السلام عليكم.. أنا عندي مشكلة كبيرة أوي ومش عارفة أتصرف إزاي، في البداية علاقة بابا بأخويا مش كويسة، يعني بابا دائم الانتقاد لأخويا وبيبص له بقرف كل ما يشوفه، ولو بابا بيهزر معانا وأخويا جه يقلب على طول للنقيض.. بيعامله معاملة غريبة جدا.. آسفة إني هاقول ساعات باحس إن بابايا مريض نفسيا لأن المفروض مهما كان الابن وحش المفروض الأب يحتويه، هو فعلا أخويا مش كويس أوي يعني مالوش في المذاكرة وقدراته ضعيفة وبيشرب سجاير وبابا كمان بيشرب سجاير، الحقيقة كل حاجة أخويا بيعملها غلط بابا كمان بيعملها يعني قدوة أخويا أصلا مش صح.. الأزمة الأكبر إن بابا فاجئني إنه عمل تحاليل لأخويا وطلع بياخذ مخدر ترامادول تقريبا وحشيش -على فكرة أخويا شاف بابا قبل كده بياخذ حشيش بردو- أنا مصدومة جدا إن أخويا وصل للدرجة دي، هو طيب وحنين جدا بس ماعندوش ثقة في نفسه وأسلوب تربية بابا الغلط ضايعة.. بابا لما قال لي إن أخويا مدمن كل اللي قالهولي إنه اتفق معاه إنه يبطل وإن أنا المفروض ماقولش لحد ولا ماما ولا إخواتي مش فاهمة ليه، بس طلب مني إني أراقبه لو جاب معاه حاجة في البيت برشام أو كده ولبسه والكلام ده.. أنا حاسة إن بابا واخذ الموضوع ببساطة أوي لأن أنا لما قرأت عن الموضوع لقيت إنه مصيبة؛ ممكن أخويا يموت أو ييجي له إيدز أو سرطان.. أنا حاسة إن مخي مشلول أنا شايلة الحمل ده لوحدي ومش عارفة أعمل إيه، بس أكيد مش هاقعد أتفرج لما يبطل لوحده، لأني مش ضامنة إن ده يحصل، نفسي يطلع بابا بيضحك عليّ، أرجوكم ساعدوني.
nora.love
دعينا نستبعد الفرضية التي تقول بأن والدك يختلق كل هذه القصة ويدعي على أخيكِ ما ليس فيه، فبالتأكيد قد تيقن مما يقول، فمن غير المعقول أن يعمد والد إلى إهانة ابنه كلما تلاقت أعينهما، فالجينات الطبيعية التي أنبتها الله في أي والد هي جينات حب وعاطفة تجاه أبنائهم، ذلك الجزء الذي انشطر عنهم وهو جزء منهم فكيف يكرهون أنفسهم. ولكن عندما يفسد الابن وتتدهور الحال وتذهب كل آمال وتطلعات هذا الأب لابنه هباء، يتحول ندمه مع الوقت إلى غضب على هذا الابن الذي أفسد حلمه بأن يقدم للمجتمع ابنا يفتحر به أمام كل من يعرفه، ويصدّر الابن لأبيه إحساسا بالفشل، فشله في أن يجعل منه كائنا أفضل، كائن قويم سليم غير مضر لنفسه أو للمجتمع فإذا به يجد نفسه أمام ولد يتناول المخدرات على اختلافها. وإذا كان هذا الأب فعلا لا يحب ابنه أو كان مريضا نفسيا ما كان ليطلب منك أن تراقبيه في حال جلب سجائر أو مخدرات أو ما شابه إلى المنزل، فلو كان يكرهه لأراد له السوء وليس الخير، لو كان يكرهه ما كان أجهد نفسه في محاولة ترقبه وإبعاده عما يتعاطى ويتناول. ولكن أحسب أن أبيك يسعى وراء هدف نبيل ولكن من خلال طريق خاطئ غير صحيح، فبدلا من أن يحتويه عاداه، بدلا من أن يقوّمه بالحسنى اكتفى بصب اللعنات على