خلال الكلمة التي ألقاها الرئيس (مبارك) أمام مجلسي الشعب والشورى بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية، أمس السبت، وجّه (مبارك) تحذيراً من تدخّل إيران في الشأن العربي، والتشديد على تصدي مصر لزعزعة الاستقرار في المنطقة؛ حماية لأمن مصر القومي المتصل بأمن الخليج. مناورات لحماية المنشآت وكانت تصريحات الرئيس المصري قد تزامنت مع الإعلان عن مناورات مشتركة بين قوات الدفاع الجوي وحرس الثورة الإسلامية تبدأ اليوم (الأحد)، تهدف إلى حماية المنشآت النووية الإيرانية.
هذه المناورات التي تغطي منطقة تصل مساحتها إلى 600 ألف كيلومتر مربع شمال وجنوب غرب إيران وأجزاء من جنوب ووسط إيران، تشارك فيها معظم وحدات الدفاع الجوي والقواعد الجوية ستشارك على أساس التقسيم الافتراضي لبلدين أحدهما مدافع والثاني مهاجم، وتتضمن هجوما جوياً وصاروخياً من قبل العدو المفترض على المناطق الحساسة وانطلاق الدفاعات الجوية للبلد المدافع.
وقال مسئول عسكري إيراني إنه سيتم استخدام شبكات صاروخية جديدة وحديثة في هذه المناورات، وسيجري تقييمها بما في ذلك "صواريخ إس 300 المتطورة التي تمتلك إيران القدرة على إنتاجها"، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن رجل الدين (مجتبي ذو النور) قوله: "إذا أراد العدو أن يجرّب حظه العاثر في إيران وقبل أن يستقر التراب من صواريخه في هذا البلد فإن الصواريخ الإيرانية ستسقط في قلب تل أبيب".
و(ذو النور) يشغل منصب نائب ممثل الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي في الحرس الثوري الذي سيُجري التدريبات الدفاعية مع القوات المسلحة النظامية.
ونظل مع الملف النووي الإيراني، حيث تم عقد اجتماع بين وزير الخارجية التركي (أحمد داوود أوغلو) مع الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد)، يوم الجمعة الماضي بعد رفض إيران القبول بمسودة اتفاق فيينا.
وتقضي هذه المسودة أن ترسل إيران 75% من اليورانيوم الخاص بها إلى الخارج لتخصيبه، بينما تحصل هي على وقود نووي لتشغيل مفاعل ينتج النظائر المشعة لعلاج السرطان. ودور (تركيا) كوسيط ينال ثقة الإيرانيين والمجتمع الدولي، يعتمد على تخزين اليورانيوم الإيراني في أراضيها لحين استلام إيران الوقود النووي من الخارج.
وكان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قد أعرب أن بلاده لن تغلق نافذة الحوار مع طهران في الفترة الحالية، كما أكد مسئول بالاتحاد الأوروبي أن الاجتماع الذي ضم الدول الخمس دائمة العضوية بالإضافة إلى ألمانيا حول الملف النووي الإيراني، لم يتطرق إلى مسألة تشديد أو فرض عقوبات جديدة على إيران.
أكد مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية في مقابلة مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية، أن طهران مستعدة لتخصيب اليورانيوم الذي تملكه بنفسها، مكررا رغبة بلاده في إجراء مفاوضات. وقال سلطانية للمجلة الألمانية: لن نقبل ابتزاز مشكلتنا مع الوقود إذا لم يساعدنا الغرب، سنكون مجبرين على أن نخصّب ما لدينا من يورانيوم بأنفسنا". وأكد أن إيران في حاجة ماسة إلى كمية أكبر من الوقود لاستخدامه في مفاعل طهران، لافتا إلى أن 200 مستشفى يعول عليه، لكن سلطانية تدارك أن بلاده مستعدة "لمفاوضات جديدة تتناول الخطوات الملموسة" لتبادل اليورانيوم. وكانت إيران أعلنت الأربعاء الماضي رفضها نقل اليورانيوم الضعيف التخصيب الذي تملكه إلى الخارج، داعية إلى عقد اجتماع جديد في فيينا مع الدول الكبرى. وقضية تخصيب اليورانيوم هي في صلب اختبار القوة بين إيران والدول الست الكبرى المعنية بالتفاوض معها "ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا" والتي تتهم طهران بالسعي إلى استخدام اليورانيوم لأغراض عسكرية. ويتيح نقل اليورانيوم الضعيف التخصيب إلى الخارج احتواء القلق الدولي حيال البرنامج النووي الإيراني انطلاقا من ممارسة رقابة أكبر على المخزون الإيراني.
وما يجري داخل إيران: أبرز ما يدور في الداخل الإيراني، هو الحكم بالسجن على الزعيم الإصلاحي البارز ونائب الرئيس الأسبق (محمد علي أبطحي) لمدة ست سنوات، وذلك على خلفية التظاهرات التي اندلعت احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها (نجاد) في شهر يونيو الماضي.
أبطحي الذي كان نائبا للرئيس في الفترة من عام 1997 حتى عام 2005 أثناء فترة رئاسة محمد خاتمي هو أبرز إصلاحي يصدر عليه حكم بالسجن حتى الآن من بين عشرات الإصلاحيين البارزين الذين ألقي القبض عليهم بعد الانتخابات واتّهم بإثارة الاحتجاجات والاضطرابات التي اندلعت في الشوارع.
طالب رئيس حزب سياسي إيراني محافظ يوم السبت بمحاكمة مير حسين موسوي الزعيم الإيراني المعارض بتهمة "البهتان" بادّعائه تزوير انتخابات الرئاسة الإيرانية التي أجريت في يونيو حزيران الماضي والمتنازع عليها. وأي إجراء قانوني ضد موسوي الذي تعهد بالسعي إلى إصلاحات سياسية في الجمهورية الإسلامية قد يدفع مؤيديه لتنظيم مظاهرات في الشوارع من جديد.
ويقول موسوي وشخصيات أُخرى من المعارضة إنه جرى التلاعب في الانتخابات التي أُجريت في يونيو حزيران الماضي لضمان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد. وترفض السلطات الإيرانية الاتهام ووصفت المظاهرات التي خرجت بعد الانتخابات بأنها مدعومة من الخارج.
وعزّز الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي فوز أحمدي نجاد وقال إن التشكيك في الانتخابات جريمة.
ونقلاً عن صحيفة الوطن السعودية وتابعت: "وفي طهران هاجم خطيب الجمعة كاظم صديقي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح واصفاً إياه بصدام رقم 2 في المنطقة، ومتهماً إياه بقتل الحوثيين في صعدة. عن مصادر متعددة