السلام عليكم ورحمة الله.. أنا اترددت كتير قبل ما أحكي لكم على اللي أنا فيه رغم ثقتي التامة في إنكم هتحلّوا المشكلة، بس أنا مش عارفة حاسة إني متلخبطة من جوايا، يعني لسه مش عارفة لغاية دلوقتي أنا عايزة إيه؟ أنا هحكي لكم على مشكلتي من الأوّل، وآسفة إني هطوّل عليكم.. أنا يمكن بحب ويمكن لأ، بس أنا بحب.. آه بحب.. مش الحب هو الأمان هو السعادة هو الدفا والحنان، بس ساعات كل ده بيتحوّل لقسوة فظيعة تتحوّل لأفظع الكلمات وأقساها، ساعات باحس إنه ماكانش حب أبدا.. مستحيل الحب ده كله يتحوّل لقسوة لمجرّد غلطة حصلت أو تعبير قلته، أو مجرّد كلمة اتفهمت غلط صعب أوي يكون رد الفعل قاسي كده بعد كل الحب ده؛ صعب إنه يفضل يحاسبني على كل غلطة غلطتها من يوم ما ارتبطنا في كل مرة أغلط فيها تتحوّل المشاجرة بيننا لخناق طويل عريض ممكن نغلط في بعض من كتر العصبية اللي في كل واحد فينا، فعلا دي مشكلة صعبة أوي بينا إن كل واحد فينا عصبي جدا ممكن يقول أي كلام وقت ما يكون متنرفز، ومجرّد ما نهدى نرجع نتكلّم ونتناقش بهدوء وبالراحة، مش عارفة ليه كل القسوة دي مننا إحنا الاتنين مش من حد معيّن فينا. بس هو ساعات كتير بيضايقني، وأنا ماباعرفش أسكت أو ماردش عليه.. أنا لساني طويل ممكن أشتمه أو أزعق له؛ رغم إني متربية كويس، بس هو فيه حاجات فيّ مابتعجبهوش، وشايف إن أهلي ربّوني بطريقة غريبة؛ شايف دايما إني ماليش شخصية، ودايما بافكر غلط رغم إني حاولت أتكلّم معاه قبل كده كتير فيتعدل يومين ويرجع تاني، أنا مابحبش حد يتعصّب عليّ أو يزعق لي وهو عصبي أوي، وكمان مابحبش حد يحسسني دايما إني ناقصة أو إني مريضة، وهو على طول بيعمل كده؛ لأني مزاجية إلى حد ما، وبيتحكّم فيّ مزاجي بشكل غريب. إحنا دلوقتي بنستعد لخطوبتنا خايفة نتخطب وتفضل بينا مشاكل إحنا في كل مشكلة بينا بنسيب بعض ونرجع تاني، ولو فضلنا على الحال ده مش هينفع نكمّل.. ساعات باحس إنه لو فضلنا كده واتجوّزنا هنتطلّق كل يوم تقريبا.. اتكلّمنا كتير بس نفسي حد فينا يمسك نفسه شوية لما التاني يتعصّب أو يضايق التاني. أنا بجد مش عارفة أعمل إيه؟ ولا هو كمان؟ مافيش أمل إن حد فينا يتغيّر وكمان ماينفعش نسيب بعض.. قولوا لي أعمل إيه؟ وآسفة إني طوّلت عليكم.
