حينما تشعر بالعزة والفخر وسطهم.. وحينما يجتمع الضحك مع البكاء وأنت تنظر إليهم.. وحينما تدعو بأن يحفظهم الله لمصر ويحفظ مصر بهم.. فأنت أمام جنود قواتنا المسلحة. ولكن،،،
كل هذه العزة وأرضنا -اليوم (الجمعة) 5 أكتوبر 1973- ما زالت محتلة.. كل هذا الفخر واليهود يعيثون بسيناء فسادًا.. فمتى يستجيب الله الدعاء ويندحر الاحتلال على أيدي قواتنا المسلحة؟؟؟
وفي إسرائيل يجتمع موشي دايان –وزير الدفاع- لبحث أسباب ترحيل رعايا روسيا من مصر.. هل سيشنّ المصريون حربًا ضد إسرائيل؟ أم هي مجرد توترات في العلاقات المصرية الروسية؟!!
هذه مجرد شدة أعصاب بين مصر وروسيا.. هكذا حلل الجنرال ديفيد بن إليعازر –رئيس أركان حرب الجيش الإسرائيلي- حيث يرى أن روسيا هي التي سحبت رعاياها من مصر؛ لأنها تتشكك في أن تشن إسرائيل هجوما مسلحا واسعا على مصر، ولكن على الرغم من ذلك -يضيف بن إليعازر- سنقوم بإلغاء الإجازات في الجيش الإسرائيلي.. وخاصة إجازات ضباط وجنود سلاح الطيران.
ووصل الأمر في إسرائيل إلى أنها طلبت من الولاياتالمتحدةالأمريكية طمأنة كل من مصر وسوريا، بأن إسرائيل لا تنوي القيام بهجوم عسكري على مصر!
وفي المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية كان الوضع مختلفًا... يبدأ الهجوم غدًا على بركة الله...
أصدر الرئيس محمد أنور السادات -رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة- قرارًا بإزالة الجمود العسكري، وكسر وقف إطلاق النار، ابتداء من يوم 6 أكتوبر 1973، وتكبيد العدو الإسرائيلي أكبر خسائر ممكنة في الأفراد والأسلحة والمعدات، والعمل على تحرير الأرض المحتلة على مراحل متتالية حسب قدرات وإمكانيات القوات المسلحة المصرية.. على بركة الله.. "قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان".
تشن قواتنا المسلحة غدًا (السبت) عملية عسكرية موسعة وفقًا لقدراتها العسكرية، ويتم التنسيق مع القوات السورية لتشنّ من جانبها هجومًا عسكريًا واسعًا لتحرير هضبة الجولان السورية المحتلة.
ولمزيد من الخداع والتمويه كلف السادات الدكتور محمد حسن الزيات -وزير الخارجية- بالتوجه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للقاء نظيره هنري كيسينجر؛ لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والتأكيد على أن مصر تقرّ السلام، وتسعى للتوصل إلى حل بعيد عن الحرب وويلاتها، وما تجره من تدمير وانهيار واستنزاف عسكري، وحاول الزيات توصيل صورة لمصر تدل على أنها مستمرة في مباحثات السلام.
وكان السادات يتخوف من أن تقوم إسرائيل -بمساعدة أمريكا- بضربة إجهاضية للطيران المصري، وبالفعل كان موشي دايان قد قدّم طالبًا لجولدا مائير -رئيسة وزراء إسرائيل- للقيام بضرب سلاح الطيران المصري؛ لإحداث شلل به يُعجزه عن الإقدام على شن أي هجوم عسكري على سيناء، ولكن لم توافق جولدا مائير على ذلك؛ لأنها لم تكن تريد أن تكون هي البادئة بالهجوم، وأيضًا لأنها كانت على يقين من أن القوات المسلحة المصرية لن تقوم بشن أي عملية عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي أبدًا.. أبدًا..
وحلّ الظلام.. وقبل أن ينتهي يوم الخامس من أكتوبر وجدت جولدا مائير من يريد تحطيم باب مكتبها من شدة الطرق عليه، فصاحت على الفور: ادخل.. فإذ به رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يتحدث بلهفة: سيدتي رئيسة الوزراء.. فيه معلومات بأن الطيران المصري هيهجم على سيناء بكره.. نعمل إيه؟ فترد جولدا مائير في استهتار: المصريين.. ده مستحيل!
غدًا: المفاجأة.. البيان رقم 7 من القيادة العامة للقوات المسلحة
إقرأ أيضا: عندما رُفعت الأقلام ووُزّعت الأعلام وقُضي أمر سيناء الذي فيه تستفتيان قبل الحرب ب3 أيام.. افتعال الحزن والانكسار وجيش إسرائيل الجبار عندما كانت النمسا جزءا من خطة الخداع الاستراتيجي ضد إسرائيل في حرب أكتوبر حتى لو نطق أبو الهول وتحرّكت الأهرامات.. لن يُحارب السادات!!