السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بجد باشكر الموقع الرائع ده على المجهودات الكبيرة وعلى إمتاعنا دايماً بالأشياء المفيدة، ولكم مني أجمل التحيات. أنا كنت قبل كده كتبت مشكلة وحلتوها معايا الحمد لله.
والنهارده أنا عندي مشكلة ومش عارفة أتخلص منها، وأرجو النشر ومشاركه الجميع. مشكلتي تتلخص إني بجد مش عارفة "أغمّي عيني وأمشّي المركب" زي ما بيتقال، وفي نفس الوقت فيه حاجات بجد بتخليني ما أخدش موقف مع ناس غاليين عليّ؛ بس دايماً باحسّ -وده نعمة من ربنا- إنهم بيكدبوا عليّ، وأنا ما خدتش بإحساسي وبس، لأ ده أنا عملت كذا حاجة عشان أكشف تصرفاتهم. الحكاية إن ليّ جيران، ودول أنا قربت ليهم بسبب حاجات كتير: إنهم جدعان جداً معايا، وهم الناس اللي بجد وقفوا معايا كتير بعد ابتعادي تماماً عن أصحابي اللي كانوا ماليين حياتي، وبعد سفر أختي اللي عمل ليّ فراغ؛ فقربت ليهم، وهم كمان عندهم بنت مصاحباني جداً، وباحكي لها عن كل حاجة. بس دايماً وأنا باحكي معاها عارفة إن كل كلمة هتقولها لمامتها، وبتكدب عليّ، وماماتها كمان بتكدب عليّ، وألاقي حاجات أنا مش قايلاها إلا للبنت بس؛ ألاقي مامتها عارفها، وباحس إني قاعدة في دايرة مقفولة، وباحس إن مامتها بتحركها بريموت كنترول، وكل ما أقول: لأ لازم آخد حذري.. ألاقي نفسي مستسلمة للواقع. وناس كتير بتحذرني؛ بس بطريقة مش مباشرة؛ بسبب تعلّقي بيهم، وأنا مش حابة أنسحب من غير مبرارت لأني حقيقي ما عنديش الجرأة إني أقولهم إني باخوّنهم لأن ده هيبقى غباء مني؛ لكن أعمل إيه؟ وحاجات كتير أوي شبه كده في حياتي باحسّ إن خطوط حياتي مش واضحة المعالم، وباقول بيني وبين نفسي مش عايزة أخسر حد، لازم أكون مرنة شوية؛ بس ده كمان مخليني حاسة إن أي حد ممكن يخدعني، وأنا عارفة وساكتة بجد، مش عارفة أعمل إيه. أرجو الرد ضروري. tito يا عزيزتي: إن حكمة الحياة -كما تعلّمناها من السابقين- أن "الوحدة خير من جليس السوء".. نَعَم فمساوئ هذا الصديق أكبر بكثير من منافع الأنس وتهوين المصائب بالحديث عنها مع من لا يسترها ولا يسترنا معها. وأنت رغم ما تكلّمت عن وقوفهم بجوارك وملء وحدتك، ذكرت صفات سيئة لا تجعل معها الصديق صديقاً ولا القريب أميناً على أسرارنا أبداً. ذكرت أن في صديقتك وأمها الكذب.. وذكرت في الأمر -ضمنياً- المكر وعدم الوضوح.. ثم ذكرت تحذير الناس لك من هؤلاء الجيران.. فماذا تنتظرين؟؟ إن الطبائع كاللصوص يسرق بعضها بعضاً، وأقل ما ستفعليه حتى لا تشعريهم برأيك فيهم؛ أنك ستتدرّبين على أن تظهري عكس ما تخفين، وفي هذا درجة من النفاق ولون من ألوان الكذب؛ فما الذي يحملك على هذا، وفي الحياة أناس طيبون وأصدقاء صالحون، فقط نبحث عنهم وسنجدهم بصلاحنا نحن؛ فالطيور على أشكالها تقع.
ولقد حذّرنا رسولنا الكريم بقوله: "المرء على دين خليله؛ فلْينظر أحدكم من يخالل". وعلى هذا أرى أن الأفضل لك أن تنسحبي من حياتهم بهدوء، وعلى مراحل؛ بأن تقلّلي زياراتك لهم شيئاً فشيئاً، ولْتنشغلي بأي شيء مفيد، ولتبحثي عن صداقات جديدة.. وتعلّلي بانشغالك بأشياء مهمة.
وبمرور الوقت سيتعوّدون على غيابك. واجعلي حبل الود متّصلاً؛ ولكن بعيداً عن ذكرك أيّ شيء لهم يخصّك ويخصّ عائلتك. تكلّمي في أمور عامة، ولا تتحدثي عن أمورك الشخصية إلا قليلاً، واذكري ما إذا عرفه الناس لا يسيء لك ولا يدينك. المهم أن تقرري من داخلك أن تبتعدي شيئاً فشيئاً، وأن تقرّي بأن مساوئ هذه الصحبة أكبر من منافعها. واعلمي أن الإنسان حين يتّصل بربه يملأ قلبه ويشبع روحه؛ فصلي لربك واملئي وقتك بما ينفعك قدر المستطاع، وستجدين مخرجاً من مرار الوحدة؛ المهم أن تذكري أننا لا نستطيع أن نتجرع السم إذا ظمئنا وتعذر وجود الماء. وفّقك الله وعوّضك عن وحدتك بالأنس به والصلة بالطيبين من عباده.