رأسه ونبذه، حسب بأنه يمكنه بذلك أن يعيده إلى السلوك السليم ولكنه مع كل لحظة غضب انفجرت في وجهه ومع كل شتيمة أطلقها لسانه في وجهه جعله يقترب ويلتصق أكثر وأكثر بعالم المخدرات، فهو يجد فيها الملاذ والصديق من ذلك العالم المنبوذ فيه والمطرود منه، من ذلك العالم الذي لا يعامله إلا على أنه شاب فاشل مكروه من كل ما حوله فيهرب إلى النسيان بالنسيان. والسؤال الأهم الآن كيف يمكن لك أن تشاركي في التعامل مع هذه المشكلة التي أستشعر انفطار قلبك بسببها من بين عباراتك، هو في النهاية أخوكِ يضرك ما يضره ويسيء إليك ما يسيء إليه، وبالتالي غض الطرف عن حاله لن يجدي، وأحسب أنك لست من النوع الذي يمكن له أن يهرب من المشكلة بهذه السهولة بل تتعاملين معها وتقفين لها بالمرصاد. الخطوة الأولى التي يجب عليك أن تتخذيها هي أن تحاولي التقرب إلى أخيكِ بشكل أكبر وتكوني له ذلك الصديق المخلص كاتم الأسرار، وتلك الأخت المحبة التي تستوعبها بعواطفها، وتلك الأم الحنونة التي تسمع ولا تنهر وذاك الأب المحب ولكن الحازم الذي يرد ولده عما يفعل.. هل يمكنك أن تكوني كل هؤلاء الأشخاص في نفس الشخصن؟ أحسب أنه أمر يمكنك أن تفعليه ما دمتِ تحبين أخاك بهذا الشكل. دعيني أولا أمرر لك بارقة أمل علّها تبدد شيئا من الظلام الذي أراه يطل من عينيك ويلقي بظلاله على حياتك ويجعلها كئيبة وحزينة، نوعية المخدرات التي ذكرتيها في رسالتك كما أعرف -وهي معرفة محدودة- ليست من نوعية المخدرات التي يستحيل الاستغناء عنها أو لا يتم الاستغناء عنها سوى بجلسات علاجية في مصحات الإدمان، بل هي نوع من أنواع المخدرات الخفيفة التي ترتبط بالحالة، وأعني أنه ما لم تتوافر الظروف لن يتناول هذه المخدرات، وهذه الظروف أقصد بها المكان والأصدقاء الذين يتشاركون معه هذه العادة السيئة. إذن المهمة الأساسية التي تقع على عاتقنا في الوقت الحالي أن تقنعي أخاك بأن أصدقاءه ربما يجرّونه إلى أمور لا تليق به ولا بعائلته وأن تجعليه ينبذهم ولكن بالتدريج، فلا يكون ذلك بسبهم مباشرة لأن شأن ذلك أن يزيد من عِناده، يجب أن يثق فيكِ أولا وفي آرائك ثم بعد ذلك تبدأي في جذبه بعيدا عن هذه الشلة الفاسدة. المهمة الثانية وهي تتعلق بوالدك الذي يجب وبكل الطرق الممكن أن تقنعيه بأن يغير الطريقة التي يتعامل بها مع أخيك، لأن 50% من المهمة تتعلق بطريقة تعامله مع ابنه، يجب لأخيك أن يسترد ثقته بنفسه ولن يستردها وحده بل يجب لوالدك أن يردها إليه، فهو من سلبها منه باتهامه الدائم بالفشل والإدمان ولو أحسن معاملته لربما أعاد إليه شيئا من ثقته بنفسه، لو أحسن معاملته لربما أحب أخاكِ أسرته أكثر وكره أصدقاءه أكثر، لو أحسن معاملته لأصبح على أتم استعداد أن يفعل ما تريدون فقط كي تستمر هذه العلاقة الطيبة، ووقتها سيكون من اليسير علينا أن نقنعه بالابتعاد عن ما يتناوله.