السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بارحب بكل القائمين على "بص وطل"، وجزاكم الله خيرا كثيرا على المساعدة والاهتمام. أنا فتاة عمري 19 عاما وطالبة في كلية علوم.. أنا أخدت قرار مؤخرا، وعايزة أعرف أنا صح ولا ظلمت نفسي. أنا والدتي توفيت وأنا في تالتة ثانوي، وتعبت نفسيا جامد جدا؛ لأن هي كانت كل حاجة في حياتي، بالرغم من أي مشكلات كانت بتحصل في كل بيت وممكن تكون كانت زايدة أوي عندنا؛ لكن وجود أمي كان بيخليني أتحمل وأنسى أي حاجة، وكانت بالدنيا كلها، ورضاها عني كان بيهون عليّ أي مشكلات ممكن أشوفها. لكن بعد ما توفيت حسيت بوحدة جامدة وتعبت نفسيا وجسديا، والحمد لله بقيت كويسة لوجود أختي الكبيرة معايا، وحلت محلها لكن أنا كنت بازهق وباحس بوحدة، وإني اتحرمت من حنان وحب أمي، ماحدش قدر يعوضني عنها أبدا. بدأت أدخل على النت ودخلت على فيسبوك، وكان أول حاجة أشوفها جروب عن كليتنا، ودخلت وضفت شباب؛ ولكن لما حبيت أعرف أكتر عن الكلية -لأن ساعتها كنت في الإجازة- فاستأذنت من أخويا إني أكلمهم، وهو أذن لي ولكن في حدود، وكنت باكلم شخص كان بالنسبة ليّ عادي، لا أتعلقت بيه ولا حاجة وعاملته كأخويا. حصلت مشكلة خلتني أمسح كل الشباب، وأتعرفت على واحد في دفعتنا؛ ولكن حبيته حب من طرف واحد، وعرفت أخويا أني باكلمه؛ لأن أخويا صاحب ليّ، يمكن ماعرفش حبيت ده ولا لا، المهم بعد كده فكرت بعقلي وقلت بلاش أعيش في وهم وعاملته كأخويا. وأتعرفت على واحد عن طريق الميل وقال إنه بيحبني، لقيت منه اهتمام وقلبي اتعلقت بيه ولكن مش حبيته؛ بس لقيت حد مهتم بيّ في وقت مالقيتش فيه اهتمامات ولا حب من حد، غصب عني ولكن كان في سني، وكنت لسه في سنة أولى، لمحت لأخويا قال لي مش ينفع، فقفلت الكلام معاه دون مقدمات، وقلت قصة حب فاشلة زي اللي بنشوفها، وحاول يكلمني ولكن مارديتش؛ علشان مش عايزة أعيّش نفسي في وهم. بعد كده أنا قفلت حياتي كلها عن الأولاد في الفيس؛ لأني لقيت الموضوع إنه حرام التحدث، ودي كانت بداية التزامي، وفعلا ماكلمتش شباب رغم إن الكلام ربنا الأعلم في غاية الحدود، والتزمت وقفلت الكلام عن طريق الإيميل وإضافة الشباب، وتبت إلى الله والتزمت جدا الحمد لله. بس أنا ليّ ابن خالتي، بدأ يكلمني وأهتم بيّ، وبالتالي أتعلقت بيه نظرا لاهتمامه بيّ، ولكن أنا ضميري أنبني مش كنت مرتاحة، كنت أول ما بيكلمني كنت بابقى فرحانة؛ لكن حسيت بالخنقة والزهق، مش بحب أعمل حاجة في الضلمة، وكمان أخويا مش يعرف فعرفته وكلمت خالتي وقلت لها إن ابنك بيتصل ومش هينفع كده، وأنا مش عارفة أواجهه والموضوع خلص. ولكن مانكرش إني أتعلقت بيه لفترة ما، أي نعم صغيرة لكن قلبي انشغل بيه، وكان بيكلمني خمس دقائق (إزيك.. عاملة إيه.. ودراستك) وبس؛ لإني أتعلمت أحط حدود في تعاملاتي مع كل الشباب. حاليا أنا أختي أتجوزت، وتعبت تاني وحسيت بفراغ ووحدة وعدم اهتمام ولا حنان ولا أي حاجة، ومافيش حد عوضني عنه، أدمنت المهدئات وتعب نفسيا؛ ولكن بعون الله أنا حاليا أحسن بكثير، وبس عايشة من غير لا اهتمام من حد ولا أي حاجة، وكمان شايلة مسئولية بيت مع دراستي الصعبة. أنا أتكيفت مع الواقع جدا وقافلة قلبي أوي، أنا بقيت حاسة إني عايشة مع ربنا وبس، لكن لما أصحابي بيفكروا في العريس وهيجي إمتى وكده.. فأنا ديما ردي بيكون إن ربنا يسهل ويعوضني بواحد يعوضني عن حنان أمي، ولكن بعد كده قلت إزاي أتجوز وأنا قلبي أتعلق قبل كده؟؟ ده أنا خنت الشخص اللي هيجي لي.. يا ترى هيسامحني؟ أنا غلطت وعلقت قلبي؛ ولكن غصب عني، ودي كانت فترة مراهقة. ولكن أنا حسيت بالذنب أوي، وقرّرت إني ماحملش هم إن عريس يجي ولا لأ، وبافكر أرفض كمان؛ علشان أنا حاسة إني غلطت جامد أوي لما تعلقت بشخص، مع العلم في الكلية عمري ما وقفت مع ولد ولا كان فيه هزار ولا قلة الأدب ولا أي حاجة من اللي بتحصل في الجامعات وعدم الحياء، وكمان أنا كل لما باتخيل نفسي في المستقبل إني ناجحة ولكن باكون لوحدي، هل أنا هاظلم نفسي لما آخد القرار ده؟ ولا فعلا ده اللي أنا أستحقه؟
sadbird
لكل مرحلة من مراحل العمر أهداف معينة يسعى المرء لتحقيقها، وكلما أتضح الهدف في أذهاننا استطعنا تجميع طاقتنا وتوجيهها نحو إحرازه، وعندما نفقد الهدف أو تتداخل الأهداف تسود الضبابية وتتبعثر طاقتنا هنا وهناك، ونظل نركض في نفس المكان. أنتِ الآن عمرك 19 سنة وفي كلية العلوم.. ما هو هدفك؟ المفروض أنه إنهاء دراستك بنجاح والتركيز في ذلك، انتهيتِ من الدراسة وعمرك 22 سنة.. ما هو الهدف؟ الارتباط بشخص مناسب، أو استكمال الدراسات العليا أو الحصول على وظيفة... إلخ. أنتِ الآن تقفزين فوق الأحداث وتتخيلين مشكلة لا وجود لها الآن، وتؤرق نفسك بها، وتبحثين لها عن حل في خيالك ولا تجديه، وتتعاطين المهدئات للتغلب على هذه المشكلة الخيالية.. لقد بنيتِ جبلا عاليا من المشكلات القديمة والحديثة والمستقبلية، ووقفتِ عاجزة أمامه تطلبين العون، وهو أساسا جبل من ورق يمكن أن تذروه الرياح في غمضة عين. مشكلتك القديمة.. وهي وفاة والدتك التي تقولين إنك حُرمتِ من حنانها، وشعرتِ بالوحدة وأنتِ في الصف الثالث الثانوي، يعني في مرحلة المراهقة التي من المفروض أن يتحقق لك فيها درجة كبيرة من الاستقلال عن الوالدين، وتتجهي لتكوين علاقات مع أقرانك من نفس الجنس سواء كانوا زميلات دراسة أو أقارب أو جيران، وتقل حاجتك لحنان الأم ودعمها؛ حيث تحقق لكِ قدرا لا بأس به من النضج العقلي والنفسي والاجتماعي يؤهلك لإقامة علاقات مع أقرانك. لكنك لم تفعلي وتحججتِ بالحرمان من والدتك وجعلته مبررا لإقامة علاقات غير مقبولة مع الشباب على النت، وأوجعتِ ضميرك وسببت لكِ القلق. مشكلتك الحديثة.. وهي الميل نحو الجنس الآخر والتفكير في كيفية التعامل معه، وإقامة علاقات تبوء بالفشل، وتحصدين بعدها القلق والمعاناة، إن تفكيرك في الجنس الآخر مسألة طبيعية يمر بها كل المراهقين؛ نتيجة التغيرات الفسيولوجية التي تعتري الجسم في هذه المرحلة، وليس الحب أو النضج العاطفي، وهذا ما أوقعك في هذه السلسلة من المشكلات مع الشباب، جعلتك تفكرين في العزوف عن الزواج وأنتِ ما زلتِ طالبة في الجامعة، ولم تذكري في رسالتك أن هناك شخصا تقدّم لكِ رسميا يجعلك تفكرين في هذه المشكلة أساسا. إنك تخلقين المشكلة، وتجهدين نفسك في حلها وهي غير موجودة أصلا، فما زال تفكيرك يحوم حول الجنس الآخر حتى بمسألة العزوف هذه. إنها هرمونات الجنس التي تعتري جسمك وينبغي ألا تستسلمي لها.. فماذا نفعل؟ نهرب إلى المذاكرة والدراسة والنشاط في الجامعة، نركز في الهدف الأساسي للمرحلة التي نمر بها، ولا ندع "شوية هرمونات" تتحكم في سلوكنا وتوجه أفكارنا، وتفسد مخططاتنا في الحاضر والمستقبل. يرى عالم النفس فرويد أن الطاقة الجنسية هي: المحرك الأول للطاقة النفسية ككل؛ فهي تدفع الفرد للإنجاز والتميز، ربما من منطلق إثبات وجوده أمام الجنس الآخر، أو ربما للهروب منه في مجال آخر فيما يعرف ب"الإعلاء أو التسامي بالطاقة الجنسية" فتظهر في شكل أنشطة مختلفة يقوم بها الأفراد. عليك أن تستيقظي من سباتك، ولا تتحججي بفقدان حنان الأم، ولا تبحثي عن الحنان عند الجنس الآخر، وكوني صداقات وعلاقات مع البنات، وشاركي في الأنشطة الجامعية سواء كانت رياضية أو ثقافية أو اجتماعية؛ حتى تشعري أنك إنسانة ناضجة لديها إمكانيات جيدة تفيد من حولها وتستفيد وتتعلم منهم. حطمي الأغلال وتحرري من التفكير في الجنس الآخر، وتوجهي بنضجك العقلي وذكائك إلى دراستك، وركزي فيها لإثبات وجودك بالإيجاب وليس بتسول الاهتمام من الآخرين والبكاء من مشكلات لا وجود لها.