أعربت جماعة الإخوان المسلمين مساء أمس (الجمعة) عن شكرها وتقديرها ل"الثقة الغالية" التي منحها لها شعب مصر في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب؛ مشيدة بدماء الشهداء والمصابين في ثورة 25 يناير التي مهّدت الطريق للوصول إلى هذه النتيجة. ووفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط فقد قالت الجماعة في بيان لها عقب إعلان النتائج الرسمية للمرحلة الأولى من الانتخابات مساء أمس: "إننا نسجد شكرا لله تعالى على نعمة الحرية التي بات الشعب المصري يستنشق عبيرها ونسائمها، ونسأله تعالى أن يتغمد شهداء ثورتنا المباركة في 25 يناير وما بعدها بواسع رحمته وجزيل عطائه، وأن يشفي مصابيها، وأن يعوّض أهاليهم خير العوض والجزاء؛ فهم الذين مهدوا لنا هذه الطريق بتضحياتهم الغالية". وأضاف: "إذا كنا قد توجهنا بالشكر للشعب المصري -في بيان سابق- على المشهد الحضاري الذي تجلّى في أفواجه المتدفقة على مراكز الاقتراع والوقوف صفوفا طويلة لساعات طويلة للإدلاء بصوته في اختيار نوابه وممارسة حريته وتطبيق سيادته وديمقراطيته؛ فإننا اليوم نتوجه له بشكر مضاعف لما طوّق به أعناقنا من ثقة نعتز بها، وفي ذات الوقت نستشعر ثقلها وعِظَم أمانتها، نسأل الله تعالى أن نكون أهلا لها، وأن يوفقنا لخدمة وطننا وأهلنا. كما أعربت الجماعة عن أملها في أن يوفقها الله للتعاون مع كل المخلصين لهذا الشعب والوطن على إنقاذ البلاد مما آلت إليه الأحوال، وأن يُعينها معهم على النهوض والتقدم والرقي بمصرنا الحبيبة إلى الوضع اللائق بها على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي، كما تقدمت الجماعة بالشكر لكل من أسهم في إنجاح العملية الانتخابية إدارة وتأمينا. ودعا البيان جميع المصريين أن يجعلوا المرحلتين الثانية والثالثة من الانتخابات أروع وأفضل من المرحلة الأولى، وأن يتم تفادي السلبيات القليلة التي شابت المرحلة السابقة؛ حتى تخرج الانتخابات أقرب إلى المثالية بما يُبهر العالم بحضارة الشعب المصري مثلما أبهرته ثورته المجيدة في 25 يناير 2011؛ مؤكدة احترام إرادة الشعب ورضاها باختياره أيا كان؛ "لأن هذا مقتضى الديمقراطية التي ندعو إليها ونلتزم بها". كما دعت الجميع -ممن وصفتهم بأنهم ينتسبون كلهم للديمقراطية- إلى أن يحترموا إرادة الشعب، وأن يرضوا باختياره، ومن لم يوفّق هذه المرة للحصول على ما يريد؛ فليجتهد في خدمة الشعب حتى يحظى بتأييده في المرات القادمة؛ مؤكدة أن جماعة الإخوان المسلمين تنظر إلى العمل السياسي على أنه تنافس في خدمة الشعب وليس صراعا على المقاعد والمكاسب. وخلصت إلى القول: "إنه بناء على هذه الرؤية؛ فإنه لا بد أن يكون التنافس شريفا تحكمه المبادئ والأخلاق في الكلام والتصريحات والمواقف الدعايات، والإعلام والأخبار؛ فذلك أدعى لرضى الله، ومصلحة الشعب، وتحقيق السلام النفسي، وتوفير المناخ للوفاق الوطني من أجل الصالح العام".