رسميا.. عودة اختبار SAT في مصر بدءًا من يونيو 2025    انخفاض سعر الذهب اليوم في مصر بحلول التعاملات المسائية    إزالة 10 حالات تعدي على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالشرقية    الحكومة توافق على إقامة معرض بعنوان «مصر القديمة تكشف عن نفسها» بمتحف قصر هونج كونج    ترامب لأمير قطر: لقد قمتم بعمل رائع في بناء دولتكم    الزمالك يستأنف تدريباته استعدادًا لمواجهة الأهلي في دوري سوبر السلة    «لجنة التظلمات» تحسم بطل الدوري| الأهلي وبيراميدز يترقبان والزمالك في الصورة    خاص| بيراميدز يُفكر في تصعيد شكوى بسبب الأهلي    حبس عامل سنة بتهمة تهديد سيدة بنشر محادثات خاصة مع زوجها بقنا    تأجيل محاكمة قهوجي متهم بقتل شخص إلى جلسة 13 يوليو    مكتبة الإسكندرية توقع اتفاقية تعاون مع المنظمة العربية لشبكات البحث العلمي والتعليم "ASREN" - صور    بالصور.. سوزان نجم الدين ومحمود حميدة ضمن حضور العرض المسرحي "لعبة النهاية" و"كارمن"    مصطفى كامل.. طرح أغنية «قولولي مبروك» اليوم    "غرفة الإسكندرية" تناقش استعدادات المحافظة لدخول منظومة التأمين الصحي الشامل    قبل انطلاق امتحانات الثانوية العامة.. ضوابط المراجعة الفعالة لتحقيق التفوق    الجارديان: القصف الإسرائيلي على غزة ينذر بتصعيد خطير يبدد آمال وقف إطلاق النار    مدرب شباب المغرب: نحترم منتخب مصر.. والواقعية سلاحنا في مواجهته    تأجيل محاكمة 17 متهما بقضية "خلية العجوزة الثانية" لجلسة 28 مايو    التحفظ على 256 بطاقة تموينية وضبط مصنع تعبئة كلور داخل مزرعة دواجن بالغربية    النيابة تستأنف التحقيق في انفجار خط غاز بطريق الواحات: 8 ضحايا واحتراق 13 سيارة    «الاتحاد» يتقدم بمشروع قانون لتنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر    مشاركة جامعة كفر الشيخ باللقاء الختامي لمراكز التدريب على مستوى الجامعات    البنك المركزي: القطاع المصرفي يهتم كثيراً بالتعاون الخارجي وتبادل الاستثمارات البيني في أفريقيا    «الشرق الأوسط كله سف عليا».. فتحي عبد الوهاب يكشف كواليس «السيلفي»    «زراعة النواب» توافق علي موازنة «الطب البيطرى» للعام المالي الجديد    المؤبد والمشدد 15 عاما لمتهمين بقتل «صبى» طعنا بالمطاوي في شبرا الخيمة    جدول امتحانات الصف الثالث الإعدادي 2025 الترم الثاني محافظة شمال سيناء    لأصحاب برج السرطان.. اعرف حظك في النصف الثاني من مايو 2025    الليلة.. محمد بغدادي في ضيافة قصر الإبداع الفني ب6 أكتوبر    «أنا عندي نادي في رواندا».. شوبير يعلق على مشاركة المريخ السوداني في الدوري المصري    إعفاء وخصم وإحالة للتحقيق.. تفاصيل زيارة مفاجئة إلى مستشفى أبو حماد المركزي في الشرقية    جدول امتحانات الشهادة الإعدادية الترم الثاني 2025 في محافظة البحر الأحمر    التعليم العالى تعلن نتائج بطولة السباحة للجامعات والمعاهد العليا    بعد حل العمال الكردستاني.. أردوغان: تخلصنا من الإرهاب والعنف أصبح من الماضي    المجموعة الوزارية للتنمية البشرية تؤكد أهمية الاستثمار في الكوادر الوطنية    وزيرة التضامن تترأس اجتماع مجموعة العمل الوزارية بشأن تنفيذ مقترحات زيادة فصول الحضانات    إيتيدا تشارك في المؤتمر العربي الأول للقضاء في عصر الذكاء الاصطناعي    طرابلس تتحول ل"مدينة أشباح".. ممثلو 30 شركة إيطالية محاصرين بفندق بعاصمة ليبيا    استعدادًا لموسم الحج.. رفع كسوة الكعبة "صور"    دار الإفتاء توضح الأدعية المشروعة عند وقوع الزلازل.. تعرف عليها    مسئول أمريكي سابق يصف الاتفاق مع الصين بالهش: مهدد بالانهيار في أي لحظة    الليلة.. ميلان فى مهمة كسر عقدة كأس إيطاليا أمام بولونيا    توقيع بروتوكول بين المجلس «الصحي المصري» و«أخلاقيات البحوث الإكلينيكية»    محافظ الشرقية: لم نرصد أية خسائر في الممتلكات أو الأرواح جراء الزلزال    الرئيس الأمريكى