أولا أنا عارفة إن مشكلتي قد تبدو تافهة بس هي بالنسبة لي حيوية جدا وأرجو سرعة الرد.. المشكلة إن أنا والحمد لله كنت من ثوار 25 يناير، وشاركت في الثورة من أولها لآخرها؛ بس أنا ماكنتش في التحرير كنت في محافظتي اللي كان فيها تظاهرات كبيرة وحاشدة جدا، وكنت بنزل التظاهرات تقريبا كل يوم، المهم أنا لي صديقة وهي يعني صديقتي المقربة.. صديقتي دي كانت دايما بتكلمني وبتتعمد إنها تستفزني جدااا أو كنت باتخيل إنها بتتعمد ده؛ بس كانت دايما بتكلمني، وكانت بتقول لي كفاية وده مش من بعد خطاب مبارك التاني زي معظم الناس لا ده من بعد خطابة الأول؛ يعني ماكناش لسه عملنا أي حاجة، كانت بتردد دايما الكلام بتاع كنتاكي وإنهم بيقبضوا باليورو. كانت طبعا يتقول الكلام ده على أساس إنه بيتقال على بتوع التحرير وأنا مش منهم؛ بس طبعا الكلام كان بيصدمني وبيستفزني جدااا، وكنت بارد عليها وباتخانق معاها، وكنت باقول لها أنا مش مصدقة إنك بتقولي كده على الأبطال والشهداء بجد، وكانت طبعا بتردد كلام المسئولين المصريين من أمثال مصر مش زي تونس هيحتلونا، وأنتم هتخربوا البلد كفاية بقى، أنتم عايزين إيه؟؟ عمره ما هيمشي ده إحنا حققنا حاجات ماكناش نحلم بيها. والغريب بقى إنها كانت بتتكلم عن العمال اللي باليومية؛ مع إن أنا عارفة كويس جدا إنها كانت بتتعالى طول عمرها على أي حد فقير، وكانت بتتكلم عن الناس بكبر واضح جدا، وده طبعا كان أكتر شيء بيضايقني منها، فطبعا ما صدقتش إطلاقا اهتمامها المفاجئ باللي بيقبضوا باليومية!! كانت بتقول كلام كتير بتهاجمنا فيه وتنتقدنا وتتهمنا بالعمالة والأجندات، وكانت طبعا بتحور الكلام زي ما قلت على إنه موجه للي في التحرير، وأنا آه بانزل تظاهرات بس مش في التحرير. أنا طبعا شايفة إن كلنا في مركب واحدة، وأنا كمان بادافع عن الثوار اللي في التحرير دول أكتر من مدافعتي عن نفسي شخصيا؛ لأن دول الأبطال اللي مش موجودين، وأنا طبعا لازم أرد غيبتهم، ويكون ليّ الشرف إني أعمل ده طبعا. المهم يوم خطاب مبارك الأخير كنا خارجين مع بعض، وشاهدنا في أحد المحلات البيان الأول للقوات المسلحة، وطبعا فهمت إنه كده خلاص الجيش هيبدأ يتخذ خطوات، وإن النصر قرب إن شاء الله، وشملتني فرحة غامرة وهي كانت معايا، وعرفنا بعدها إن مبارك هيلقي كلمة، وطبعا كلنا رجحنا التنحي بل تيقنا منه، وبقيت فرحانة جداا وسعيدة في قمة السعادة، وهي شافت ده، وأخيرا جه خطابه المحبط جدااا، وطبعا كلنا عارفين شعور مصر كلها كان عامل إزاي.. المهم فوجئت بيها بتتصل بيّ بعد الخطاب مباشرة كإنها كانت مستنية إنه يخلص كلام علشان تتصل، وأنا مارديتش؛ لأني كنت في حالة لا تسمح ليّ إني أرد على حد أو أتكلم مع حد، واتصلت بعدها بفترة فرديت كنت مفكرة مثلا إنها هتقول لي شفتي ما مشيش وهتعبر عن غضبها؛ خاصة إنها كانت بتدعي إنها فرحانة جدا لما كنا مفكرينه هيمشي.. فوجئت بيها بتصب جام غضبها عليّ كالعادة، وبتقول لي كفاية وهو مش