في بلد يتجاوز عمره سبعة آلاف عام، وتعاقبت عليه معظم حضارات الدنيا؛ كل ركن يحوي حكاية تستحقّ أن تُروى، في هذا الباب الجديد نروي لكم بالصورة والكتابة بعضا من هذه الحكايات المخفية في الأركان.. إنها "حكاية في صورة". تقع هذه اللافتة الرخامية القديمة أمام محطة مترو أنفاق ماري جرجس في مصر القديمة، وأسفلها توجد فتحتان مسدودتان بالخشب. تقول اللافتة: "بسم الله الرؤوف الرحيم.. كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا.. ولكن من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد.. يو ص 4 : 13 و14.. اهتم به نخلة بك يوسف الناظر سنة 1899". ليس من الواضح إلامَ تشير هذه اللافتة، لكن مع بعض التفكير يمكننا أن نفهم أنه كان هناك سبيل في هذا المكان، لكن حنفيات الماء قد أزيلت في عصر ما وتم سد مكانها بقطع خشبية. المقصود طبعا بالماء الذي لا يعطش الإنسان إذا شربه هو البركة، التي يحصل عليها المؤمنون والمحسنون وصانعو أعمال البر. في القرن التاسع عشر كان إنشاء السبل لسقاية المسافرين وعابري الطريق يعتبر أحد أعظم أعمال البر والإحسان، ومن المعروف طبعا أن عادة بناء الأسبلة هي عادة إسلامية، لكن يبدو لنا هنا أن مسيحيي القرن التاسع عشر كانوا يبنون الأسبلة أيضا، الفرق هو أن صاحب السبيل أضاف آية مسيحية لها علاقة بالماء، كما أنه استبدل الرؤوف بالرحيم في البسلمة التقليدية. المكان: مصر القديمة، القاهرة.
السبيل المسيحي * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: