السلام عليكم.. أنا عندي 25 سنة، وكنت مخطوبة لواحد شفته على النت؛ لأنه مسافر أمريكا بقاله 13 سنة، وهو أكبر منّي ب12 سنة، وأقل مني في التعليم؛ هو معاه دبلوم صناعي، وأنا معايا دراسات عليا، مامته شافتني وكلّمته، وشفنا بعض على النت، وبعدها اتخطبنا. هو الأول كان بيكلّمني كويس وكان مهتم بي، وبعد 4 شهور من الخطوبة اهتمامه يكاد يكون منعدم، ولمّا كنت باسأله ليه؟؟ كان بيقول لي إن عنده شغل كتير وغصب عنه. مرة قلت له: "أنت بتحبّني؟!!"، قال لي: "السؤال ده مش هاقدر أجاوبك عليه، لمّا نكون في بيت مع بعض هابقى أقول لك"!! أنا تعبت من معاملته لي، وبالتالي طبيعي معاملتي تتغيّر معاه، هو كان دايما بيقول لي: "أنا إزاي هاعيش في مصر، وإزاي هاقدر أتعامل مع الناس؟!"، ولما كنت باقول له: "ليه؟"، كان بيقول لي: "لأن عقليتهم غير عقليتي، واهتماماتهم غير اهتماماتي، وأنتم لازم تساعدوني أتأقلم على الوضع في مصر"؛ ولكن كنت باحس بخوف، وباحس إنه ممكن يتعامل معايا وحش. حصل إني في مرة رحت فرح، ولما رجعت من الفرح كنت باحكي له عليه، وباقول له إن كان فيه ضباط ومستشارين، ولكن هو أخد الموضوع بحساسية، وقال لأخته: "هي بتقول لي كده ليه؛ علشان أنا ماكملتش تعليمي"، ولكن ماكانش قصدي إني أجرحه، بالعكس مش باحس إن بيني وبينه فَرق في التعليم، وكل ما نتخانق أنا دايما اللي باروح وأصالحه. أنا تعبت وكلمت ماماته وقلت لها: "مش عايزة أكمل مع ابنك"، وقلت لها على الأسباب اللي أنا ذكرتها؛ ولكن هو مافكّرش حتى إنه يتصل بي خالص، ولكن حسيت إني بحبه، فجيت على نفسي وكلمته؛ ولكن ماردش عليّ وحوّلني للبريد الصوتي، وكلّمته كتير، وكل مرة برضه يحوّلني للبريد الصوتي، فبعت له رسالة على الإميل إني كلّمته، وبرضه ماردش عليّ وقفل الإميل بتاعه، كلمته من رقم غريب أول ما عرف إني أنا اللي باكلمه من صوتي قفل السكة في وشي، وبعت له رسالة صوتية قلت له عيب تقفل السكة في وشي، وهابعت لك شَبْكِتك. أنا حزينة.. هو عمل كده علشان مابيحبنيش، ولا أنا جرحته؟! ودلوقتي اتقدّم لي شاب محترم وعلى قدر من الالتزام، واضطريت أوافق؛ ولكن ساعات باحس إني متقبّلة العريس الجديد ده وساعات لأ، وفرحي بعد ثلاثة شهور.. مش عارفة أعمل إيه؟؟ وخايفة أتجوّزه ماحبهوش وأبقى ظلمته. M.A صديقتي العزيزة.. تعجّبت جدا من بداية قصتك، ومع كل كلمة كان يزداد تعجّبي من قصة يتضح في كل جوانبها أنها ستؤلمك أنتِ، وأنها لن تكون موفّقة بأي حال من الأحوال، ونحمد الله على أنه هو الذي اتخذ هذه الخطوة حتى تبدئي في حياتك بطريقة تناسبك وتسعدك. فهذا الشخص كان بينكِ وبينه فجوة كبيرة جدا في التعليم كانت ستظهر لكِ فيما بعدُ، وكنتِ ستعانينها مع أبنائك، ونحمد الله أنه أظهر حساسيته تجاه هذا الموضوع، ولم يستطِع تحمّله الآن بدلا من إظهار ذلك بعدما تكونين قد تورّطت في الزواج. وإن كان في بعض الحالات الشاذة تكون فيها شخصية الزوجين الناضجة والمحتوية حماية من