بسم الله الرحمن الرحيم.. في الأول عايز أشكر موقع "بص وطل" على هذا القسم الجميل اللي بيريح الكتير من الشباب والبنات مننا في بعض المشاكل اللي بتواجهنا. بس معلش لو هاطول عليكم حبة، اعذروني عندي 4 مشاكل بس يا ريت تشوفوا لي حل فيها. مشكلتي الأولى والدتي.. والدتي إنسانة حنينة جدا وطيبة جدا بس مش عارفة تربي صح، أنا ليّ 3 إخوات وأنا الرابع والكبير فيهم، المشكلة إن ملهاش شخصية عليّ أو على إخواتي يعني أخويا صغير لو تطاول عليّ بكلمة تنحاز له مع إن هو الغلطان علشان قلة أدبه ويعلي صوته فأمي تزعق لي الأول بس هي مش قاسية، بس طبيعتها كده وكذلك مع أختي الصغيرة عندها حوالي ست سنين بس قليلة الأدب كل ما أحاول أضربها وأعلمها الأدب أمي بتقف في طريقي وتدلعها دلع فظيع على حساب تربيتها. مشكلتي التانية.. إني ساعات باحس إني مش اجتماعي أو عندي مهارات التواصل الاجتماعي مع إني على قدر من الثقافة لكن ساعات بيكون في كلامي تهتهة بسيطة في الكلام وعايز يكون ليا أصدقاء كتير عايز أكون ظاهر ويكون ليا تأثير عليهم، ساعات كتير بحس إني إمعة وإني تابع ومش متبوع، وبخصوص الأصدقاء أنا ليا أصدقاء بيشربوا بانجو وحشيش كنت باصاحبهم، بس هما شباب شبه محترمة بس لسانهم طويل فقطعت علاقتي بيهم لإنهم شتموني وأنا مليش في المود بتاعهم. مشكلتي التالتة هي المذاكرة.. أنا في تالتة تجارة وكنت عايز أبدأ مذاكرة من أول يوم بس مش عارف أذاكر عايز أبدأ وأركز على الكتاب وأستقر لكن فيا عيب إني مش بعرف أركز ولما أبدأ في مود المذاكرة أفكر في مليون حاجة وبحس إني مطيور مش راسي كده ونفسي أكمل دراسات عليا. مشكلتي الرابعة هي مشكلة تافهة بس حاسس إنها مشكلة نفسية معقدة.. ساعات بتقمص شخصية مش فيّ على النت شوية يعني زي ما بيقولوا لا أكدب ولكني أتجمل، بس ده مش في الواقع، هو ممكن أكون في الواقع ممكن أكدب في حاجات صغيرة، يعني مثلا أقول أنا عملت كذا إمبارح روحت بس معملتش حاجة وبحب أوي أدخل على موقع نسائي وأفضل أقرا فيه.. ساعات باحس إن ده تفاهة بس بحب أعرف دماغ الأنثى بتمشي إزاي لأني معنديش مهارة التعامل مع الأنثى وساعات كتير بحس إن مفيش حاجة بعملها مش شاغل وقتي بحاجة عايز أشغل نفسي بحاجة بدل القاعدة على النت والأنتخة، مع العلم إني بشتغل في أوقات الفراغ بس أنا واقف من الشغل من مدة طويلة علشان الدراسة وشكرا ومتأسف لو طولت عليكم.
m.saber
صديقي العزيز.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، رغم أنك قمت بعرض مشكلاتك على أنها مشكلات منفصلة، إلا أنها في الواقع مشكلة واحدة أدت إلى كل هذه النتائج، وما ذكرته يشير إلى أنك إلى حد ما تعي أصل المشكلة لكنك لا تستطيع أن تربط سبب المشكلة بما تعانيه من أحداث في حياتك اليومية سواء مع أسرتك أو في حياتك الاجتماعية خارج الأسرة.. والسبب وراء كل هذا هو أنك تعاني من ضعف ثقتك بنفسك مع ما يترتب عليه من رغبة في أن تثبت عكس ذلك من خلال محاولتك فرض السيطرة على أشقائك، فلابد من أن تراجع نفسك في موقف والدتك فهي ربما تلاحظ أن ما تفعله معهم به قدر من المبالغة ومحاولة في إثبات الذات مما يجعلها تقف موقفا مضادا. فأنت الأخ الأكبر فالأحرى بك أن تصادقك إخوتك الصغار وتتقرب إليهم وتشعرهم بأنك العطوف الحنون الذي يستمدون منه الخبرة، فبدلا من أن تحاول ضرب الطفلة الصغيرة تقرب إليها باللعب معها ومشاركتها في طفولتها، وبدلا من أن تشعر والدتك بالقصور في مهمتها التربوية ناقشها بالعقل والحكمة إذا ما رأيت ما لا يعجبك.. وإذا كنت حقا ترى أن سلوكيات أشقائك تحتاج إلى أن تُقوَّم فاقرأ وثقف نفسك في الأمور التربوية، واعرف كيف تتعامل مع المراحل العمرية المختلفة، واشترك مع والدتك في ذلك، لكن دون أن تشعرها أنك ستصلح ما تفسده هي، لأن ذلك سيغضبها ويجعلها تقف ضدك، حتى ولو كنت على حق. وما ذكرته عن علاقتك بالأصدقاء فهو يعني قصورا في مهاراتك الاجتماعية.. وما ذكرته عن عدم قدرتك على التركيز في المذاكرة وأن تجد