Romantic.roro
يقول المثل الشائع "العناد يولد الكفر"، ومن الواضح أن كلا منكما عنيد، ويحاول فرض سيطرته على الآخر وتطويعه وانصياعه له, وعندما يفشل يستيقظ على دقات قلبه فيعود أدراجه إليه. ومن ثمّ فلا بد من وقفة مع النفس نحكّم فيها العقل، ونفحص جيّدا أوجه الخلاف في كل مرة، ونحسب: - الأشياء التي يُمكن أن نتنازل عنها وتسير الأمور. - الأشياء الجوهرية التي يجب أن نتمسّك بها، والمبادئ الأساسية التي لا يُمكن التنازل عنها. - نقاط الاتفاق التي يجب أن تشكّل 60% على الأقل عند كل منكما, تلك التي يمكن أن تُبنى عليها الحياة الزوجية فيما بعدُ. عليكِ أن تنظري إلى أوجه الاتفاق وتكبّريها وتنمّيها، وتضعي في اعتبارك أنه لا بد أن يكون الشريك أكثر منكِ خبرة بمجريات الأمور، وعليكِ أن تستفيدي من هذه الخبرات, وعندما تعترضين على رأيه؛ فاعتراضك لا بد أن يكون مغلّفا بالحب والاحترام لا بالكبر والندية التي يضيق بها الرجال. فالطبيعي أن تكون المرأة مطيعة للرجل, وبطاعتها وحبّها وحنانها تكسب الزوج وتجذبه إليها وتذوب المسافة النفسية التي قد يُقيمها الكبر والعناد بينهما. أمّا إذا كنتِ متأكّدة أنكِ أكثر منه ذكاءً وتعليما وخبرة, وأرقى منه في المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وأنتِ تَعِين ذلك جيّدا، وهو كذلك؛ فاتركيه فورا؛ لأن جذوة الحب المشتعلة في قلبيكما الآن سيطفئها شعورك بالتعالي وشعوره بالنقص وتزداد المشكلات بينكما؛ لأن الحب وحده لا يكفي, بل الحب وأشياء أخرى على رأسها احترام الزوجة لزوجها وإقرارها بإمكانياته وميزاته التي تجلّها وتحترمها، وتذكر نفسها بها أولا بأوّل، وتقارن دائما بين تلك المزايا وسلبيات غيره من الرجال, وبذلك تستطيع مقاومة كبر النفس الأمّارة بالسوء وتقترب أكثر من الشريك. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كنت آمر أحدا بالسجود لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"، اقرئي هذا الحديث جيّدا الذي تتضايق منه الكثيرات اللاتي انسقن وراء المساواة بين المرأة والرجل ففهمنها في غير مكانها. المساواة بينهما تكون في العمل أي خارج عش الزوجية الذي تحكمه مفاهيم وقيم أخرى يجب أن تسوده؛ فالزوجة المحبّة الحنون تفكّر دائما في العطاء، وترى أن زوجها يستحقّ هذا العطاء بما تقرّه من ميزاته وإمكانياته التي يستحقّ عليها هذا الحب والاحترام. أمّا إذا كنت لا ترين فيه أي امتيازات سوى ميل قلبك له فاتركيه فورا، ولا تقدِمي على الارتباط به؛ لأن هذه العلاقة محكوم عليها بالفشل. وجراح القلب مقدور عليها, أما الجراح التي تأتي من كل الجهات -أولاد ومحاكم وخلافه- فلا يصمد المرء أمامها كثيرا؛ حيث يبتلى بسببها بأمراض النفس والبدن التي هو في غنى عنها إذا حكّم العقل والدين. إن مسألة "ماينفعش حد فينا يتغيّر" التي تذكرينها في رسالتكِ مقولة وهمية وضعها شيطان العناد في رأسك؛ فمن السهل أن تتغيّري من أجله إذا كان الحب والاقتناع هو الذي يُسيطر على علاقتك به. إن الفتاة عندما تتغيّر وتنصاع للشريك ألف مَن يصفّق لها، بينما لو انصاع الشاب لفتاته فهناك مليون يحرّضونه عليها ويسخرون منه ومنها؛ لأنه انصاع لامرأة فصار أضعف منها ولم يعد رجلا، ولذلك يُطلقون لقب "الحكومة" على الزوجة المتسلّطة التي جعلت من زوجها شيئا تابعا لها يتصف بالخنوع والدونية, وبذلك يبوء كلاهما بسخرية المحيطين بهما. إن التغيّر سمة أساسية من سمات البشر؛ فكل يوم نتعرّف على الجديد ونتعلّم من الخبرات والمواقف التي نمرّ بها ونعدل في ميولنا واتجاهاتنا، وهذا في حدّ ذاته يعني التطوّر. ونحن لسنا كالحجارة الصماء تظلّ واقفة في مكانها تتلقّفها الرياح والأعاصير ولا تتحرّك ولا تملك من أمرها شيئا. إن الإنسان يتسم بالقدرة على التكيّف وتعديل الذات وتطويعها لتتماشى مع متطلّبات العقل والقلب والواقع؛ فيرتاح المرء ويصل إلى مبتغاه بأقل تكاليف اجتماعية ونفسية ممكنة.