الإحساس بهذه الفجوة؛ إلا أن الغالب أن تظهر تلك الحساسيات، إضافة إلى أن الرجل يُضايقه الشعور بتفوّق المرأة عليه، فإذا كانت الزوجة قد تتضايق وتشعر بالنقص إذا كان زوجها أعلى منها في المستوى بشكل واضح؛ فما بالك بالزوج.. كيف سيشعر، وكيف سيُحلّل كل كلمة وكل فعل وتصرّف على أنه انتقاص من شأنه. كما أنه من خلال رسالتك يتضح أن هذا الشخص قد تأثّر بالحياة في أمريكا، وكنتِ ستعانين معه إذا كنت تحبين أن تعيشي وسط أهلك وفي بلدك؛ لأنه من الواضح أنه يريدك أن تتحمّلي أنت عبء العلاقة والاحتواء دون أن يكون له أي دور فيها؛ فأنت التي تصالحينه عندما يغضب، وأنتِ التي عليك أن تؤقلميه على الوضع في بلده، وربما كان غير متحمّسا للزواج ووالدته هي التي ترغب في تزويجه وربطه في بلده؛ لذا كان الموضوع يتحمّله جانب واحد فقط هو أنت. وعلى الرغم من أن مشاعرك قد تغيّرت فعليا ناحيته؛ فإنك لم تستطيعي تحمّل فكرة أن يبتعد عنكِ هو، أو أن تنهي الموضوع بشجاعة؛ وذلك لأن الفتاة بطبيعتها ترغب في أن تعيش بمشاعرها لفترة أطول حتى بعد انتهاء الموضوع، ويصعب على بعض الشخصيات تلك المرحلة الانتقالية والألم الذي ينتج عن الفراغ الذي تركته العلاقة؛ حتى إن كانت سيئة ومعذبة. عزيزتي.. لا تحمّلي نفسكِ فوق طاقتها، ولا تُفكّري لماذا ابتعد عنكِ؛ لأنه في النهاية لا يستحقك، واحمدي الله على ابتعاده عنك، ويكفيك مواقفه التي تدلّ على قلة إحساسه بك عندما يجرحك بتلك الطريقة التي تدلّ على قلة الاحترام؛ فإن كان لا بد وأن يبتعد عنك كان بإمكانه أن يفعل ذلك بطريقة محترمة، لكنه فعلها بطريقة تنمّ عن شخصيته التي لم يكن من الممكن لكِ أن تتحمّليها فيما بعدُ؛ لذا ضعي في بالك دوما أن الاحترام المتبادل هو شرط أساسي للحفاظ على الحب. وأنتِ الآن عزيزتي في حاجة إلى مرحلة نقاهة لمشاعرك، تستعيدين توازنك فيها، وتحددين مواصفات سليمة يمكنك فيها قبول الشخص الذي أمامك زوجا بالمعنى الحقيقي لكلمة زوج؛ محتويا لمشاعرك، مناسبا لك، ومتوافقا معك، والاهتمام متبادل بينك وبينه وليس من جهة واحدة فقط. أبعدي عن تفكيرك تماما الشخص الماضي؛ لأنكِ لن تكوني سعيدة معه حتى وإن تخيلت ذلك الآن، تذكّري كل معاناتك معه ثم فكّري في مستقبلك وحياتك، وأنت الآن قد ارتبطتِ بشخص يستحقّ أن يأخذ كل تفكيرك، ابتعدي تماما عن المقارنة بينه وبين السابق وعن الذكريات الماضية.. انظري إلى مواصفات شريك حياتك الحالية التي جعلتك توافقين عليه، فكّري فيه بطريقة رومانسية.. وتذكّري مواقفه الرجولية معكِ.. تخيّلي أن خطيبك قد أصيب بمكروه أو ابتعد عنك أو تغيّر معك ماذا سيكون شعورك؟ يُمكنك أن تطلبي فترة ابتعاد لتجددي الأشواق، ولتشعري أنك تشتاقين إليه، وراقبي مشاعرك في هذه الفترة؛ فالإنسان دائما ما يحبّ ما فُقِد حتى وإن كان لا يستحق، ولا يهتمّ بما يملك فعلا حتى إذا فَقَده؛ علما بأنه يستحق. مع تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق،،،