أنا فتاة في ال18 من عمرها، اللي شفته مش قليل.. أنا كنت بحب شاب قعدت معاه 4 سنين، عملنا كل حاجة مع بعض؛ أكلنا، شربنا، نمنا.. أنا كنت بحبه جداً، وبعدين كان عندي مشاكل مع عيلتي كتير جداً، ومشاكل كمان خاصة أوي؛ يعني ماينفعش أحكيها له؛ بس أنا كنت باحكي له كل حاجة، ماكنتش باخبّي عليه أي حاجة، وبصراحة هو كمان كان بيقف جنبي جداً، وبيساعدني أتغلب على المشاكل دي. أنا حبيته أوي لدرجة إني سلمت له نفسي.. ده كان غلط؛ بس ده اللي حصل نتيجة إني لسه صغيرة، ونتيجة كمان للتغيّب الأسري، وهو كان عنده 23 سنة، هو كمان كان بيحبني؛ بس أنا المشاكل والضغوطات زادت عندي في الفترة الأخيرة، وحسيت وفكّرت إننا لازم نسيب بعض وأتخطب لواحد جاهز، وحصل بينّا مشاكل، وقعدت أبعد عنه بالأسبوع ونرجع تاني؛ لحد ما قلت له: إحنا لازم نبعد عن بعض.. وقتها زعل جداً وقال لي: لأ طبعاً. وعيّط كتير واترجاني؛ بس أنا خلاص قلت لازم حد ينجدني من العيشة دي، وكمان هو كان دلّوع، مش بتاع إنه يشقى ويتعب عشان يشتغل وكده.. وبعِدنا وغيّرت رقمي. بعدها اتعرفت على شاب وجِه خطبني، عنده 27 سنة، وبيشتغل، وعنده عربية، وعايز يتجوز بعد سنة ونص، وبيموت فيّ، أو بيقول كده. بعد مرور أسبوعين تقريباً على الخطوبة؛ كلّمت حبيبي الأولاني من تليفون غريب عشان كان نفسي أسمع صوته، وسمعت وقفلت على طول؛ بس بعد كده كلمته من الرقم القديم عشان أقول له إني عايزة صوري اللي عنده؛ بس دي كانت حجة طبعاً.. وسمعت صوته وقعد يتكلم معايا حوالي ساعتين. وكان عندي واحدة صاحبتي، كانت بتكلمه بعد ما أنا سيبتُه، وهي اللي كانت بتوصّل له أخباري؛ مع إني نبّهت عليها ما تبلّغهوش حاجة عني.. لكن هي علاقتها معاه اتطورت وكانت بتبلغه أخباري. كلّمته وقلت له إني مش عارفة أعيش من غيرك، واللي عملته ده كان غلط.. رفض كتير وقعدت أترجّاه وأتأسف له، لحد ما قِبِل نرجع لبعض عشان هو كمان بيحبني.. وقلت له أنا هافسخ خطوبتي، وقلت لخطيبي: إحنا مش هينفع نكمّل مع بعض، وزعل وقال لي: لأ طبعاً.. وبعد كده فضلت أتكلم أنا وحبيبي الأولاني، وقال لي: ماترديش على خطيبك تاني، وقلت: حاضر.. لحد لما لقاني رديت مرة، قال لي: إحنا مش هينفع نكمل مع بعض، إنتِ كذابة وبتكذبي عليّ وكده. بعد كده خطيبي كلم صاحبتي وسألها عن السبب اللي أنا اتغيرت عشانه معاه؛ فقالت له: دي مش بتحبك وبتحب واحد غيرك، وبتكلمه وبتخونك معاه.. هو أول ما عرف الكلام ده جِه البيت وطلب دبلته وأخدها وخلاص.. بعد كده عرفت إن هو كان قايل لصاحبتي إن هو عمل حاجات غلط معايا، وخلاني مش بنت، وكان قايل لها حاجات كتير عني وحشة، وصاحبتي بعد لما بانت إنها وحشة كده قالت الكلام ده كمان لماما. أنا مش عارفة أعمل إيه.. يا ريت تردوا عليّ بسرعة.. أنا تايهة وحاسة إن الناس كلها وحشة ومش عارفة أتكلم مع حد. So.secret وحق لك أن "تتوهي"! ماذا تنتظرين بعد كل هذه السنين من العلاقات الفاسدة والعبث بحدود الله وحياة مغموسة بالأخطاء الفادحة؟! سامحيني في قسوتي عليكِ؛ لكني حاولت قدر الإمكان تأجيل الردّ حتى أتجاوز انفعال القراءة الأولى؛ إلا أنني كلما قرأتُ رسالتك، انتهيت إلى الانفعال والدهشة من جديد. أتعرفين؟ لو أن الأمر انتهى عند خطبتك لذلك الشاب الجادّ، وطلاقك لحياتك القديمة المشبّعة بالأخطاء؛ لقلتُ إنك ضحية، وكنتِ فيما مضى فتاة حديثة السن طائشة، ضلّت الطريق عن غير عمد؛ ولكنها عندما عرفت الصحيح من الخطأ عادت إلى جادة الصواب.. لكن المصيبة أن نختار بأنفسنا طريق الخطأ طواعية، بعد أن أنجانا الله منه، وبعد أن عرفنا طريق الصواب وراحته. أنتِ لا تحتاجين طبيباً نفسياً يا عزيزتي؛ بقدر ما تحتاجين إلى الآتي: - أولاً وقبل كل شيء، اقطعي علاقتكِ فوراً بذلك الشاب الماجن، الذي لم يرعَ حُرمة الله فيكِ، لا في حضوركِ ولا في غيابك، ولا تستسلمي لشعورك بالإدمان عليه؛ لأن هذا الشعور أثر نفسي شيطاني لمثل هذه العلاقات المحرمة؛ فقاوميه فوراً بكل ما أوتيتِ من قوة، واستعيني بالله تعالى بالصلاة والصوم والدعاء.. كوني كمن قرر أن يتبع حمية من النوع المكافح للسموم بالجسم (Antitoxic Diet) وكُفّي عن نفسك سُمّ هذا الشخص وسُمّ العلاقة به؛ فاستمرارها كفيل بأن يقتل بداخلك آخر ميل إلى الصلاح والسواء النفسي. - اقطعي علاقتك بتلك التي تتوهمين أنها صديقتك؛ فالصديق الحقيقي لا تصدر عنه مثل هذه التصرفات الوضيعة.. أيّ صديقة هذه التي تخون صديقتها وتبيعها لكل قريب وغريب، وتُفشي أسرارها بهذه الطريقة البشعة؟ كيف تختارين أن تكون هذه هي صاحبتك وكاتمة أسرارك من بين كل الفتيات حولك؟ ألم تجدي غيرها؟ - ابتعدي أيضاً عن الشاب الذي خطبكِ؛ فقد افتضح أمرُكِ أمامه بطريقة قبيحة جداً، كما أنكِ لم تصوني ارتباطكِ به وخُنته بكل تساهل وعبث، ولا تأملي أن يغفر لكِ ما فعلتِ وما عرف عنكِ، كما أنه -إن كانت صاحبتك صادقة فيما تدّعي من أنه أخبرها كلاماً سيئاً عنكِ- غير مؤتمن إن كان فَعَل، وغير نزيه الخصومة إن كان يفتري عليكِ. والآن بعد أن قطعتِ كل أواصر حياتك القديمة الأليمة تلك.. - أقبلي على مرحلة جديدة نظيفة تُطهّرين فيها نفسك من السموم، وتتقربين فيها إلى الله، تتوبين إليه وتبكين بين يديه، وترجين عفوه ورضاه عن ماضيكِ، وتستعينين به تعالى على حياة جديدة تقضينها فيما يُرضيه. - تقرّبي إلى أصدقاء جدد من ذوي الخلق والدين؛ فمعهم ستطمئنين على نفسك، وتبتعدين عن كل هذا الجوّ الموبوء، وتعودين إلى الله. - اهدئي قليلاً عن هراء العلاقات واللهاث وراء الارتباط؛ فالارتباط لن يُنجيك من عيشة تمقتينها وتعانين فيها، ولعلّ ما مرّ بك من تجربة، خير دليل على ما أقول. بيدكِ أن تخرجي من جحيمك الأسري إذا أشغلتِ نفسكِ بنشاطات نافعة خارج البيت؛ انضمّي مثلاً إلى أسرة النشاط بالكلية، أو تبرّعي بجهدك ووقتك لمساعدة القائمين على إحدى الجمعيات الخيرية؛ فهم بحاجة مستمرة إلى متطوعين للمساعدة في كل الأصعدة. أختي العزيزة.. كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون؛ فكوني منهم، وكوني على يقين أن الله تعالى سميع وقريب، ويجيب دعاء المضطر؛ فأخلصي دعاءكِ وتوبتك، وسيبسط الله لكِ أيادي رحمته، وسيثبّتكِ على الخير بعفوه ورحمته تعالى.