رأسك تمتلئ بالأفكار وأنك ترغب في الدراسات العليا يشير إلى طموح محمود، لكن يشوبه عدم القدرة على ترتيب الأهداف والأولويات، أما الجلوس على النت لفترات طويلة فهو حالة من الفراغ تناقض ما تطمح إليه. كل هذا يمكن أن نلخصه في أنك بوجه عام غير راضٍ عن نفسك أو ببساطة تتمنى أن تكون شخصا آخر.. وهذا لا بأس به، فأنت ترغب في التغيير لكن لا تعرف من أين تبدأ، ولكي تعرف من أين تبدأ فأنت بحاجة إلى: 1- تحديد الهدف: لا تجعل هدفك الأوحد هو التأثير على الآخرين وشعورك بالجاذبية، بل حدد ما تحب أن تفعله لحياتك أولا لنفسك ولمستقبلك.. اسأل نفسك ماذا أريد أن أكون؟ ما هو العمل الذي سأحقق فيه ذاتي؟ إذا أجبت عن هذا السؤال تستطيع بعد ذلك أن تحدد طرق الوصول لتحقيق ذلك.. مثلا ترغب في الوصول للدراسات العليا؟ لماذا؟ حتى يشير إليك الناس؟ أم لأنك تسعى لأن تعمل في مجال معين والدراسات العليا ستميزك عن غيرك في هذا المجال وتجعل لك الأولوية في الوصول لهذا العمل؟ لا بد أن تجيب على هذا السؤال مع نفسك لأنك لو كنت تسعى لتقدير الناس فقط فلن تشعر أبدا بالرضا الذي لا بد أن ينبع من ذاتك. عزيزي.. إذا استطعت أن تحدد دوما أهدافك فلن تعانى من الفراغ الذي ذكرته. وعن جلوسك للنت بدون فائدة.. فما رأيك في أن تفعل نفس الشيء مع بعض التعديلات.. أي تجلس على النت من أجل البحث والمعرفة فيما يخص مجال دراستك الذي تهدف لتطوير نفسك فيه، وأن تعرف المزيد عن مجالات العمل التي يمكن أن تنتظرك وما تحتاجه لتؤهل نفسك لسوق العمل فيما بعد. ولا بأس في أن تعرف كيف يفكر الجنس الآخر لكن أحسن النوايا والأهداف، بمعنى أن تنوى أن يكون ذلك عونا لك لتعرف كيف تختار شريكة حياتك فيما بعد، وليس من أجل التأثير على البنات.. عزيزي أنت دائما تقترب من الصواب لكنك تحيد عنه بأهداف باهتة. 2- مهارات التواصل الاجتماعي: كثيرا ما تحدثنا التنمية البشرية عن كيف تكون جذابا وكيف تحسن التواصل مع الآخرين وتقدمها لنا في شكل خطوات ظاهرية لن تنجح ما لم يتغير الجوهر، والجوهر الذي أقصده وهو ألف باء الجاذبية للآخرين، هو أن تكون إنسانا، والإنسانية هي أن تشعر بالآخر تعرف ما يحبه الآخرون وتشاركهم مشاعرهم وأفراحهم وأحزانهم بصدق.. وأن تكون لطيفا في حديثك وتنصت لأحاديث الآخرين باهتمام وتساعدهم في حل مشكلاتهم، وإذا رأيت منهم أخطاء كما ذكرت من شرب البانجو وخلافه، فلا تكن فظا في نقدك، بل قدم النصيحة بهدوء ولباقة ولا تتوقع أن يستجيب لك الآخرون فور إسداء نصائحك لهم، ولا تجعل أسلوبك في الحياة أن تقطع علاقتك دوما بمن لا تقبل سلوكه، فنحن مضطرون أحيانا للتعامل مع الآخرين وقبولهم على علاتهم بشرط ألا تؤثر سلوكياتهم السلبية علينا. والآن بعد أن فهمنا الجوهر سأعطى لك بعض الخطوات التي يجب عليك أن تحاول تنفيذها مع أسرتك وأصدقائك: 1- كن مبتسما بشوشا دائما في تعاملك مع الآخرين لأن الوجه العابس ينفر الآخر. 2- لا تكثر من الشكوى والتعبير عن عدم الرضا عن نفسك أو عن تصرفات الآخرين. 3- لا تكثر من النصائح المباشرة لأنها تنفر الآخرين وتجعلهم ينفضون من حولك. 4- لا تكثر من العتاب واللوم بل تعلم دوما أن تعذر الآخر. 5- لا تكثر الجدل في أي أمر من الأمور لأن الجدل لا يأتي بخير بل يؤدى لعناد الطرف الأخر، وأغلب ظني أن هذا ما يحدث مع والدتك وإصرارها على الوقوف بجانب إخوتك. 6- كن متواضعا ولا تتمنى أن تحسن مهاراتك الاجتماعية فقط من أجل أن تكون المسيطر على الجماعة، لأن هذه الفكرة تحتوى على رغبة في الكبر والتعالي على الآخر. 7- تعلم أن تنظر إلى كل ما هو حلو في الآخر، فخذ ما يحلو لك ممن تعرفه وانبذ ما لا يعجبك، أي راقب أصدقائك الذين ترى فيهم الجاذبية وتعلم ما تراه فيهم من سلوك حسن، وأغمض الطرف عما تراه خطأً لأنك لست مسئولا عنهم، بل أدعُ لهم الله فهو يهدى من يشاء. أتمنى أن تبدأ في تنفيذ الخطوات وأعلم أن الجاذبية تأتى بشكل تلقائي ما دامت أنفسنا تنطوي على كل ما هو خير ويرضى الله، وفقك الله.