سؤال يطرح نفسه يوميًا عندما نرى الشباب والفتيات جنبًا إلى جنب وقد أصبح هذا المشهد هو المشهد السائد في كل شوارعنا صباحًا أو مساءً فلا يهم التوقيت فقد أصبح ليل القاهرة كنهارها وخاصة على الكورنيش، وياسلام على كوبري قصر النيل، ولو حبيت تعدي على المعادي هتلاقي كل اللي نفسك فيه, ولو خدتك الشهامة وحاولت تتكلم مع شاب أو فتاة منهم، هتلاقي الرد جاهز "أحنا بنحب بعض" ولما تقولهم "طب وأخرة الحب ده إيه؟ "يقولو لك "طبعًا هنتجوز بس لما نفهم بعض كويس ونتأكد أننا بنحب بعض ساعتها هنقرر، وعلى فكرة أحنا مش بنعمل حاجة غلط" وتيجي تسأل البنت بابا وماما عارفين أنتي فين ومع مين، تقول لك أنا مبخبيش حاجة عن ماما، ماما عارفة كل حاجة، ساعتها متلقيش كلام تقولو وكل الخطب اللي كنت محضرها تتمسح بأستيكة وتمشي من سكات وكأن أنت أللي من كوكب تاني وعايش في زمن قديم ومش قادر تفهم أن الدنيا أتغيرت. للأسف أنا فعلاً عرفت أن الدنيا اتغيرت، والزمن اتغير، والناس اتغيرت، وعادتنا الجميلة كمان اتغيرت. ومن هنا تبدأ رسالتي؛ فليس معني ما ذكرته أنني أقول أن الحب عيب، فالحب ليس عيبًا بل العيب فينا نحن، نحن من صنعنا من الحب عيبًا نخفيه؛ بل للأسف عيبًا نتباهى به في الطرقات، فأصبحت كلمة الحب على لسان كل الناس، وأصبح كل الناس بتحب بعضها، ولم يتوقف أحد ليفكر فيما يقول. فهم يقولون " أخرة الحب الزواج " وقد حكمواعلى أن تكون نهاية ما يسمونه حبًا بالزواج، ودا طبعًا إذا كنت متفائلة وأنتهى هذا الحب فعلاً بالزواج، ولكني نويت أن أكون متفائلة حتى أوصل فكرتي، فتعالوا معًا نرى كيف أصبحت نسب الطلاق في السنوات الأولى من الزواج وبين الشباب حديثي السن، فلقد أرتفعت بشكل مخيف نسب الفشل في الحياة الزوجية وخاصة في السنوات الأولى من الزواج، فهل كل هؤلاء الأزواج لم تكن تربطهم قصص حب قبل الزواج. انهم جعلوا نهاية حبهم في الزواج ، وأفرغوا كل شيء قبل الزواج ،وقالوا كل الكلام ، فلم يتبقى شيء لبعد الزواج ، فجاء كل شيء بعد الزواج بدون طعم ، فتاهت الكلمات، وجفت المشاعر، وملت الأرواح ،فلما لاتكون بداية الحب في الزواج. وليس معنى كلامي أن الحب ليس مهم قبل الزواج، بل هو عامل أساسي في بناء حياة سعيدة مستمرة, ولكنها المشاعر المعتدلة، الجميلة، العفيفة, بالحد المطلوب لتلك الفترة التي تسبق الزواج حتى تكون بداية لحياة صحيحة، تقوم على الإحترام المتبادل, وحرص الشاب على الفتاة التي ستكون شريكة له في الحياة، وأن يكون لها القدوة في كل فعل يقوم به حتى يظل في عينها هو الشخص الذي سيشاركها حياتها وستأمن على نفسها معه، وبذلك يكونا قد أساسا بداية لحياة صحيحة يملئها الحب وينمو معهم تدريجيًا كلما مر الوقت، ويكون هو الداعم لهم في حياتهم، فالحياة مليئة بالأعباء والمشكلات، والحب الحقيقي هو الذي يساعد على تخطي تلك العقبات. وأقول في النهاية لكل شاب وفتاة لا تجعلا نهاية الحب في الزواج، وليكن الزواج بداية للحب الجميل الراقي، الذي يحتفظ لكل طرف بحقوقه، وينمو معكما بالعشرة الطيبة والمعاملة الحسنة والإحترام المتبادل، حينها سيكون هذا هو الحب الذي يستحق أن تتباها به أمام العالم كله، ولا يخجل أحد عندما يراه ، بل فلنجعله مثلاً يتعلم منه من لم يعرف معنى الحب.