أنا طالبة في رابعة جامعة، أول ما دخلت الجامعة عِشت أول قصة حب في حياتي، مش عارفة هو ينفع أسميها قصة حب ولا لأ؟ لأنها كانت من طرف واحد والطرف ده هو أنا. عشت سنتين أو أكثر وأنا باتعذب في اليوم مية مرة وباتهان منه، ومع ذلك كنت قابلة، وضحيت كتير أوي، وعملت علشانه المستحيل اللي فعلاً مافيش حد في الدنيا ممكن يتخيّله. كان كل الناس مش بتصدّق اللي باعمله، وبينصحوني أبعد عنه؛ حتى أصحابه كانوا بيقولوا لي قدامه: إحنا بنقول لك وهو واقف، هو فعلاً مايستاهلكيش، شوفي حياتك.. بس هو ولا كان في دماغه، وكل ما أحاول أبعد كان يقرّب هو. وبعد فترة قررت إني أبعد؛ فراح هو قرّب بس بطريقة مختلفة خالص، اتغير تغيّر تامّ، وقال لي إنه بيحبني، وإنه لا يمكن يبعد عني، وكان دايماً بيتعمّد يقول لكل الناس إنه بيحبني، وبيثبت ده بتصرفاته، وكمان لأهلي؛ ده طبعاً بعد ما اتعرف عليهم. أنا ماكُنتش مصدّقة تغيّره ده، وماكانش عندي ثقة فيه، طلبت منه إنه يتقدم لي رسمي؛ يعني يعمل أي خطوة إيجابية علشان كمان يبقى شكلي كويس قدام الناس، وخيّرته بين الخيار ده وبين البُعد؛ بس هو اختار الخيار التاني بشخصية المجروح اللي إزاي حبيبته تُحطّه في خيار زي ده في الوقت اللي هو لسه فيه طالب، ولسه بدري على الموضوع ده.. رجعت تاني وصعب عليّ وكنت هاقول له: طيب خلاص ماتتعبش نفسك. رفض إنه يسمعني، وطلب أبعد عنه، وبعد فترة قصيرة غيّر رقمه، وخطب. أنا مش مصدقة نفسي، بعد أكتر من 3 سنين، وهو كان دايماً بيربطني بيه وبيمنعني أكون لأي حد غيره! وبعد تغيره ده، إزاي يعمل فيّ كده؟! أنا مش قادرة أعيش، مش قادرة أتخيل إنه خلاص بقى لواحدة غيري، بيقول لها نفس الكلام وبيعمل معاها نفس اللي كان بيعمله معايا؛ طيب إزاي؟ أنا خلاص قررت إني السنة الجاية بإذن الله، مش هاروح الجامعة خالص.. إزاي أورّي وشّي لزمايلي؟ إزاي هاستحمل نظرة الشفقة اللي في عيون أصحابه وعيون الناس؟ أنا عارفة إن أكيد الرد هيكون بكل بساطة "انسيه".. طيب أنسى إزاي 3 سنين بكل ذكرياتها؟ أنسى إزاي ألمي وقلبي اللي اتكسر؟ أنسى إزاي نظرة الناس ليّ؟ أنا خلاص اتدمرت. أرجوكم ردوا عليّ بسرعة. bosy
عزيزتي: كم يؤسفني ما حدث، وكم أشعر بالألم والأسى لأجلك؛ ولكن يا عزيزتي، اسمحي لي أن أُلقي ببعض اللوم عليك، وقد يكون الجانب الأكبر من الخطأ يقع على عاتقك أنت؛ فأنت من أعطى هذا الشخص الكارت الأخضر كي يفعل ذلك، أنت من تهاون في كرامتك منذ البداية، أنت من سمح له أن يهينك، وأن يستغلك؛ فقد ذكرتِ في بداية رسالتك يا عزيزتي أنك بذلْتِ لأجله كل التضحيات، وفي المقابل كان هو يهينك أمام الجميع؛ فماذا تتوقعين من شخص كهذا، لم يقدر ولم يعرف يوماً ما قيمة الإنسانة التي معه؟ وهذا لأنها لم تبتعد عنه ولو للحظة واحدة؛ لأنه كان متأكداً وواثقاً أنها ستعود له متى شاء بإشارة واحدة من إصبعه، وهذا ما كان يحدث. لذا يا عزيزتي عليك أن تنظري لما حدث على أنه درس ينبغي أن تتعلمي منه الكثير؛ فينبغي أن تتعلمي أن الحب يكون من طرفين وليس من طرف واحد؛ فليس من المنطقي أن يظلّ هناك طرف يُضحّي والطرف الآخر يأخذ دون مقابل.. يجب أن تعرفي يا عزيزتي أنه ينبغي دائماً أن يكون هناك توازن بين الأخذ والعطاء بين أي اثنين، وعليك أن تتعلمي -وهذا الأهم- ألا تفرّطي أبداً في كرامتك وكبريائك؛ مهما كانت درجة حبك للإنسان الآخر؛ فالكرامة هي التي تجعل الطرف الآخر يتمسك بك، ويحافظ عليك، ويعرف أنك غالية، ولستِ سلعة رخيصة. لذا عليك منذ هذه اللحظة، أن تعتبري ما حدث مخاضاً لولادة إنسانة جديدة، إنسانة لا تهزّها المِحَن مهما كانت عنيفة، إنسانة تُقاوم في أحلك اللحظات، عليك أن تتّخذي مما حدث تحدّياً كبيراً، وليس هزيمة ساحقة، حوّلي الهزيمة له هو. عليك عزيزتي أن تُواصلي دراستك، وأن تتحدّي أي ظروف، وأن تجتهدي في دراستك، وتعملي على النجاح بتفوّق، وأن تذهبي إلى كليتك بشكل طبيعي جداً، وأن ترفعي رأسك، دون أن تشعري بأي مهانة؛ بل على العكس، عليك أن تشعري بالقوة.. وصدقيني متى شعرتِ بهذه القوة، سيشعر كل من حولك بهذا. حوّلي نظرة الناس من حولك من شفقة إلى إعجاب بالفتاة التي لم تهتزّ لأصعب محنة واجهتها؛ بل على العكس استطاعت أن تجعل من المحنة مِنحة من المولى عزّ وجل. تفوّقي في دراستك، واشتركي في الأنشطة الجامعية المختلفة، كوني فتاة مميزة، وتأكدي أنك ستكونين محطّ إعجاب الجميع، ولا تجعليه يهزّ ولو شعرة في رأسك، ولو حاول العودة إليك؛ فلا تنهزمي أو تضعفي؛ بل عليكِ أن تُلَقّينه درساً لا ينساه في التحدّي، وفي الصبر على المِحَن، وليس في الانكسار والانهزامية؛ فكمْ سيكون سعيداً عندما يعرف أنك لا تذهبين إلى الجامعة لكي لا تريه؛ فهذا سيزيد من غروره؛ لأنه سيتأكد أنه ترك بصمة كبيرة في حياتك، وأنك مسكينة لا تستطيعين نسيانه. انفضي الحزن والأسى عنك، وابدئي من جديد؛ فلا تَنتهي الحياة بفقدان شخص؛ بل على العكس في أحيان كثيرة تبدأ الحياة.