السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. عندي مشكلة، أنا مش باعرف أتعامل مع الناس أوي، أو يعني الناس اللي مش بحبها زي مثلا اللي في الشغل، معظم اللي عندي في الشغل اللي باضطر أتعامل معاهم مش مريحين ومش حابة حتى إني أشوفهم.. عارفة إن طبيعة الشغل أو أي مكان إنك هتلاقي فيه حد مش بتحبه، بس أنا مش قادرة أتعامل على الأساس ده، فكّرت كتير إني أسيب الشغل ده خالص وأريّح نفسي لأني حاسة على طول إن أنا تعبانة ومتضايقة بس خايفة أندم، خايفة مالاقيش أحسن منه، وكمان عشان أنا باتعوّد على الناس بصعوبة وباخاف من الحاجة الجديدة.. يا ترى أعمل إيه؟ أنا مش بحب إن حد أو حاجة تتفرض عليّ، بس للأسف حاسة إن هي دي طبيعة الدنيا وأنا تعبت أوي، بصراحة حاسة إن كل حاجة في حياتي باعملها غصب عني وكل حاجة أقول ماعلش، هافضل أقول ماعلش لحد إمتى؟ أنا كنت الأول عادية بس من ساعة أما جيت الشغل ده حاسة إني اتغيّرت في حاجات كتيرة للأسوأ، بقيت بانسى كتير ومش باركز، حاسة إني تايهة ودي الصراحة مخلياني باخاف أتكلم مع حد، لما بابقى مع حد غير الناس اللي واخدة على التعامل معاهم بابقى مرتبكة جدا. وبصراحة حاسة إني غلبانة أوي في وسط الناس دي، قعدت معاهم حوالي سنتين ولسه برضه زي ما أنا، مش حاسة إن بقى فيه حاجة جديدة كويسة عندي، بس هما قالوا لي إني أنا كده أحسن من الأول، لكن برضه أنا مش راضية عن نفسي ولا عارفة أتأقلم على الوضع اللي أنا فيه، أعمل إيه؟ وآسفة على الإطالة.
Anosha
عزيزتي.. قال الله تعالي في كتابه الكريم: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ فِي كَبَدٍ} هل تعرفين ماذا يعني الكبد؟ الكبد هو الألم والمعاناة والمشقة والشدة في الحياة، وهذه المعاناة نعانيها جميعا من يوم أن خلقنا حتى نموت. ولو تأملتي حالة الناس من حولك لتعجبت من كمّ الألم الهائل الذي يعانيه الناس، فهكذا خلقنا الله في هذه الحياة نكابد ونكابد حتى الموت.. ولكن من رحمة الله بنا أن المعاناة تختلف من شخص إلى آخر، فالله سبحانه وتعالى يعطي كل شخص على قدر ما يتحمل من المعاناة والمشقة.. كما أنه يعطينا بين هذه المشقات الكثير من الأشياء الجميلة التي تساعدنا على تحمل مشقة الحياة وما بها من متاعب.. عزيزتي.. أنا لا أنكر عليك ضيقك من أن تتعاملي مع ناس أنت غير راغبة في التعامل معهم، فهذا يحمل النفس الكثير من الضيق، ولكن كما قلنا إن الحياة هكذا، وربما من نتعامل معهم ونحن غير راغبين بهم، يكونون هم أيضا يتعاملون معنا وهم غير راغبين بنا. والحياة عزيزتي اختلاط واندماج مع الناس، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس". حاولي التعامل مع من في العمل من منطق قول الله عز وجل: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}. هل تركّزين في الآية الكريمة يا عزيزتي؟ تعاملي معهم بالحسنى وابدئي أنتِ وركزي في ما ستقولينه قبل الحديث، وربما تختارين أنتِ الحديث من قبل ذهابك إلى العمل. وتقولين سوف أفتح معهم الحديث في كذا وكذا في الأشياء البعيدة عن العمل، حتى تكوني واثقة من نفسك في ما ستتحدثين معهم فيه، وهذا سوف يذهب منك عدم التركيز الذي يضايقك حتى تتعوّدي كيف تتحدثين معهم خارج مواضيع العمل، وبعدها سوف تتحدثين جديا في مواضيع العمل. وسوف تلاحظين تغيّرهم ويصبحوا كما قال الله وَلِيٌّ حَمِيْمٌ، وبالتالي سوف تأخذين ثوابك {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}. واصبري ولا تتركي العمل ولا تتسرعي، فربما إذا تركت هذا العمل يقابلك في عمل آخر من هم أسوأ من هذا، وفكّري دائما أن كل الناس لهم ما يكابدون منه، وربما تكونين أنتِ أفضل من غيرك بكثير. وعليك الاستعانة بالله، والله الموفق..