السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا مشكلتي ممكن تبقى مشكلة صغيرة بالنسبة للمشاكل اللي معروضة هنا بس أنا بصراحة احترت وعايز أعرف أتصرّف إزاي.. أنا متزوّج من سنة ونص وعايش أنا وزوجتي بره مصر مع ابننا الصغير، والحمد لله متأكد إن زوجتي بتحبني وما لهاش غيري في الدنيا بس هي دايماً متأكدة إني مش مهتم بأهلها، ودايماً في دماغها إني متكبّر عليهم رغم إني أقسم بالله ما باعملش حاجة لأهلي إلا ولازم أعمل لأهلها زيها، مش غصب عني والله بس برضاي؛ لأنهم فعلا وقفوا جنبي كتير أيام جوازنا وهما ناس محترمين فعلا وزوجتي دايما في دماغها إني مقصر وإنهم مش على بالي لدرجة إني باحس ساعات إني مش بني آدم وإني ظالم ولما بآجي أفكر بالراحة بالاقي إني مش باعمل حاجة غلط والله.. قولوا لي أقنع زوجتي إزاي إني مش باستعرّ من أهلها وإني مش ظالمهم؟؟ mragab صديق "بص وطل" العزيز.. أهلا بك صديقا دائما على موقع "بص وطل"، واسمح لي أن أقول مما فهمت من رسالتك أن مشكلة زوجتك وتفكيرها الذي فرض نفسه عليك حتى كاد أن ينغّص عليك سعادتك وهناءك ليس مشكلة زوجتك وحدها ولكن مشكلتك أنت، وأنت وحدك الذي جسّد هذه المشكلة؛ باهتمامك باتهام زوجتك صريحا كان أو تلميحا، وأنت وحدك الذي يمكنه التصرف فيها إما بالتجاهل التام؛ يعني ولا كأنك لأنك بالفعل بريء؟!! أو تجد طريقة لتفهم زوجتك أن الزواج والنسب مصاهرة تنصهر فيها الأجساد لتنتج أطفالا يتساوى عندهم أقارب الأم وأقارب الأب. لكن وعلى ما أعتقد -صديقي- أن لك يدا فيما تفكر فيه زوجتك بطريقة أو بأخرى، ولهذا أسبابه: أولا: لا زوجتك ولا أي كائن من الناس يملك أن يقنعك بهذا الإحساس دون أن يكون له صدى وقبول في نفسك. ثانيا: أنت تتصرف مع نفسك في هذا الموضوع على طريقة يكاد المريب أن يقول خذوني، أو ما يقوله العوام: اللي على رأسه بطحة يحسس عليها. ثالثا: أنت اقتنعت بوجهة النظر هذه لدرجة أنك تسوي بين أهلك وأهلها، وهذا مستحيل بكل المقاييس، ومحاولاتك للتسوية تؤكد إحساسك هذا بالفعل رغم أنك تنفيه!! رابعا: لا بد وأن لهذا الموضوع ظلا في نفسك يلحّ عليك مما يجعلك تترجم كلمات زوجتك ولفتاتها تجاه هذا الموضوع على أنه دفع منها وليس منك أنت. والحل صديقي بالطبع في يدك وحدك..... كيف؟؟!! أولا تناقش نفسك في الآتي: كيف يكون أهل زوجتك أصحاب فضل في بادئ حياتك ويكون إحساس زوجتك أنك بتستعرّ منهم؟؟ وهل هذا الإحساس في داخل زوجتك سببه تصرفاتك وكلامك ولا هي (والعياذ بالله) غير عاقلة تتخيل ما ليس موجودا على الإطلاق؟ يعني من الآخر راجع نفسك وكلامك وتصرفاتك لتقطع أو لتقتل أسباب إحساسها بأنك بتستعرّ من أهلها بدل ما تفتخر بهم؛ لأنهم أعطوك زوجة طيبة صالحة رزقك الله منها بابن يكون (بإذن الله) طيبا صالحا لك ولها. بمعنى أن يكون لسان حالك ومقالك قول الله تبارك وتعالى: {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الِإْحْسَانُ}. خلاصة القول: المسألة في يدك وكل ما يصل لزوجتك سببه كلامك وتصرفاتك، أو تكون هي غير مدركة أو متأكدة (وبسببك أيضا) أنه حتى ولو كانت من مستوى أقل من مستواك فقد تساوت معك بالمصاهرة (الزواج) حيث أصبح أبوها وأمها جدا وجدة لابنك، وإخوتها وأخواتها أخوالا وخالات ابنك. سيدي الفاضل: أسوأ شيء في الدنيا كسر النفس والخاطر وأن تشعر زوجتك بالدونية وبهذا الإحساس السخيف (تستعر من أهلها)، أو أنها الأقل. وبما أنك المستهدف من هذا الإحساس، وأنت السبب الذي يوحي لها بهذا الإحساس فعليك قتله، ولا يكون قتله بالمساواة في المشتريات والهدايا "فربما تكون هذه الطريقة مما يزيد الدونية والإحساس بالأقلية". ولكن بالكلمة الطيبة، والتقرب منهم بالتودد في الحديث، والسؤال عن الأحوال بالشكل الذي يعكس المودة والألفة ويخرج عن الماديات التي لا ترد اعتبارا، ولا تُسعد نفسا. ولا تستقلّ قدر الكلمة -صديقي- فبها نؤمن بالله، وبها تزوجت زوجتك وبها تكون لك صدقة جارية تؤتي نفعها في كل زمان ومكان بإذن ربها قال تعالى: {كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها}. حاول صديقي بالكلمة الطيبة أن تقتل هذا الإحساس في نفس زوجتك على أن تقتله في نفسك بمراعاة كلامك وتصرفاتك التي توحي لها بذلك.