هيمشي، وهو مش وحش أنتم عايزين إيه، دي هتحصل مدابح، وهيبقى فيه فوضى، والدنيا هتبوظ.. كفاية بقى أنتم إيه، واستفزني جدا؛ لدرجة إنها رفعت لي ضغطي فعلا. وبعد ما قفلت معاها بعد ما حصل طبعا خناقة كبيرة كنت حاسة بصداع غير طبيعي كان بياكل راسي لارتفاع ضغط دمي؛ نتيجة لمكالمتها، والغريب إن هي دايما اللي كانت بتتعمد استفزازي كانت في بعض الأحيان بتنصحني بالمهدئات؛ علشان تعب أعصابي.. بجد هي أذتني كتير جدا نفسيا، وأنا مش ضد أي حد كان ضد الثورة؛ بالعكس كل واحد حر.. إنما أنا مش قادرة أتقبل اللي كان بيتهم شباب الثورة، واللي كانت بتتعمد استفزازي وإيذائي نفسيا؛ بالرغم من علمها بأن أعصابي مشدودة أصلا بسبب اللي بيحصل. والغريب بقى إنها كانت بتكلمني من قريب وبتقول لي إنها متضايقة مني من فترة؛ علشان أنا متغيرة.. والحقيقة إني أساسا مش طايقاها، ونفسي أقول لها على كل اللي جوايا؛ بس حاسة إني لو فتحت كلام كده هنخسر بعض، ومش قادرة أسكت؛ لأني مش قادرة أهدأ من ناحيتها؛ لأن عدى وقت طويل جدا ولو كنت هاهدأ كنت هديت، مش قادرة أتعامل معاها أو أنافقها، وفي نفس الوقت ماضمنش عواقب إني أكلمها في الموضوع. أرجو الرد لأن دي صاحبتي، وأنا فعلا مش قادرة، ومش عارفة أتعامل معاها.. ويا ريت الرد يكون حيادي؛ يعني مايكونش من منطلق إنه حرام، وإنه تنصحني نصيحة تؤدي لأننا نخسر بعض.. يا ريت الرد يكون بكامل موضوعية، وأعتقد إن دي مشكلة كتير من الثوار مع كتير من أصحابهم. wild cat ياااه! أخيرا التقيت إحدى زميلات الكفاح في الأجندات الأجنبية؛ لأجل تسليم الوطن لأمريكا وإسرائيل وإيران، بتمويل قطري ماسوني! بالمناسبة أنا لم تصلني بَعد وجبة الكنتاكي، وتلقيتُ شكاوى من بعض الزملاء "الأجنداويين" أن وجباتهم كانت دون سلطة "الكول سلو".. حاولت الاتصال بوائل غنيم -المعلم الأكبر لمحفل التحرير الماسوني- ولكن سكرتيرته قالت لي إنه في اجتماع مع كل من الحاخام الأكبر لإسرائيل ورئيس منظمة حقوق الشواذ! بحق الله! ألم ينته هذا الهراء بَعد؟ مع احترامي لكل من لا يؤيد الثورة؛ بل ولمن يرى مبارك ونظامه ملائكة أبرار أطهار، ما دام أنه لا يسب الثوار ولا يسيء إليهم باتهامات بالعمالة والخيانة والتحالف مع قوى دولية أصلا متنافرة، على رأي أحد الأصدقاء "ماذا يريدون؟ لو كان شباب التحرير قد جمعوا في مكان واحد أمريكا، وإسرائيل، وقطر، وحماس، وحزب الله، والقاعدة، وإيران؛ أليس هذا دليل أنهم قد حققوا السلام العالمي؟!" من الآخر، نصيحة لكِ ولكل من عانى ويعاني هذا الصداع المستفز، لدينا جميعا إجابة واحدة لأصحاب الاتهامات: "من لديه دليل على ما يقول بالعمالة والخيانة والتآمر فليقدمه للمسئولين وللإعلام، أو ليضع لسانه في فمه ويصمت؛ حتى لا يتم تحويله لأضحوكة بين الناس، كما حدث مع الكثيرين دون ذكر أسماء.. "ولكم في "تامر بتاع غمرة" العِبرة والموعظة!".. هذه وصلة الفيديو: http://www.youtube.com/watch?v=GdzbS0ucJSo بالمناسبة