بأقل مجهود وفي مباراة لا ترقى لمستوى أي من الفريقين؛ تغلب برشلونة الإسباني على السد القطري بأربعة أهداف نظيفة اليوم (الخميس) في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم للأندية المُقامة حاليا في اليابان. وحجز برشلونة -بطل أوروبا- بجدارة مكانه في المباراة النهائية للبطولة، والتي يلتقي فيها سانتوس البرازيلي بطل أمريكا الجنوبية يوم الأحد المقبل. وفي المقابل، تبدّد أمل السد في تفجير مفاجأة جديدة وبلوغ المباراة النهائية؛ حيث خسر البطل الآسيوي لقاء اليوم؛ ليتركز أمله على الفوز بالمركز الثالث الذي يتنافس عليه مع كاشيوا ريسول الياباني في مباراة أخرى يوم الأحد المقبل. وحسم برشلونة المباراة بشكل كبير في شوطها الأول بهدفين سجلهما البرازيلي أدريانو كوريا في الدقيقتين 25 و 43، ثم أضاف زميله المالي سيدو كيتا الهدف الثالث في الدقيقة 64 قبل أن يختتم البديل ماكسويل التسجيل في اللقاء بالهدف الرابع في الدقيقة 81. وأراح المدرب جوسيب جوارديولا -المدير الفني لبرشلونة- أكثر من لاعب أساسي مثل: المدافع جيرارد بيكيه، ولاعب خط الوسط تشافي هيرنانديز صانع ألعاب الفريق، إضافة إلى المهاجم التشيلي أليكسيس سانشيز؛ الذي بدأ المباراة على مقاعد البدلاء وشارك لبعض الوقت في وسط المباراة؛ لإصابة ديفيد فيا قبل أن يستبدل في النصف الثاني من الشوط الثاني. وأكد التشخيص المبدئي لفيا إصابته في قصبة الساق اليسرى؛ ليتأكد غيابه عن برشلونة في الفترة المقبلة بما في ذلك المباراة النهائية للبطولة. وبدا أن برشلونة يدخر الجزء الأكبر من جهده للمباراة النهائية؛ التي يسعى من خلالها إلى أن يصبح أول فريق يتوج باللقب مرتين؛ حيث سبق له الفوز باللقب في عام 2009 بالتغلب على استوديانتس الأرجنتيني في المباراة النهائية. ويشارك برشلونة في البطولة للمرة الثالثة؛ حيث سبق له أن خسر أمام انترناسيونال البرازيلي في نهائي البطولة عام 2006. بينما يأمل سانتوس في الفوز باللقب في أول مشاركة له بالبطولة بنظامها الحالي كما يسعى لإعادة اللقب إلى فرق أمريكا الجنوبية بعدما سيطرت عليها فرق أوروبا في السنوات الأربع الماضية. وقدّم برشلونة عرضا متوسط المستوى على مدار الشوط الأول؛ حيث بدا الفريق متأثرا بطولة رحلة السفر من ناحية، وبالجهد الكبير الذي بذله في لقاء القمة (الكلاسيكو) أمام ريال مدريد بالدوري الإسباني يوم السبت الماضي. وبالرغم من ذلك؛ فقد فرض الفريق الكتالوني سيطرته على مجريات اللعب منذ البداية، وحاصر السد في منتصف ملعبه، بينما عمد الفريق القطري إلى الدفاع في مواجهة خبرة برشلونة. ونجح فريق السد بالفعل في الصمود على مدار الربع ساعة الأول من المباراة؛ حيث تصدى دفاعه المُتكتّل لجميع محاولات الأرجنتيني ليونيل ميسي وديفيد فيا وبدرو وغيرهم من لاعبي برشلونة لاختراق منطقة جزاء السد الذي لم يشن أي هجمة في هذه الفترة. وفي الدقيقة 18، سنحت الفرصة الذهبية أمام ديفيد فيا عندما وصلت إليه الكرة خلف دفاع السد، فهيأها لنفسه بهدوء شديد؛ ولكنه سدّدها ضعيفة في يد الحارس. وسنحت فرصة أخرى لبرشلونة في الدقيقة 21 من هجمة سريعة مرّر على إثرها بيدرو الكرة إلى ميسي في الناحية اليسرى؛ حيث لعبها ميسي عرضية؛ لتصل إلى فيا على بعد خطوتين من المرمى وظهره إلى المرمى؛ ولكنه تباطأ في اتخاذ القرار ثم حاول تمرير الكرة إلى زملائه، ولكن دفاع السد تدخل في الوقت المناسب. وفي الدقيقة 25، استغل برشلونة خطأ مشترك بين دفاع وحارس مرمى السد وسجّل هدف التقدم عن طريق اللاعب البرازيلي أدريانو كوريا إثر تمريرة عرضية لعبها بدرو من الناحية اليسرى، وحاول المدافع نادر بلحاج إعادتها إلى زميله محمد صقر -حارس مرمى السد- ولكن أدريانو ضغط عليهما ليثير ارتباكهما؛ حيث اصطدمت الكرة بقدمه وارتدت إلى داخل الشباك. وبعد سلسلة من المحاولات المتبادلة بين الفريقين، وإن كانت أكثرها لبرشلونة، سجّل ديفيد فيا هدفا في الدقيقة 34 ألغاه الحكم بدعوى التسلل. وفي الدقيقة التالية، وصلت الكرة من تمريرة طويلة عالية إلى فيا وسط اثنين من مدافعي السد؛ ليحاول تسديدها إلى داخل الشباك، ولكنها ذهبت في يد الحارس، بينما سقط فيا مصابا وخرج من الملعب لتلقي العلاج. وكاد السد يحرز هدف التعادل في الدقيقة 38 عقب تمريرة عالية كانت في طريقها إلى خلفان إبراهيم خلفان؛ ولكن خافيير ماسكيرانو أبعد الكرة برأسه في الوقت المناسب. واضطر المدرب جوسيب جوارديولا -المدير الفني لبرشلونة- إلى الدفع بمهاجمه التشيلي أليكسيس سانشيز في الدقيقة 39 بدلا من فيا للإصابة. وسجل أدريانو الهدف الثاني له ولبرشلونة في الدقيقة 43 إثر هجمة منظمة مرر على إثرها بيدرو الكرة لأدريانو على حدود منطقة الجزاء؛ ليسددها بيسراه في الزاوية البعيدة إلى داخل شباك السد من تحت اليد اليمنى لمحمد صقر، حارس المرمى. وأثار الهدف حفيظة فريق السد فتخلى عن تراجعه الدفاعي، وبدأ في تكثيف هجومه باتجاه مرمى برشلونة. وسنحت فرصة ذهبية للسد في الدقيقة 44 عندما تلقى عبد القادر كيتا تمريرة عالية تخلص بها من اللاعب الفرنسي إيريك أبيدال، وانطلق بها في اتجاه المرمى، وحاول ماسكيرانو إبعاد الكرة من أمامه دون جدوى؛ ولكن كيتا فشل في استغلال الفرصة، وأطاح بالكرة عاليا تحت ضغط من أبيدال الذي عاد لمطاردته. وفي الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، حصل مهاجم السد الآخر مامادو نيانج على ضربة حرة على حدود منطقة الجزاء إثر هجمة سريعة لجأ فيها ماسكيرانو لإعاقته، ومنع انفراده بحارس مرمى برشلونة فيكتور فالديز. وسدّد نيانج الضربة الحرة؛ ولكنها ارتطمت بالحائط البشري الدفاعي لتضيع فرصة أخرى لتقليص النتيجة. ولم يختلف الحال كثيرا في الشوط الثاني؛ حيث بدأه برشلونة بمحاولاته الهجومية أيضا، وبعد أقل من دقيقتين على بداية هذا الشوط طالب سانشيز بضربة جزاء؛ مدعيا تعرضه للعرقلة داخل منطقة الجزاء؛ ولكن الحكم أشار باستمرار اللعب مشيرا إلى عدم وجود خطأ. وأفلت ميسي من الحصول على إنذار في الدقيقة 51 إثر كرة عرضية هيأها بيده على أمل تسديدها بعد ذلك إلى داخل الشباك؛ ولكن الحكم أطلق صفارته محتسبا الخطأ ضد ميسي. وشنّ أندريس إنييستا هجمة أخرى لبرشلونة في الدقيقة 54 مراوغا دفاع السد في الناحية اليسرى، ثم مرر الكرة لأدريانو الذي مررها بدوره إلى ميسي الذي سدد الكرة من حدود منطقة الجزاء؛ ولكنها مرّت بجوار القائم مباشرة. وواصل برشلونة ضغطه الهجومي وسدد ميسي ضربة حرة في الدقيقة 63 تصدى لها حارس المرمى، وأبعدها إلى ركنية استغلها برشلونة لبناء هجمة منظمة جاء منها الهدف الثالث في الدقيقة 64. وجاء الهدف عقب تمريرة بينية رائعة من ميسي لزميله المالي سيدو كيتا؛ الذي لعبها ببراعة إلى داخل الشباك ليضاعف من صعوبة اللقاء على السد. وتصدى القائم لهدف آخر لبرشلونة في الدقيقة 65 إثر هجمة سريعة انفرد على إثرها ميسي، وتخلص من الحارس الذي خرج لملاقاته؛ ولكنه لعب الكرة خلفية مزدوجة بعد ارتطامها بالحارس لترتد تسديدة ميسي من القائم ويشتتها الدفاع. وواصل برشلونة هجومه بحثا عن مزيد من الأهداف وتحقق له ما أراد في الدقيقة 81 بهدف من صناعة البدلاء؛ حيث مرر تياجو ألكانتارا كرة بينية متقنة إلى زميله البديل البرازيلي ماكسويل الذي أودعها الشباك دون عناء. وهدأ إيقاع اللعب بعد هذا الهدف؛ لينتهي اللقاء بفوز كبير لبرشلونة استعدادا للمباراة النهائية.