السلام عليكم.. أنا فتاة أعجبت بشاب.. تعرفت عليه عن طريق التليفون، وبعد أكثر من مكالمة قررنا أن نتقابل.. بصراحة أنا شفت فيه الشخص المناسب للارتباط.. باعتقادك كيف أقنعه بي؟ وكيف التصرف معه لأجعله يحبني ويفكر في الارتباط بي؟ أرجو الرد. زينة
صديقتنا العزيزة.. رغم قصر رسالتك، والغياب الكامل لأي تفاصيل فيها عن سنك ووضعك وحالتك، وأيضا لحالة من رأيتِ فيه "الشخص المناسب للارتباط" وبصرف النظر عن هذا كله إلا أنها بالفعل تسبب صدمة. وسرّ الصدمة هو أن تهون عليكِ نفسك لتلك الدرجة، حتى تستجْدي حب وإعجاب إنسان أنت لا تعرفينه أصلا، ولا أدري على أي أساس حكمتِ بأنه الشخص المناسب للارتباط. صديقتنا العزيزة.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا نكاح إلا بِوَلي وشاهدي عدل" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. بمعنى أنه لا يجوز للأنثى أن تتزوج إلا بإذن من وليها، سواء أبوها أو أخوها أو المسئول عنها أيا كان، ورغم ما يقال عن اختلاف العصر وشخصية المرأة وحصولها على الاستقلالية، وأنها الآن تعمل وتتحمل مسئولية نفسها، فإن هذه القاعدة في مصلحة الفتاة في الأول وفي الآخر، وحمايتها من الاندفاع وراء مشاعرها أو تعرضها للخداع من أي شخص مستهتر لا تُعرف طباعه ولا أصله، على أساس أن يتولى الولي السؤال والاطمئنان تجاه من سيكون صهرا له. هذا كله بفرض أنها تعرّضت لإعجاب شخص ما وبدأ في محاولات التقرب منها، على أساس أن هذا هو الطبيعي والمقبول، أن يبادر الرجل باتخاذ الخطوات للارتباط. لكن -والحق يقال- لا أعرف قاعدة شرعية تساعدك على إقناع مثل هذا الشخص بك، ولا أذكر في هذا سوى طلب السيدة خديجة رضي الله عنها الزواج من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام مع ما كان مشهورا عنه من أمانة وصدق وأصل، وصفات أخرى عديدة لا مجال لذكرها هنا؛ لأنه بالطبع وقتها لم يكن قد نزل عليه الوحي بعد. وأذكر أيضا تلك المرأة التي وهبت نفسها للرسول بعد نزول الوحي عليه، وبعد أن بدأت الدعوة في الانتشار. هذا ما أذكره في تقرّب المرأة ومبادرتها للزواج ممّن ترى فيه شخصا مناسبا للارتباط بها، فإذا كنتِ ترين في هذا الشخص ما يستحق أن تبادري، مع العلم أنك لا تعرفينه أصلا، فتوكلي على الله واطلبي منه صراحة الزواج على سنة الله ورسوله. وهذه هي الوسيلة التي لديّ الآن لأنصحك بها إذا كنت تريدين أن تنقلي إليه رغبتك في الارتباط به، وانتظري إجابته إما بالموافقة وإما بالرفض.