السلام عليكم.. كيف حالكم يا "بص وطل"؟ أنا عندي موضوع بسيط حابب أتكلم فيه، طبعا كلنا بنحب كشباب إن الواحد مننا يلاقي واحدة ملتزمة دينيا وأخلاقيا، ولكن مشكلتي هنا إن أنا أولا شاب خاطب، وحصل مناقشة بيني وبين خطيبتي عما بعد الزواج، فكان حديثنا عن استئذان الزوج قبل المجيء من العمل على زوجته، فقلت لها إنه لا يجوز، حيث إن الرجل هو الذي يملك زمام الأمر، وليس على المرأة إلا الالتزام بأوامره إن لم تكن فيها مخالفة لله ولأوامره. وكان القصد مما قالته هنا هو أنه عندما آتي للبيت حتى لا آتي فجأة وأراها على منظر أكرهها فيه، والمقصود هنا هو ما يتم من أعمال في المنزل، وما يترتب عليه من بهدلة ورائحة الطبخ.. إلخ، فعلى الزوج ألا يرى من زوجته إلا كل جميل، فهذه النية من مقصدها في القول. فردّي كان أنني أحبها وأي شكل هي عليه أحبها، ففي البيت وجودها يغنيني عن أي شيء حتى زينتها، المهم أنني قلت هذا الكلام لوالدتي متفاخرا بأن خطيبتي تتكلم من الناحية الدينية، وأنا أعلم نيتها جيدا، فقامت والدتي بنهري، وقالت لم نرَ في حياتنا مثل هذه الأمور، واعتبرت الأمر على أنه ضعف مني وسلبية، واعتبرته تحكما فيّ، مع العلم أنني أعلم جيدا متى أكون حازما في أمر ما، والكلمة في النهاية لي، وأنني لن أسمح بأي شيء يضر كرامتي كرجل قبل كرامة بيتي وأهله. وللإيضاح أيضا خطيبتي قالت لي أنا مش هاتحكم فيك ولا في بيتك، أنت حر بيتك، بس للأسف الأم فاهمة غلط، ومصرّة على إن أنا بالبلدي خرونج وموافقها في كل اللي بتقوله، وطبعا أنا مش عارف أعمل إيه مع أمي. star
صديقنا العزيز.. الأمر كما وصفته بسيط جدا وحله ليس كلمات تقال.. بل مشاعر ستشعر بها بعد الزواج وبعد التقارب من خطيبتك بصورة أكبر.. الذي لفت نظري في رسالتك قولك لها الرجل والمرأة وقولها لك بيتك وأنت حر فيه.. كل هذا يدلل أن علاقتكما ما تزال حديثة العهد.. وهذا طبيعي أن يرى كل منكما نفسه كأنه شخص آخر غير حبيبه.. طبيعي أن تفكر هي في مثل هذه الأمور.. وإن كان فهمها يفتقر إلى أدنى حدود الخبرة لأن إصرارها على ألا تراها على هيئة ما، يعني أنها ما زالت لا تفهم الزواج على حقيقته، إذ أنه توحد تام بين الزوجين في كل جوانب الحياة.. ولا يمكنها أن تنفصل عن هذا، ولكنها لا تستطيع أن تتخيل ذلك الآن، لأن علاقتكما ربما ناشئة حديثة كما قلت لك.. وأنت أيضا يا صديقي يبدو أنك بحاجة إلى خبرة إضافية في التعامل مع خطيبتك بشكل أفضل حيث لا تجرح شعورها بقولك إن الزوج هو الذي يملك زمام الأسرة وليس على المرأة إلا الالتزام بأوامره.. وغير هذا من الكلام الرسمي الذي لا قيمة له في ميزان الحب.. الحب الذي يلغي الفوارق ويمحو الحواجز ولا يعرف "أنا" بل "نحن"، ويجعلكما تذوبان في بعضكما البعض.. كل هذا لم يحن وقته بعد، لذا لا تخوضا في أمور كهذه قبل أن تتمّا المرحلة التي أنتما فيها الآن.. مرحلة التعارف الوثيق والتقارب الذي يفتح قلبيكما بعضكما على بعض فتتناسيان أصلا أنكما اثنان.. كما أهمس في أذنك أن ما بينك وبين خطيبتك أمر يخصكما وحدكما وليس من حق ثالث أن يطّلع عليه، لأن هذا لا يخلو من مشكلات وقد جربتَ بعضا من ذلك.. تقرب إلى خطيبتك التي رزقك الله بها، والتي يبدو من كلامها أنها ذات خلق ودين، واتق الله فيها وكن على نفس القدر من الالتزام، وتعرف على قلبها والمس النقاط المؤثرة في شخصيتها واكسب حبها لك.. وهذا لن يأتي فجأة، فعليك بالصبر والتأني والتحلي بالخبرة والوعي اللازم لذلك.. بارك الله لك في زوجتك وبارك لها فيك ورزقكما الحب الذي سيحول حياتكما إلى جنة الدنيا ويقودكما بإذن الله إلى جنة الآخرة.. آمين.