاجأة يا سيادة الرئيس، وعلى الرغم من أن ذلك الهجوم يخالف كل القوانين والأعراف الدولية؛ إلا أنه من العسير القول بأنه لم يكن متوقعاً. التقى حاجبا الرئيس، وهو يسأله: - وهل كنتم تتوقعونه؟! هز الرجل كتفيه، مجيباً: - لم يكن احتمالاً قريباً؛ إلا أننا، وكعادتنا في جهاز المخابرات، نضع دوماً سيناريوهات مسبقة، لكل الاحتمالات، حتى النادر والضعيف منها. واضح أنه كائن غير أرضي سأله الرئيس في توتر: - كنتم تضعون سيناريو لهذا إذن؟! أومأ مدير المخابرات برأسه، قائلاً: - بالتأكيد يا سيادة الرئيس... سيناريو الهجوم على المقر السري الاحتياطي موضوع من أيام الرئيس السابق. تطلع إليه الرئيس لحظات في صمت، ثم اتجه إلى مكتبه، وجلس خلفه، يسأله في صرامة: - ولماذا لم يتم إطلاعي عليه مسبقاً؟!... أجابه مدير المخابرات في سرعة: - لقد أكدنا لفاخمتكم أن المقر السري آمن تماماً، ولم نرد إرهاق ذهنكم بالتفاصيل، فنحن نعرف مدى مشغولياتكم الدائمة. صمت الرئيس لحظات؛ لاستيعاب الأمر، ثم عاد يسأل في اهتمام صارم: - ماذا سيحدث الآن إذن؟!.. أجابه في حزم، وهو يشد قامته أكثر: - سيتم الانتقال إلى مقر سري بديل فوراً. مال الرئيس إلى الأمام، وسأل: - وماذا عنه؟!.. مال مدير المخابرات برأسه جانباً، وعيناه تحملان نظرة متسائلة، فتابع الرئيس في صرامة: - ماذا عن ذلك الكائن؟!.. قال مدير المخابرات في حذر: - لقد شنوا الهجوم من أجله. سأله الرئيس، في صرامة أكثر: - وهل سيحصلون عليه؟!.. أومأ مدير المخابرات برأسه، مجيباً: - بالتأكيد. تراجع الرئيس بحركة حادة مستنكرة، فاستدرك مدير المخابرات في سرعة كبيرة: - ولكن جثة هامدة. اتسعت عينا الرئيس، وهتف مستنكراً: - بعد كل هذا؟! تراقصت ابتسامة باهتة، على ركن شفتي مدير المخابرات، وهو يقول: - اطمئن يا سيادة الرئيس. وصمت لحظة، ثم أردف في حسم: - كل شيء تحت السيطرة. "إذن فقد نجحتم..." ألقى الرئيس الأمريكي السؤال في اهتمام بالغ، عبر جهاز اتصال فائق التطور، فأجابه رئيس فريق الاقتحام، من داخل المقر السري: - بالطبع يا سيادة الرئيس... تكنولوجيتنا تفوق كل ما لديهم من تكنولوجيا ألف مرة على الأقل... أقمارنا الصناعية الاستكشافية حددت الفراغ تحت رمال الصحراء في وضوح، وأساليب التعمية والشوشرة جعلتنا نفاجئهم بالهجوم، وأسلحتنا.... قاطعه الرئيس الأمريكي بنفاذ صبر: - أعرف كل هذه التفاصيل يا رجل... السؤال هو: هل حصلتم على ما نبتغيه من وراء كل هذا. وقف رئيس فريق الاقتحام يتأمل الشظايا الكبيرة، التي انتشرت على مساحة واسعة، داخل تلك القاعة نصف المتهدمة، وقال في غضب واضح: - من الجليّ أنهم قد نسفوا المركبة الفضائية مع الاقتحام... حماقتهم جعلتهم يفضلون تدميرها، على وقوعها في قبضتنا. هتف الرئيس الأمريكي في حنق: - أغبياء. ثم حاول تمالك أعصابه، وهو يستطرد: - وماذا عن ذلك الكائن الفضائي؟!.. أدار رئيس الفريق عينيه في المكان، توقف بصره عند كومة شبه بشرية، داخل ما بدا وكأنه بقايا قفص زجاجي، وغمغم في توتر: - إنه هنا. ثم تقدم نحو بقايا القفص الزجاجي في خطوات سريعة، قبل أن ينعقد حاجباه في شدة، ويقول في عصبية: - ولكنه... لم يتم عبارته، فهتف به الرئيس الأمريكي، عبر جهاز الاتصال الفائق: - ولكنه ماذا؟!.. مضت لحظات من الصمت، ثم أجاب الرجل، في مرارة عصبية: - ولكنه جثة هامدة. بدا الرئيس الأمريكي كالمصعوق، وهو يهتف: - جثة ماذا؟!.. انحنى رئيس فريق الاقتحام يفحص جثة الكائن الفضائي، وهو يقول في غضب: - واضح أنه كائن غير أرضي، ومن الواضح أن ذلك الانفجار، الذي نسف المركبة الفضائية، قد أطاح به أيضاً. بدا الرئيس الأمريكي شديد الغضب، وهو يقول: - أية حماقة هذه؟!... يدمرون أعظم اكتشافات القرن، خوفاً من وقوعها في أيدينا؟!.. غمغم رئيس فريق الاقتحام، وهو يلتقط بضعة صور لجثة الكائن الفضائي، ويرسلها عبر جهاز الاتصال نفسه إلى الرئيس: - كان ينبغي أن نتوقع هذا، من قوم يجهلون قيمة التكنولوجيا والكشوف الحديثة، و... لم يستطع إتمام عبارته، مع ذلك الدوار الذي شعر به، فصمت لحظات، قبل أن يقول في عصبية: - شيء ما يحدث هنا يا رجل. قالها، وهو يستدير إلى رجاله، قبل أن ينتفض جسده، وتتسع عيناه عن آخرهما... فما رآه أمامه، لم يكن أبداً مل يتوقعه، أو حتى يتخيله.... أبداً.. يتبع اقرأ أيضاً: أكشن: أكبر كارثة عرفتها مصر (15) أكشن: الكائن الفضائي يتعرّض للهجوم (14) أكشن: إذن فهي الحرب ضد أمريكا وإسرائيل!! (13) أكشن: هجوم الكائنات الفضائية الإسرائيلية (12) أكشن: القادم (11) بالقوة أكشن: القادم (10) ذهول! أكشن: القادم (9) مفاجأة أكشن: القادم (8) لقاء أكشن: القادم (7) علامة استفهام أكشن: القادم( 6) حصار أكشن: القادم (5) من؟! أكشن: القادم (4) أرض غريبة أكشن: القادم (3).. مفقود أكشن: القادم (2).. الشائعة أكشن: القادم (1).. دوي