أنا عندي 24 سنة.. مكتوب كتابي وسعيدة مع خطيبي والحمد الله إنه رزقني بيه، بس في حاجة مضيقاني كل ما أفتكرها باتضايق أوي. وأنا صغيرة مش فاكرة كان سني كام، بس اللي فكراه اللحظة اللي اتعرضت فيها لتحرش من واحد وأنا ماشية في الشارع.. اتهجم عليّ من ورا، وأنا حاولت أقاومه لحد ما قام وجري، وساعتها ماقلتش لحد من أهلي. وواحد جارنا برضه اتحرش بيّ، بس ساعتها قلت لماما، وهي قالت لمامته وأخد علقة جاااامدة ومش اتكررت تاني، بس فضلت فترة كنت باحلم كتير بده، وبالشارع اللي كنا بنمشي فيه اللي كان بيعمل معايا كده فيه مش عارفه ليه!! ومرة تانية كان مع بنت جارتنا.. كنا بنلعب وكنا بنعمل حاجات، في مرة ماما شافتني وزعقت لي ومش كررتها تاني.. بس اتكرر مرة تانية برضه مع بنت جارتنا بس واحدة تانية، لكن وقتها كنت صغيرة تقريبا في 5 ابتدائي أو أقل، بس بجد ماكنتش فاهمة حاجة ولا عارفة ده إيه، وماعرفتش غير لما كبرت. المشكلة إني كل ما أفتكر الموضوع ده بيضايقني وباحتقر نفسي، وباحس إني حالة شاذة أو واحدة مش طبيعية، وحاسة إني متضايقة من الموضوع ده أوي وكأنه حصل لي امبارح، مع إن أنا في العادي ذاكرتي ضعيفة فيه حاجات كتير في طفولتي مش فاكراها بس الموضوع ده لأ، أنا بجد كنت محتاجة أتكلم أوي لأني أول مرة في حياتي أتكلم وأقول إنه حصل لي كده. monymon25 صديقتي العزيزة.. خبرة التحرش الجنسي خبرة مؤلمة على نفسية الفتاة، وينتج عنها آثار نفسية كثيرة وتساؤلات ومخاوف أكثر، ولكن يجب أن تتفقي مع نفسك على مواجهة آثار تلك الخبرة حتى تتمكني من التعايش الطبيعي مع زوجك الحبيب، وسأوضح لك كيفية المواجهة بشكل عملي وعلمي في النقاط التالية: - أثبت الفحص لمعظم حالات التحرش الخاصة بالسن الصغير -كما حدث معك- أنه يكون تحرشا ظاهريا لا يصل للغشاء ولا لتمزيق جزء صغير منه إلا في حالات نادرة، وتلك الحالات كانت مجرد تمزق بسيط في جزء منه لا يؤثر على فكرة كمية الدم الذي يظهر عند فض الغشاء في اللقاء الأول بين الزوجين فاطمئني تماما، هذا غير أن هناك أساطير غير مضبوطة تخصّ كمّ الدماء التي تنتج عن فض البكارة؛ كأن نجد من يتصور أنها بحور من الدماء، أو أنها كمّ واضح بلون أحمر فاقع.. وهذا غير صحيح أيضا، فالغشاء يوجد به شعيرات ضعيفة عند فض الغشاء تتمزق، فيخرج عنها في الغالب لون "وردي بسيط"، وهذا المفهوم يحتاج لتوعية كبيرة في معظم مجتمعاتنا، ناهيك عن وجود أنواع متعددة من غشاء البكارة؛ والتي منها لا ينفض أصلا من اللقاء الزوجي رغم إتمامه، ويتم فضه مع الولادة الأولى.. فلا تغرقي في وساوس لا لزوم لها. - عليك تفهم نقطة غاية في الأهمية؛ وهي أن المتحرش شخص لا يفكر في حب ولا مشاعر؛ ولكنه شخص يتصرف تصرف مُنحرف فقط، لكن خطيبك يحبك ويتمنى لك السعادة ويحلم ببيت وأسرة وأبناء، فلا يمكن أن تفكري فيه كما تفكرين فمن تحرش بك وتشعرين تجاهه نفس المشاعر التي تخيفك فالفرق كبير. - الحب والمشاعر بين الزوجين تحقق الاستقرار والهدوء وهو أمر تتمتعين به؛ لأنك قلت إنك تحبينه جدا وهو أمر مهم وجوده بين الزوجين قبل وجود العلاقة الجنسية بينهما، ولذلك هذا الحب يتم ترجمته بأشكال كثيرة في الرحمة والعطاء والصبر، ومحاولات الإسعاد والتفكير في مستقبلهما ومستقبل أبنائهما وكذلك بالجنس، فالجنس صورة من صور التعبير عن الحب وليس كل الصور، وستجدين نفسك عندما تحبين صديقة لك أو حين تريدين التعبير عن تقديرك لأمك مثلا تذهبين فتقبليها أو تحتضنيها كصورة من صور التعبير عن الحب والتقدير والقرب وهكذا بين الزوجين. - العلاقة الجنسية بين الزوجين فطرة وضعها الله فينا.. فهل يضعها فينا وهي في حقيقتها قذرة؟ أو كريهة؟ أو لنتعذب بسببها؟ أبدا يا صديقتي.. فهي نعمة جميلة وممتعة بين الزوجين، وتجعل الودّ والتفاهم بينهما أعلى وتسبب السعادة لهما، فقط ما تشعرينه لأنه حدث دون إرادة منك، ولأنه حدث في وقت غير مناسب مع شخص غير مناسب، وهكذا البشر حين يتعرضون لشيء في وقت غير مناسب يسبب لهم نفور أو حكم خاطئ على هذا الشيء؛ كمن يصاب ببرد وحين يتذوق اللحم يجد طعمه مقرف له، وكمن يكون في حالة حزن فيجد من يتبادلون النكات سخفاء وكذلك أنت، شعرت باشمئزاز وخوف؛ لأنه حدث معك تصرف غير مناسب من شخص غير مناسب في عمر غير مناسب، بالإضافة لحرمتها وظروف حدوثها غير الطبيعي. - أتمنى أن تصلي لدرجة التسامح مع مَن تحرش بك، فأنا لا أعلم عنه تفاصيل، ولكن غالبا كان مراهقا طائشا، واليوم صار رجلا آخر يتمنى أن ينسى وينسيك ما حدث، وأن تجدي عذرا لغياب والديك عنك حين حدث ما حدث، فلم يكونا على دراية بما قد تخبئه الأيام من تطورات في حياتنا. وأخيرا.. أذكرك أن الشخص "الناضج" هو مَن يتعلم من تجاربه السابقة أن يكون أوعى وأقدر على التعامل مع مشكلاته، لا أن يظلّ حبيس تجربة سببت له ألما فتجعله لا يهنأ باليوم ولا بالغد.