أنا مش عارفة ابدأ منين، بس أولا باشكركم على المكان ده اللي ممكن الواحد يكتب همومه كلها بكل صراحة من غير ما يحس إن كل الناس عارفة أدق أسراره وبيتكلموا عنها. أنا حكايتي بدأت من 7 سنين لما كنت في الكلية وهي كلية عملية مرموقة، ماكانش ليّ قبل الكلية أي علاقات الحمد لله وكنت محتفظة إلى حد ما بجزء من صفاتي الطفولية البريئة. اتعرفت على زميل وكان أكبر مني بسنتين، فضلت العلاقة ما بينا صداقة وبس، لحد ما خلصت أول سنة لاقيته بيكلمني وبيقول لي إنه كان مستني الامتحانات تخلص عشان يقول إنه معجب بيّ، وارتبطنا لمدة سنتين، بعدها قرر إنه يقول لأهله عشان يبتدي الموضوع يبقى رسمي، وأنا أهلي الحمد لله كانوا عارفين ووالدتي قابلته وكانت متقبلة الموضوع لأنها شافته إنسان محترم ومش بيلعب. لما قال لأهله على غير المتوقع لاقاهم بيرفضوا الموضوع كمبدأ أصلا على أساس إنه لسه طالب في الكلية رغم إنه كان خلاص فاضل له شهور ويتخرج، ومهما حاول يفهمهم إنه مش بيطلب إنه يتجوز على طول بس على الأقل نرتبط رسمي وطبعا ماقدرش يقنعهم بأي حاجة ولا حتى إن مامته تقابلني وتتكلم معايا يمكن تقتنع وعلى كده افترقنا. المهم اللي كان مضايقني إنه ماحاولش معاهم تاني بالراحة هما قالوا كلمة وكانت ومفيش فيها رجوع، فضل يسأل عليّ من وقت للتاني لحد ما جه في يوم لاقيته بيعزمني على كتب كتابه وطبعا مارحتش، وقلت المفروض إنه مش هيكلمني تاني، فضل برضه يتصل ويسأل وأنا كل مرة أقول إني خلاص هاقوله ما يتصلش تاني. لحد ما فعلا قلتله كده قاللي هاحاول ولاقيته برضه بيتصل ويقوللي إنه في بينه وبين مراته مشاكل كبيرة وصلت لقضايا ومحاكم وإنه محتاج حد يتكلم معاه وقابلته وطبعا كان كل السنين دي ما عديتش عليا ولا هو بعد عني، نفس الحب ونفس الشوق وكل حاجة. دلوقتي هو انفصل عن مراته خالص وأنا خايفة أضعف وأقرب منه وخايفة إنه يفكر في واحدة غيري لو حب يتجوز تاني ومش باسمح لأي حد يقرب مني غيره أو حتى يلمح بأي حاجة. أنا مش قادرة أحكّم عقلي في الموضوع خالص وحاسة إني باعلق نفسي بأمل بعيد وممكن يكون مستحيل لأنه زي ما فكر في واحدة غيري أول مرة ممكن يفكر في غيري تاني مرة. ياريت حد يقوللي اتصرف إزاي.
r.m
معظمنا يؤمن بما يُسَمَى "الإشارات الإلهية"، وفي قصتكما هذه إشارة إلهية قوية, بل إشارات فأنتما قد استمرت علاقتكما كل تلك السنوات رغم عدم تقدم فتاكِ لكِ, ثم تكرر التقاؤكما بعد انفصاله عن زوجته, وها هو يصرّح لكِ بأن حبه ما زال مستمرا, وأنتِ لا تنكرين حبك له, فلماذا العناء بعد كل تلك الإشارات التي تصرخ بكما أن تمضيا قدما ولا تضيعا وقتا؟ أنا أعلم أنكِ ما زلتِ تحملين في نفسك شيئا تجاهه لأنه لم يقاوم بما يكفي -من وجهة نظرك- من أجل إقناع أهله بالموافقة على تقدمه لكِ, ولأنه سارع بالزواج بعد ذلك بشكل بدا لكِ بسيطًا لا يتناسب مع قصة حبكما وما انتظرتِه منه من قتال من أجل ذلك الحب، وأنا أقدر مشاعرك وأتفهمها, ولكن يا عزيزتي لاحظي أنكِ تنظرين للأمر من الخارج. فأنتِ لم تعلمي بكل ما دار بينه وبين أهله, ولا تعرفين مدى قوته أو ضعفه أمامهم وما يمكن أن يكون قد تعرض له من ضغوط مادية ومعنوية منهم, ولستِ كذلك على دراية بأية ضغوط مماثلة قد يكون تعرض لها ليتم زواجه بزوجته السابقة. فلماذا لا تحاولين أن تتخذي عدم علمك بما تحت السطح مبررا لتسامحيه وتظني به خيرا وتقولي: "عله تعرض لما لا أعلم"؟ أليست هذه شيمة المحبين؟ ثم أنكِ تشكين في أنه "فكر في غيرك"، وفي رأيي هذا غير صحيح, فسرعة فشل زواجه تقول إن هذا الزواج لم يكن عن حب, ولو أن خبرتي بالناس ما تزال على ما يرام فإني أقول بكل ثقة إن من المحتمل جدا أن يكون قد تزوج فقط يأسا منه من قصتكما وبحثًا عما يلهيه, كما يفعل الكثيرون بعد خروجهم من تجربة قاسية, وهو تصرف خاطئ بلا شك ولكن علينا أن نعذر لحظات الضعف البشري، خاصة لو كنا لا نعلم إن كنا قد نتعرض لها يوما أم لا. ثم لو تغاضينا عن كل هذا وسألتكِ مباشرة: هل ما زلت تحبينه؟ أنا واثق أنكِ تحبينه وأنت بنفسك قلتِ إن حبك له لم يقل, وأنتِ كذلك تثقين بحبه لكِ, فلماذا تعذبان نفسيكما؟ هو يحبك وأنت تحبيه.. قُضِيَ الأمر الذي فيه تستفتيان! نقطة.. ومن أول السطر, هذا تلخيص كل شيء, نقطة يضعها في نهاية فترة البعد بينكما ويبدأ بعدها عبارة جديدة تبدأ بكما معا، كل الشواهد تقول هذا فكُفّا عن إضاعة الوقت. نصيحتي لكِ يا عزيزتي أن تنزعي عن رأسك كل ذلك الخوف، فكل شيء يقول إن فتاكِ ما زال يحبك, وهو إن كان من قبل مجرد شاب صغير تحت وصاية أهله، فهو الآن رجل ناضج صاحب قراره, وما دام اعتراض أهله لم يكن عليكِ أنتِ بل على مبدأ الارتباط قبل إنهاء الدراسة فقط انتهى المانع ولم يبقَ سوى أن يتقدم لكِ ليتم كل شيء -بإذن الله- على خير. الأمر كله معلق الآن بإشارة منكِ له بأن يتشجع ويتقدم ويعلن عن رغبته الارتباط بكِ, فهو الآن في حالة ترقب وخوف من عدم تسامحك مع ضعفه القديم أمام ضغوط أهله, وبيدكِ أنتِ الآن أن تزيلي ذلك الخوف وتجعليه يتشجع ويأخذ الخطوة الأولى التي تأخرت كثيرا. أنتما لبعض, ولو سألتِ أي أحد لقال هذا.. فكفّي -بالله عليكِ- عن إضاعة وقت حبكما أولى به. وضعي نهاية لعنائكما, واجعلي ارتباطك به مكافأة لكِ على إخلاصك وصبرك وحفاظك على حبك لفتاكِ، وفقك الله، تحياتي.