أنا عندي كذا مشكلة؛ أول مشكلة إن عندي حالة اكتئاب شديدة؛ بسبب زيادة وزني بشكل وحش جداً، ومش عارفة أخسّ خالص، والكل قال لي إنه حالة نفسية، وأنا تخنت بالشكل ده من ساعة ما سيبت خطيبي اللي كنت بحبه، ومريت بتجارب وفشلت، وبقيت مش عارفة أعمل إيه. تخنت وبقى شكلي وحش ونفسيتي متحطمة جداً؛ وخصوصاً إن آخر خطيب لي بيعايرني بتخني، وبيقول إنه سابني بسبب تخني، وبيشمت فيّ، وطبعاً ده كسرني، ومش مخليني حتى أخرج من باب البيت؛ مع إن عمري ما كنت كده.
وثاني مشكلة إني بحب إنسان كنت مخطوبة له، وسيبنا بعض بسبب أخته، وهو بيسمع كلامها، ومن يومها وأنا حصل لي التخن ده.. واتخطبت بعديه لاتنين؛ واحد كان بيعايرني، وواحد تاني أهله رافضين إنه يرتبط بي عشان اتخطبت بعديه؛ مع إنه أهانني كتير، وباعني من ساعة ما بقى معاه فلوس.
المشكلة إنه بيكلمني لحد دلوقتي وبيقول إنه بيحبني، وكل ما أقول له طيب يقطع الكلام معايا فترة، ويرجع يكلمني تاني، وأنا مش عارفة أعمل إيه عشان يبدأ ياخد أي خطوة جديّة، هو بيكلم ماما وأختي، وهو محبوب جداً عندنا.
مش عارفة أعمل حاجة.. أرجوكم ساعدوني.
ساسو
أتفق مع من قالوا لكِ إن زيادة وزنك سببها حالتك النفسية السيئة.. ولكن يا عزيزتي، لماذا تُحمّلين نفسك أكثر من طاقتها؟ أنت لستِ أول ولا آخر فتاة ترتبط أكثر من مرة، ثم تنفصل عمن ارتبطت به، ولا أعني بهذا أن أستهين بآلامك؛ لكني أريد أن أقول لكِ إن ما تعانينه عانته فتيات أخريات، ومع ذلك استمررن في الحياة بإصرار وقوة حتى نِلْنَ مكافأة الصبر.
ثم إن الضربة التي لا تقتل تزيد مَن أصابته قوة، وأنتِ تستطيعين أن تطبّقي على تجارب إخفاقك في الارتباط العاطفي مبدأ "الاستفادة من الأزمات" من خلال اعتبارها فُرَصاً لتعلّم كيفية اختيار شريك الحياة، والاستزادة من الخبرة في البشر وطبائعهم واختلافاتهم، وبهذا تكون فرصتك مستقبلاً -إن شاء الله- أفضل في الارتباط بمن ترضين حقاً عنه، وتتفق في الموافقة على زوج المستقبل أحكام كل من عقلك وقلبك.
أما عن تجاربك الثلاثة.. فانظري جيداً؛ فالأول -كما قلتِ- كان منقاداً لشقيقته؛ فهذا بلا شخصية، وليس مثله من يُرجَى رجلاً لبيتك، والثاني كان يُعايركِ بزيادة وزنك دون أدنى مراعاة لمشاعرك؛ فليس مثله من يُحزَن على فراقه، وأما الأخير؛ فأنتِ تقولين إنه متذبذب معكِ، وبصراحة أنا لست متفائلاً بشأنه؛ فهو سلبي ولا يمنحك سوى الكلام؛ حتى لو كان يتكلف الكثير مادياً لقاء هذا الكلام، ثم إنكِ تقولين إنه قد أهانك وتغيّر معكِ أكثر من مرة؛ فليس مثله من تبيتين في أمان إلى جواره.
رأيي يا عزيزتي أن حلّ مشكلتك بيدك, وهو أن تكسري تلك العزلة التي فرضتِها على نفسك، وتخرجي للحياة وتمارسيها بشجاعة، وأن تكوني على ثقة أن نصيبك سيأتيكِ إن عاجلاً أو آجلاً. فلتضعي إذن ثقتك بالله ثم بنفسك، ولتمارسي حياتك بشكل طبيعي.
أما بالنسبة لزيادة الوزن؛ فأنصحكِ أن تلجئي لأحد أطباء التغذية لتوجيهك لكيفية إنقاص وزنك بالشكل السليم؛ بحيث لا تحدث انتكاسة ويعود للازدياد مجدداً، ويمكنك كذلك استشارة طبيب نفسي لو وجدتِ أن زيادة الوزن راجعة لشراهة ناتجة بدورها عن التعرض لنوبات الإحباط والألم النفسي.. ونحن في "بص وطل" نرحب بتوجيهك لمن يستطيع مساعدتك؛ سواء في مجال التغذية أو الطب النفسي.
توكّلي على الله يا عزيزتي ونفّذي نصيحتي، ولن تندمي بإذن الله تعالى.. وفّقك الله تحياتي