يا عزيزتي.. أنا أعاني نفس مشكلتك تقريبا، ومع صديق عمري الذي ترجع علاقتي به لحوالي 18 سنة مضت، أي منذ كنت في الثانية عشر من عمري؛ لكنه لا يسخر أو يتهم ظلما للأمانة؛ ولكنه يتحدث بأسلوب تسفيهي يحمل اتهاما دائما؛ أننا -معشر الثوار-قد "ودينا البلد في داهية"، وأن الشعب المصري عبارة عن -لا مؤاخذة- قطيع خراف يهوى أن "يزيط في الزيطة" ويقفز لأية تظاهرة! هذا فضلا عن صديقة عزيزة توزع دائما الأمنيات الرقيقة أن يذهب وائل غنيم ومن على شاكلته -نحن- في ستين داهية؛ باعتبارنا مخربين ومفسدين، ماذا عن صديقي الثالث الذي قال لي بالحرف يوم التنحي" ها.. خلاص ارتحتوا؟ سلمتوها للعسكر؟ ها.. هنقدر بقى ننزل شغلنا، ولا بتوع التحرير هيفضلوا قاعدين لنا معطلينا؟" (بالمناسبة، هذا الأخير يسكن ويعمل في الإسكندرية، ولم أعلم أن حماسه لقيادة السيارات يصل به لحد الذهاب من منزله لعمله مرورا بالتحرير في القاهرة!). هؤلاء يصفهم الكاتب الجميل عمر طاهر أنهم "ماتعزموش في الفرح"؛ وهو ما يجعلهم يسعون دائما لتقطيع "القطط الفطسانة" في الثورة، وينصح عمر طاهر أن يُترَكوا وشأنهم ولا يُفتَح أمامهم موضوع الثورة. ما بال هؤلاء القوم؟ لا منهم ولا كفاية شرهم؟ لو كانوا يعترضون على الثورة فهذا حقهم، ونحن الآن في بلد ديمقراطي يحترم الأقليات؛ ولكن يجب ألا يستفزوا مشاعر من ثاروا ودفعوا ثمن الحرية -التي تستمتع بها تلك الأقلية أيضا- من أرواحهم وأرواح أحباءهم وأمنهم ومالهم ووقتهم وجهدهم، وكفى بكل من هؤلاء الساخطين على الثورة أن الواحد منهم يستمتع بحرية لم يدفع فاتورتها، ويمشي آمنا من أن تهوي على قفاه كف مخبر لا يستطيع فَك الخط ل"يمرمطه" ويتلذذ بإذلاله لتفريغ عقد نقصه! بالمناسبة.. أرجو أن يقع أحد هؤلاء في شر أعماله؛ فيتطاول على الثوار أمام أم أو أب أو أخ أو صديق لشهيد؛ لأن أحد هؤلاء لو ضربه بالحذاء على رأسه عندها فلن يلومه أحد.. ثمة فارق واضح بين الاعتراض المهذب على الثورة وبين الإساءة لها بمن فيها من ثوار وأبطال وشهداء ومتعاطفين؛ بل ولقد بلغ الأمر بأحد المشايخ أن أخرج فتوى بأن من ماتوا في الثورة ليسوا بشهداء لأنهم -على حد قوله- خوارج على ولي الأمر، طبعا سأحترم كونك فتاة وأعفيكِ من ردة فعلي على هذه الفتوى. حتى لا أطيل عليكِ؛ لو أن علاقتك بصديقتك تعكرها أحاديث الثورة فنصيحة "بلاش منها" أقصد الأحاديث لا صديقتك، وعليكِ مصارحتها بهذا لتريحي نفسك وتريحيها، أما لو كانت هي تتعمد اللف والدوران لتفتح تلك الأحاديث وتستفزك؛ فهنا أيضا "بلاش منها"، وهذه المرة أنا أتحدث عن صديقتك! أجل.. فمن لا يحترم مشاعر أقرب صديق له ولا يراعي قناعاته وما يؤمن به، ليس بصديق. فكري في كلامي هذا، وإن أقنعكِ فبادري فورا بمصارحة صديقتك بما تكرهين؛ فإما أن تعتدل في معاملتك أو أن يعني إصرارها أن سعادتها الطفولية بإغاظتك أهم عندها منكِ، وهنا لا أرى لكِ أن تبقي على صداقتك معها. تحياتي لكِ، ولكل من يغضب للحق.