بسم الله الرحمن الرحيم أولا بحب أشكر الموقع جدا على المجهود الرائع ده.. أنا مشكلتي مع أصحابي، كنت قبل كده باصاحب عادي وكتير وكده، بس مش باحس إن عندي صحبة صالحة خالص، كلهم ناس كل همهم الدنيا بس وماحدش فيهم يشجّع على طاعة أو كده، ودعيت ربنا كتير يرزقني صحبة صالحة، بعدها على طول صاحبت واحدة باعتبرها صحبة صالحة (إلى حد ما) وكانت العلاقة بيننا فيها شوية حاجات مش صح، يعني كانت العلاقة جامدة أوي وطبعا ده ما ينفعش، بس الحمد لله وقفت مع نفسي وقفة، وبقيت باتعامل معاها عادي مش زي الأول. هي كل حاجة في حياتي يعني بقت معايا لما أقابلها في الكلية مثلا بس غير كده ليّ حياتي وخصوصياتي، بس المهم إن أنا كان لي أصحاب تانيين قدام اللي هم مش صحبة صالحة دول بدأوا يحسوا بالغيرة ويحسوا إني بحبها أوي ومنهم اللي ماحبش إنه يكون احتياطي بالنسبة لي يعني كلهم عايزين يبقوا نمرة واحد عندي، وده طبعا ماينفعش؛ ونظرا لأن صاحبتي دي كمان هي اللي معايا في نفس القسم، فأكيد باقضي معاها وقت أكتر بكتييير منهم، فصداقتي بيهم قلّت جدا، وقلت مش مشكلة ما دام لي صاحبة خلاص مع إني على فكرة حاولت كتير إن علاقتي بيهم ماتتغيرش بس هم ماقبلوش الوضع ده، وكانوا بيبقوا متضايقين جدا يعني لو كلمت واحدة وقلت لها مثلا عايزة أقعد معاكي شوية تقول لي ليه هي صاحبتك فين؟؟؟؟؟ فاتخنقت من أسلوبهم ده وعلاقتي بيهم اتغيرت حسب غيرة وزعل كل واحدة. دلوقتي بقى المشكلة إني باحس إن صاحبتي دي مش بتحب لي الخير زي ما بحبه لها، ومش بتخاف على مصلحتي زي ما باخاف عليها مع إن هي بتقول كده دايما بس في الحقيقة ما بيحصلش، حاسة إني بدأت ماقدرش أتعشم فيها أو أثق فيها أوي.. الموضوع ده مضايقني أوي قررت أمشي بمبدأ (كن صديقا ولا تطمع أن يكون لك صديق) بس عايزة أعرف أنا غلطت في حاجة؟ تفكيري ده صح؟ وبالنسبة لعلاقتي بأصحابي القدام كان مفروض أعمل حاجة أنا ماعملتهاش؟ أنا مش بحب أكدب فمش باقول لحد فيهم مثلا إن هم أغلى من صاحبتي دي لأن ده مش صح، بس مش عارفة أعمل إيه مستنية ردكم يا ريت بسرعة.. ro0ody عزيزتي: كم نحن ممتنون لإعجابك بموقعنا، الذي نعدك ببذل المزيد من الجهد لمزيد من التقدم في المستقبل إن شاء الله، وليحوز إعجابك وثقتك الدائمة، ونرحب بك صديقة لنا. أما فيما يتعلق بموضوع رسالتك، ألا وهو الصداقة، والصداقة هي أغلى وأسمى علاقة على وجه الأرض، فالمثل يقول: الصديق وقت الضيق، وكلمة "صديق" مشتقة من الصدق والوضوح، الذي ينبغي أن يكون هو الأساس في علاقة الصداقة بين أي شخصين؛ فالصداقة في الأمثال كنز لا يفنى. والمشكلة ليست في الصداقة نفسها، المشكلة أنه من الصعب الآن أن تجدي الصديق الصدوق الذي يجسّد معنى الصداقة الحقيقية، فقد يعيش الإنسان ويموت ولا يقابل هذا الشخص أبداً، وقد يكون محظوظاً ويجد هذا الإنسان الذي يكون أقرب إلى نفسه منه، ولهذا يا عزيزتي عليك أن تعاملي الناس بما يرضي الله، وبما يرضي ضميرك، وأن تكوني صالحة؛ لأنك تريدين أن ترضي المولى عز وجل أولاً، ثم لأنك تريدين أن ترضي نفسك، وأن تسعي دائماً لاكتساب احترام الناس من خلال احترامك لذاتك، واحترامك لمن هم حولك، وأن تكوني مثالاً للفتاة التي تتحلى بالصفات المثلى، وأن تسعي دائماً للإصلاح من نفسك، وأن تجتهدي وتتفوقي في دراستك، وهذا سوف يجمع الناس حولك، ويجعلهم جميعاً يلتفون حولك، ويسعون لكسب ودّك وصداقتك، وربما تجدين وسط هذا التجمع الشخصية التي تحلمين أن تكون صديقتك أو التي تجدين فيها الصداقة الحقيقية، والمعنى الراقي لهذه الكلمة.
ولكن لا تغضبي أبداً، وحاولي ألا تتأثر نفسيتك إن بحثتِ عن هذه الصداقة ولم تجديها، فمع الأسف الشديد نحن أصبحنا في عالم الآن يغلب عليه المصالح الشخصية والبحث عن الذات (الأنانية)، وعدم الاكتراث بمصالح الآخرين، ولكن عليك دائماً أن تختاري الصحبة الصحيحة، والمميزة في أخلاقها، ف"المرء على دين خليله"، و"الرفيق قبل الطريق"، و"مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير"، ما دام الحديث بينك وبين الشخص الآخر في الإصلاح بين الناس، أو في مصلحة من مصالح الدنيا، أو في الخير، فمرحباً بمثل هذا الشخص صديقاً، أو جليساً. أما إن كان الحديث يتطرق إلى الذم في أحد الأشخاص، أو الغيبة أو النميمة، أو مفسدة في الدنيا أو الآخرة، فعليكِ بالانسحاب من المجلس فوراً، والتعامل بحرص وبحذر مع هذا الشخص الذي تحدث عن غيرك أمامك، فتأكدي أنه سيتحدث عنك أمام غيرك، وعليك بالاستمرار في الدعاء بأن يرزقك الله بالصديق الصدوق، وأن يبعد عنك أصحاب المصالح، وإن كنت تشعرين أن صديقتك هذه لا تحب لك الخير، ولا تخاف على مصلحتك، فلا تقاطعيها، ولكن احذريها، ولا تنتظري منها الكثير من الأشياء الجيدة، وكوني حريصة على ألا تكون حياتك الخاصة مرتعاً لأحد، وأن تحتفظي بأسرارك لنفسك، فعليكِ بالحذر لا التخوين، فربما انقلب الصديق عدواً فكان أعلم بالمضرة، مع تمنياتي لك بالتوفيق، وبأن تجدي القلب الكبير الذي يحتوي حبك للناس، وطيبتك إن شاء الله.