أنا شاب عندي30 سنة متزوج من ثلاث سنوات وربي أفاض على بطفل جميل بعد سنة من زواجي، وأريد أن أخبرك أولا أني سريع الغضب والانفعال وهذا شيء لم أستطع أن أغيره وزوجتي كثيرة الإلحاح والكلام وتحاول استفزازي بأي طريقة ما لم أنفذ لها طلبها، ولم يظهر هذا العيب إلا بعد الزواج وحدثت بيننا كثير مشاكل وكنت أحاول ألا تخرج خارج البيت حتى لا تتطور الأمور ويصعب السيطرة عليها، وكنت أقوم بإرضاء زوجتي وإخبارها بأن ما فعلته يستفزني جدا ولكن كأن شيئا لم يكن، تعود مرة أخرى وتعيد الكرة. ومر الوقت حتى حدثت لي أزمة مادية في عملي وأنا إنسان لا أريد أن يشعر بي أحد في أزماتي حتى لو كانت زوجتي، ازدادت طلباتها فأخبرتها أكثر من مرة بأني أمرّ بحالة مادية صعبة في العمل، وعليها أن تتأقلم مؤقتا، رفضت وعايرتني بأني بخيل عليها ولم أعد أقدر على كفالتها هي وابني وأنها لا تستطيع العيش بهذا الشكل ولم تتعود على ذلك.. مع العلم يا سيدتي هي من نفس مستواي المادي، فقمت بضربها لأول مرة؛ لأني أحسست أنها طعنتني في رجولتي مع العلم أني طوال تلك الفترة لم أدّخر شيئا بسبب طلباتها (الكمالية). وقامت بأخذ ابني وذهبت لبيت أبيها وكنت واهما أن أباها رجل عاقل وبعد أسبوع أرسل لي أبوها مع شخص صديقي أنه يطلب طلاق ابنته فطلبت منه أن ألتقي معه لأشرح له الأمر ربما اختلط عليه الأمر، فقام بنهري، وطالبني مجددا أن أطلق ابنته فتجاهلت الأمر ربما أن تعود الأمور ولا أطاوع شيطاني فأندم على ما فات ولأني أريد أن يعيش ابني حياة سوية لأني متعلق به جدا وهي تعلم ذلك، فقاموا بالضغط عليّ إما أن أطلّق وفي هذه الحالة لن أرى ابني أو أوقّع على شيك بخمسين ألف جنيه حتى لا تتعرض ابنتهم للضرب مرة أخرى، فرفضت لأني أمرّ بحالة مادية صعبة وهم يعلمون ذلك من زوجتي، كما أخبرتهم بأصغر التفاصيل التي كانت تحدث بيننا من مشادة إلى حوار إلى أسرار البيوت ولا أعلم ماذا أفعل.. أرجو الرد بسرعة وشكرا وأرجو طرح هذه المشكلة على الناس لعلها تصل إليها وتفهم المقصود منها. هشام محمد أخي الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: قرأت رسالتك عدة مرات لا لشيء إلا لأكون موضوعية فلا أتحيز لأي منكما كي أتمكن من مساعدتكما على قدر استطاعتي؛ لأن الوصول إلى مرحلة العناد التي وصلتما إليها أمر يجهل الكثير عواقبه، خاصة على الأطفال؛ فطفلك الآن -بارك الله لكما فيه- يبلغ من العمر سنتين وهي مرحلة يكون فيها الطفل في أشد الحاجة للشعور بالأمان تلك المشاعر التي تضيع وتتلاشى في غياهب الخلافات الزوجية ويحل محلها القلق والاكتئاب الذي يتحول إلى اضطرابات سلوكية في الأطفال من العناد والكذب وفرط الحركة ويتطور للسرقة والعنف أحيانا وما يحدث في السنين الأولى من عمر الإنسان للأسف في بعض الأحيان لا يبرأ إلا بعلاج نفسي طويل ويظل يلقي بظلاله في حياة الإنسان وسلوكه؛ لأن الشخصية تتشكل في السنين الأولى من العمر الأمر الذي يحتاج إلى بيئة أسرية هادئة تبعث على الشعور بالأمان والطمأنينة وهو ما يتعارض مع ما أنتما عليه الآن، ودعنا نتكلم عنكما: أنت: ذكرت لي جملة في أول رسالتك عن كونك سريع الغضب والانفعال فهل ذكرتها لتكون موضوعياً وتعرف عيوبك؟ أم لتبرر أمراً أمام نفسك قبل أن تبرره للآخرين؛ فكثير من الناس يخطئون بسلوكياتهم المندفعة ولو تعرض للنقد يقول: "ما إنتم عارفين إني عصبي ليه بتستفزوني"، وتبقى هذه الجملة مبرراً لسلوك لا يبذل المرء جهداً في تعديله، ومن ثم تبقى عواقب السلوك سبباً في المشاكل.. فعليك أن تجلس مع نفسك جلسة صدق تراجع فيها ما ترتب على سلوكك الاندفاعي مع زوجتك من إهانة وضرب... وأشياء من هذا القبيل التي تُفقد الزوجة مشاعر الأمان مع زوجها وتولّد حنقاً وغضباً يختزن مع الأيام وتضيع معه مشاعر الود والحب. وهل أخطأت في حق أبيها أو أسرتها بوجه عام، فلا يغفرون لك ما حدث والذي لم تذكر تفاصيله... فكيف ضربتها وماذا ترتب على الضرب من نتائج جسمانية ونفسية، فهل أصيبت بجروح مثلاً؟ أي إلى أي مدى فقدت أعصابك؟ وهانت عليك أم ابنك الذي ذكرت أنك مرتبط به.... لقد أذيته قبل أن تؤذيها، فأنت تضرب من يحب.. تكلمت عنك والآن دعنا نتكلم عن زوجتك.... ذكرت أنها كثيرة الإلحاح والاستفزاز... للأسف هذه لعبة لا شعورية يستمتع بها بعض الناس في معاشرتهم للأشخاص سريعي الانفعال... "أنا متغاظ منك وإنت بتتنرفز والله لأنرفزك" وهي تحدث دون أن نقصدها، فهي كما ذكرت لا شعورية لكن تشير إلى مخزون الغضب في العقل الباطن تجاه من نفعل معه ذلك، فزوجتك غاضبة ولم تتعلم أن تعبّر عن مشاعر الغضب بشكل ناضج، وربما اعتادت ذلك في نشأتها فلا تعبّر عن الغضب إلا بسيل من الكلمات المندفعة التي تنطلق كالرصاص فتهاجم، وتشرع أنت في الدفاع عن نفسك بطريقتك المندفعة.. أما عن طلب الخمسين ألف جنيه فهو موقف (ليّ ذراع) لا أكثر ولا أقل، خاصة وهم يعرفون ظروفك، ولا أظن أن المال سيضمن لها أنك لن تضربها ثانية إلا لو ستعتبر زوجتك الأمر نوعا من التجارة الرابحة (تضربها وفي كل مرة تاخد فلوس وبكده هي اللي هتطلب الضرب بعد كده) ولا أظن أن أحداً عاقل يمكن أن يفكر هكذا، لكن أغلب ظني أنها تصر على الانفصال.. سيدي الفاضل.. - لا تتخذ أي قرار حتى تهدأ ولا تستجيب لمطلب زوجتك الآن بالانفصال، لكن راجع نفسك وراجع الأمر بينكما منذ تعارفتما. - وحدد مواطن الضعف في شخصيتك وكيف يمكن أن تغيرها. - وحدد ما يضايقك في شخصية زوجتك وتعلم كيف تتحدث إليها في هدوء كصديق قبل أن تكون زوجاً.. - تنازل عن كبريائك واعترف لها بما تراه خطأ في حقها، واطلب منها معاونتك على التغيير. - ذكّرها بابنكما واحتياجه للأمان.. - لا تخطئ في حق والدها أو أسرتها واعتذر له عما فعلت بابنته والتمس له العذر حتى لو كنت غاضباً منه فهي ابنته ومن حقه أن تثور ثورته على ضرب ابنته. - وقبل كل ذلك ذكّرها بالسكينة وكيف تبدآن معاً من جديد وأنتما تبحثان عن السكينة في زواجكما؛ لأنها سر استمرار الحياة الزوجية. خططا معاً كيف ستحققان السكينة في زواجكما.. وإن استصعب عليكما الأمر فلا بأس من اللجوء لمتخصص في العلاج والإرشاد الزوجي. - وتذكرا أن الطلاق أبغض الحلال. وفقك الله.