يغادر السعودية متوجها إلى قطر ثانى محطات جولته الخليجية    براتب 7 آلاف ريال .. وظيفة مندوب مبيعات بالسعودية    للمرة الثالثة.. محافظ الدقهلية يتفقد عيادة التأمين الصحي بجديلة    بالصور.. جبران يناقش البرنامج القطري للعمل اللائق مع فريق "العمل الدولية"    الري: تحقيق مفهوم "الترابط بين المياه والغذاء والطاقة والبيئة" أحد أبرز مستهدفات الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0    "معرفوش ومليش علاقة بيه".. رد رسمي على اتهام رمضان صبحي بانتحال شخصيته    ورش توعوية بجامعة بني سويف لتعزيز وعي الطلاب بطرق التعامل مع ذوي الهمم    «الرعاية الصحية»: توقيع مذكرتي تفاهم مع جامعة الأقصر خطوة استراتيجية لإعداد كوادر طبية متميزة (تفاصيل)    فرار سجناء وفوضى أمنية.. ماذا حدث في اشتباكات طرابلس؟    دون وقوع أي خسائر.. زلزال خفيف يضرب مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة اليوم    دعاء الزلازل.. "الإفتاء" توضح وتدعو للتضرع والاستغفار    بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة    فى بيان حاسم.. الأوقاف: امتهان حرمة المساجد جريمة ومخالفة شرعية    هل أضحيتك شرعية؟.. الأزهر يجيب ويوجه 12 نصيحة مهمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في معنى الجهاد.. جاهد نفسك قبل مجاهدة عدوك
نشر في بص وطل يوم 18 - 02 - 2010

هناك بعض الكلمات والمصطلحات عندما تطلق يفهمها الناس ومنهم الشباب بمعنى ضيق، وقد يربطون بينها وبين كلمة أخرى، بالرغم من أن الحقيقة يمكن أن تكون غير ذلك. طبعاً هتقول مش فاهم حاجة؟؟ معلش استحملني شوية، وسوف أوضح لك بمثل.. عندما نتحدث عن مفهوم الجهاد.. ماذا يعني بالنسبة لك.. طبعاً هتقول: الجهاد هو محاربة الكفار والانتصار عليهم.. بس هتحاول توضح لي إنك فاهم فتقول: زمان كان الجهاد بالسيف.. لكن دلوقتي الجهاد من خلال الطائرات والدبابات والأسلحة الحديثة..
طيب ده كلام جميل.. بس إنت حضرت كده خليت الجهاد مساوي لكلمة القتال، مع إن الجهاد أكبر من القتال.. إزاي؟
تعالى نفهم معنى كل كلمة وأصلها.. وبرضه ببساطة علشان نفهم..
كلمة الجهاد يا سيدي معناها في اللغة بذل الجهد والوسع "يعني الطاقة" والمجهود، أو تحمل المشقة " يعني فيه مجهود يبذل، ومعاناة يتحملها الإنسان.. وده ممكن يكون في الحرب أو في غيرها.. علشان كده الإمام ابن القيم في كتاب جميل له اسمه "زاد المعاد" قال إن الجهاد 13 نوعا منهم نوع واحد بس في مواجهة الكفار بالسيف "يعني المواجهة المسلحة".
أنواع الجهاد
أنا عارف إنك تُهت مني.. لكن هاوضح لك أكتر.. إحنا اتفقنا إن الجهاد فيه بذل مجهود، وتحمل أذى.. علشان كده الإمام ابن القيم أوضح أن هناك أربعة أعداء للإنسان وليس عدوا واحدا هو الكفار..
هؤلاء الأعداء هم: النفس.. أيوه نفسك التي بين جنبيك، والثاني الشيطان، ثم أهل الظلم، وأخيرا الكفار..
ولكل واحد من هؤلاء الأعداء طريقة في مجاهدته.. وطبعا فيه أنواع مش هنستخدم معاها المواجهة المسلحة؛ لأنك إما هتدمر نفسك "حالة النفس"، أو لن تجد عدوك ظاهرا أمامك لكي تضربه وتخلص منه "حالة الشيطان"..
جاهد نفسك وشيطانك أولا
أول جهاد وأكثره صعوبة هو جهاد النفس، علشان كده النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة "مواجهة عسكرية " قال للصحابة: "رجعنا من الجهاد الأصغر -لأنه لفترة محدودة- إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس".. لأن المواجهة مستمرة ولا تنتهي. فالنفس أمَّارة بالسوء إلا ما رحم ربي..
نرجع لجهاد النفس.. الإمام ابن القيم أعطاه 4 درجات من ال13.. هي:
1- جهاد النفس على العلم.. وهنا المقصود بالعلم النافع الذي يحقق السعادة في الدنيا والأخرة.. وبالطبع لا بد أن يشمل هذا العلم معرفة الحلال والحرام.. علشان كده طلب العلم ده فيه مجاهدة كبيرة، ومش كل الناس بتقدر عليه، بالرغم من توافر كل سبل طلب العلم الآن.
2- العمل بهذا العلم، ودي أصعب؛ لأنك ممكن تلاقي واحد بيتكلم كويس، لكن زي ما بيقولوا كلامه شيء وفعله شيء تاني.. فميدان القول غير ميدان العمل.. وده أمر صعب على النفس.. علشان كده اعتبره ابن القيم من الجهاد.
3- مجاهدة نفسه في تعليم هذا العلم لمن لا يعلمه.. وتحمل جهل هؤلاء المتعلمين.
4- الصبر على مشاق الدعوة إلى الله بهذا العلم، وتحمل الأذى والتريقة من الناس.
جهاد الشيطان
وده العدو الثاني اللي محتاج مجاهدة كبيرة؛ لأنه ممكن يقضي على الإنسان بدون نقطة دم واحدة.. وبالرغم من أن مواجهته سهلة "الاستعاذة بالله منه"، لكنه عدو لا يهدأ ولا يفتُر.. وجهاده على مرتبتين كما قال ابن القيم؛ وهما: جهاده ومحاربته في مجال تشكيك الإنسان في قدرة الله، وجعل الإنسان مغرورا بالله.. زي ما يوسوس له بالقول: إن كل الناس زي بعض اللي عمل واللي ما عملش.. ليه إنت فقير وغيرك غني؟ ليه صاحبك ده أحسن منك؟ وهكذا.
أما الجهاد الثاني وهو جهاد الشهوات.. فهو يقوم بتزيين الأمور للناس، ويوسوس للولد أو البنت النظر بشهوة، والجلوس مع بعضهم على اعتبار أنهم إخوات ومش هيحصل حاجة بينهم. ثم يقع المحظور.. علشان كده "ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما".
وطبعا الشيطان يمكن يزين للإنسان حاجات كتير منها هذه الدنيا الفانية، ويلفت نظره إلى ملذاتها وشهواتها.
ولعل هذه الأنواع الستة السابقة هي التي أوضحها حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: "المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه".
جهاد الظلَمة والكفار
بالنسبة للظلَمة ده بيكون بالقلب في حالة العجز عن إزالة الظلم، أو باللسان، أو باليد عند القدرة.. يعني لدينا ثلاث حالات.. يبقى وصلنا لتسع مراتب:
أما الأربعة الباقين فهم في مواجهة الكفار من خلال القلب برضه عند عدم القدرة، أو باللسان "جهاد الدعوة" أو بالمال، وأخيرا الجهاد باليد اللي هو الجهاد المسلَّح.
الجهاد أكبر من القتال
ومعنى كده إن القتال المسلح هو نوع واحد فقط من أنواع الجهاد.. يعني الجهاد أشمل وأعم، وله شروط، لعل منها أن يكون هناك اعتداء وظلم وقع على المسلمين لا يمكن دفعه إلا بالقتال، وأن يكون هذا القتال في سبيل الله، مش رياء أو عصبية أو غير ذلك..
وده الفرق بين الجهاد والحرب. فالجهاد يكون بالأساس لسبب ديني "دفع اعتداء "، أما الحرب فيمكن أن تكون لأي سبب مثل الأسباب السياسية أو الاقتصادية أو غيرها.. وزي ما بيوضح الدكتور يوسف القرضاوي في كتابه (فقه الجهاد): "الجهاد مفهوم ديني من حيث أهدافه ودوافعه وأخلاقياته وضوابطه، بخلاف الحرب؛ فهي مفهوم دنيوي وجدت في الجاهلية، ووجدت في الإسلام، وفي شتى الأمم والعصور.. وكثيرا ما يكون الهدف من الحرب هو الهيمنة على الآخرين، أو قمعهم وإذلالهم، أو الاستيلاء على ثرواتهم أو غير ذلك، في حين أن الجهاد لا يُقبَل شرعا إلا إذا قُصِد به أن تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الله هي الحق والعدل، وتحقيق الكرامة، والأمن، والحرية للبشر، إلا إذا وصفنا الحرب بأنها إسلامية فتكون بمعنى الجهاد"..
لعل الأمور تكون قد وضحت لك الآن.. وابدأ بمجاهدة نفسك أولا قبل الجهاد المسلح.. لأن هذا الجهاد يحتاج إلى تربية أولا، هذه التربية لن تتم إلا بجهاد النفس. وده موضوع مقالنا القادم.. التربية قبل الجهاد. بس ما تفهمنيش غلط.. أنا لا أقصد إن مافيش جهاد مسلح.. لكن برضه لازم تفهم إن هناك أنواع أخرى من الجهاد في كل وقت، كما أن الجهاد المسلح يتطلب أمورا معينة سنوضحها في المقالات القادمة، التي نستعرض فيها المعاني الأساسية التي يطرحها د.يوسف القرضاوي في كتابه الهام (فقه الجهاد).
انتظرونا في الحلقة القادمة و....
الجهاد ولّا التربية؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.