أظهرت بعض التجارب التي أُجريت على بعض الحيوانات أن الصفائح المستخلصة من معدن الماغنسيوم Magnesium تساهم في التئام الكسور، وإعادة بناء العظام في وقت سريع، دون الحاجة إلى إزالتها عن طريق الجراحة؛ لأنها تتحلل من تلقاء نفسها. لم تُعد الجبيرة هي السبيل الوحيد لعلاج كسور العظام؛ فقد أصبح من المألوف أن يلجأ أخصائيو جراحة الكسور والعظام إلى تجميع أطراف الكسر باستعمال المسامير، وربط عظم الساق مع صفيحة فولاذية، ويتوجب على المريض بعد مرور ستة أشهر أن يخضع لعملية جراحية أخرى؛ لإزالة المواد الفولاذية التي تمّ زرعها من أجل التئام الكسور؛ لأن بقاءها لمدة أطول قد يتسبب في نمو أنسجة غريبة حولها، كما أن هذه المواد قد تتسبب في ظهور بعض الأنواع من الحساسية. ولكن اليوم يمكن الاعتماد على زرع صفائح مصنوعة من الماغنسيوم؛ وهو معدن خفيف الوزن يذوب مع مرور الوقت من تلقاء نفسه، ويبقى الهدف بالأساس من الاعتماد على هذه التقنية هو تجنيب المريض الخضوع لجراحة ثانية بعد التئام الكسر. وقد أظهرت تجارب قام من خلالها علماء بتثبيت صفائح من الماغنسيوم على كسور تعرضت لها حيوانات أن هذه الصفائح متينة بما فيه الكفاية، وأنها تحللت على النحو المرغوب فيه بعد مرور بعض من الوقت، كما أنه يسرع من وتيرة بناء العظم، ويبرر هذه النتيجة التكوين الكيميائي للماغنسيوم الذي يشبه إلى حد بعيد الكالسيوم الذي يشكل المحتوى المعدني للعظام. الجدير بالذكر أن الماغنسيوم يلعب دورا مهما في أجسامنا؛ حيث إن ثلثي نسبة الماغنسيوم الموجودة في الجسد تتركز في العظام، والذي يساعد في تكوين عظامنا ويدخل في تركيبها، وبالإضافة إلى ذلك فإنه يتحد مع الكالسيوم؛ حيث يقومان معا بضبط إيقاع أعصاب وعضلات الجسم وتنظيم عملها. لذلك احرص دائما على وجود الأطعمة الغنية بالماغنسيوم في وجباتك اليومية؛ ومنها: السبانخ، والقرع، والنعناع، والخيار، والكريز، بالإضافة إلى بذور متنوعة؛ مثل: بذور السمسم والكتان.