السلام عليكم.. أنا فتاة عندي 25 سنة، والحمد لله فتاة متدينة، وعلى خلق، وباشتغل بقالي 3 سنين.. من أول ما استلمت العمل وأنا أعجبت بشاب يكبرني بعام لم يرتبط بعد، والذي شدني إليه تدينه الكبير واحترامه، وهو كان له زميلات كتير وكان بيعاملهم زي إخواته، هو كان شايل شغل كتير في الشركة، وشغلنا ماكانش مرتبط ببعضه؛ بس مكاتبنا كانت قريبة، وهو من النوع اللي مش بيركز خالص مع أي حد. المهم أنا حبيته في صمت لمدة سنتين، كان هو كل حاجة في حياتي؛ مع إنه حتى مايعرفش اسمي، أنا ماكانش ليّ علاقات عادية مع كل زملائي الرجال في العمل، وأنا باتكسف أوي، وكنت شايفة إنه لو لينا نصيب مع بعض ربنا هيجمعنا، وأنا صليت استخارة كتير أوي علشان ربنا يهديني وأشوف إذا كنت أحاول أنساه ولا أتمسك بحبه، أنا ماكلمتهوش غير حوالي مرتين، وكان كل ما تيجي فرصة ممكن أكلمه فيها كنت باتكسف أوي، وأبعد عن المكان اللي هو فيه. فاتت سنتين وبعدها هو اتنقل لفرع الشركة في محافظة أخرى في منصب كبير، أنا تعبت أوي وقتها وجالي اكتئاب، وكنت عايزة أكلمه، فكرت في فكرة غريبة هي إني أعمل إيميل باسمه، وكلمت زميلة كانت قريبة منه على إني هو.. ماعرفش ليه؟!! وشاءت الظروف إنها تقول له، وهو أخد منها الإيميل وكلمني في الأول وحش أوي، وقال عليّ كلام سيئ جدا، بعد كده بعت له رسالة وحكيت له فيها كل حاجة، بس ماقلتلهوش أنا مين.. معاملته اتغيرت معايا، وبدأ يتكلم معايا كويس، بس كان مصمم يعرف أنا مين، بعدها وأنا باكلمه قلت له على اسمي.. تصور ماعرفنيش!! فضلت أفكره بيّ، وافتكرني بالعافية، وقال لي: "ابعتي لي صورة"، بس أنا مارضتش وإداني رقم تليفونه؛ بس أنا مارضتش أكلمه والرقم لسه معايا. أنا عارفة إنه ماكانش بيستهبل لما قال لي إنه مش فاكرني؛ أصله تايه أوي، هو قال لي إنه محترمني علشان أنا شكلي مؤدبة وذكية، وهو كان بيدخل على الإيميل قليل أوي، وكان بيقول لي إنه بيدخل بس علشاني. أنا ندمت على اللي أنا عملته واستصغرت نفسي أوي.. إحنا كلمنا بعض حوالي 5 مرات، والمتوسط بتاع كل مرة حوالي ساعة؛ بس كان دايما في وقت متأخر من الليل، وقررت بعدها إني ماعملش كده تاني علشان حسيت إن ده حرام وعيب، وبقيت بس بادخل أوفلاين علشان أشوفه. فضل يدخل في خلال شهر حوالي 4 مرات، وبعدها قطع خالص، وفاتت سنة وأنا لسه بحبه، وباقول يا ترى ممكن إنه يكون في يوم نصيبي من الدنيا دي، أنا بالفعل حبي ليه قل خالص عن الأول؛ بس مش دي المشكلة؛ المشكلة إني متضايقة من نفسي أوي، أنا أخلاقي مش كده، وعمري ما ارتبطت ولا حتى كان ليّ أصدقاء أولاد في الكلية، خايفة ليكون فاكرني بنت مش كويسة أو واحدة مجنونة، أنا ممكن ماشفهوش تاني.. بس عايزاه يبقى فاكرني بالخير، خايفة لو عرفت واحدة من أصحابي باللي حصل هيكون شكلي إيه؟؟ خايفة لو يوم قابلته وعرفني هابص في وشه إزاي؟؟ لما حد بيتكلم عن بنت أخلاقها مش كويسة باحس إن أنا زيها، بس أنا لو كنت مش كويسة كنت على الأقل عرفت أكلمه، وهو كان قدامي سنتين. أنا دايما بادعي له إن ربنا يسعده، ويوسع رزقه، ويرزقه بالزوجة الصالحة.. يا ترى هافضل العمر كله شايله ذنب غلطة عملتها في لحظة طيش؟!! وآسفة على الإطالة. m أختي العزيزة.. أعلم أن الحب في أوقات كثيرة يسيطر على الإنسان؛ حتى إنه قد يفقده صوابه ويجعله يتصرف تصرفات لم يكن ليتصرفها لو لم يكن يحب؛ ولكن ليس المهم ما حدث يا عزيزتي، فأنت بالتأكيد أخطأت فيما فعلت؛ ولكن ليس معنى أنك أخطأت أنك بهذا الخطأ تكونين قد أجرمت، نحن بشر وكلنا يخطئ، و"خير الخطائين التوابون"، ولقد أفقت من غفلتك وندمت على هذا الخطأ، وأعتقد أنك تعلمت من هذه التجربة.. إن الحب والنصيب لا يؤخذ عنوة من أحد؛ بل إنهما رزق يرزق به الإنسان، وعلى الإنسان أن يدعو الله وأن يفعل ما بوسعه، وينتظر أن يأتي هذا الرزق إليه، وما عليك فعله أو ما كان بوسعك فعله هو الصبر والانتظار، وأن تستمري في حياتك، وألا تسمحي لمشاعرك أن تغلب عقلك، وأن تسيطري على قلبك قبل السقوط في فخ الحب من جانب واحد. ولكن ما حدث يا عزيزتي قد حدث، وعليك ألا تقسي على نفسك أكثر من هذا، عليك أن تسامحي نفسك وأن تطوي الصفحة السابقة، وأن تتصالحي مع نفسك، وتفتحي صفحة جديدة تسطرين فيها المبادئ والأخلاق والتدين الذين سوف يحموك من السقوط مرة أخرى في أي حفرة مثل هذه التي سقطت فيها دون دراية منك. ومن الجيد أنك أفقت قبل أن تتمادي في أمور لا يصح أن تقع فتاة بمثل أخلاقك وتدينك فيها، وعليك أن تنسي هذا الشخص تماما، وأن تطلبي من المولى عز وجل أن يعوضك خيرا، وأن يغفر لك ما حدث، وثقي يا عزيزتي أن ما مررت به ليس بالحب الحقيقي، وعندما يأتي الوقت المناسب وتقابلين الحب الحقيقي سوف تعرفين أن ما مررت به كان مجرد نزوة، أو لحظات عابرة في حياتك وانقضت، وأن الحب الحقيقي أروع وأجمل بكثير مما اعتقدت في يوم من الأيام أنه حب حقيقي.