في بلد يتجاوز عمره السبعة آلاف عام، وتعاقبت عليه معظم حضارات الدنيا.. كل ركن يحوي حكاية تستحقّ أن تُروى.. في هذا الباب الجديد نروي لكم بالصورة والكتابة بعضا من هذه الحكايات المخفية في الأركان.. إنها "حكاية في صورة". منذ سنوات قليلة كانت منطقة ترعة المريوطية من الأماكن الجميلة الهادئة في مصر. كانت الفيلات ذات الحدائق الشاسعة تتناثر على جانبي الترعة، بينما ترفل الأشجار الباسقة على ضفتيها مظللة على المجرى المائي، إضافة إلى العديد من المزارع الواسعة التي تحيط بالمنطقة. فجأة قرّرت الحكومة إقامة كوبري يمرّ فوق الترعة تماما؛ فقطعت كل الأشجار وصبّت عواميد الخرسانة وأطنان من الأسمنت، ثم غطت المجرى المائي في بعض أجزائه.. بعدها انقضّ المقاولون على المزارع والفيلات وهدموها عن بكرة أبيها، وانطلقوا يهدمون ويُلقون مخلفات الهدم في الترعة، ثم يبنون هذه المباني بالغة القبح. انسدت الترعة بالمخلفات والقمامة وقطعت الأشجار وهدمت الفيلات، وامتلأ المكان بضوضاء السيارات العابرة ليلا ونهارا فوق الكوبري، إضافة إلى صيحات وشجارات العمّال الذين يعملون في الورش والمحال التي افتتحت أسفل الأبراج الجديدة. كيف يمكن أن يتحوّل مكان جميل في وقت قليل إلى خراب تام؟ المكان: ترعة المريوطية، الجيزة.
الخراب * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: