بجد أنا بقالي فترة بادوّر على حل لأني كده من صغري، وباسمع كلام سخيف، وساعات خطيبي بيعلّق على كلامي، وهو إني وأنا باتكلم أتهته، ويا سلام وأنا متعصبة! مش باعرف أجمّع الكلام؛ وحتى وأنا هادية. بجد نفسي ألاقي حل لأني نفسياً باعاني، باخاف أقول مثلاً وأنا في العربية عاوزة أنزل فين أخاف أتهته، بجد أنا باموت كل يوم بسبب المشكلة دي لأن شغالة في التسويق، وأوقات باكون كويسة، وفجأة باخرّف ومش باجمّع الكلام، والكلام معايا بيتاكل.
أرجوكم عاوزة حل أو أروح فين للعلاج، ساعدوني وشكراً لكم.
basbosa
صديقتي الكريمة.. ما تعانينه هو أحد أنماط اضطراب الكلام، وهو التلعثم، وحين يشكو الشخص من التلعثم في الكلام ننصحه بأن يتواصل مع أخصائي في التخاطب، وكذلك متخصص نفسي؛ ولكن أجد أن تواصلك مع متخصص نفسي سيكون أكثر فائدة لك؛ لأنك تقولين إنك تتعرضين لهذا التلعثم في مواقف تكونين فيها متوترة وغاضبة أو تهتمين جداً بطريقة حديثك فيها.. فالقصة إذن قصة نفسية بالدرجة الأولى؛ فتعرضك لطريقة صارمة أو موبّخة أو تعرّضك لسخرية من الآخرين كان له دور كبير في تلعثمك، والدليل أنك حين تكونين في حالة من الهدوء والشعور بالأمان لا تتلعثمين؛ فالحل الأمثل هو التواصل كما اقترحت عليك مع متخصص نفسي ليتعرف معك على الأسباب التي تجعلك متلعثمة؛ فيظهر التلعثم كنتيجة فقط وليست سبباً، وحتى يحدث ذلك يمكنني أن أقترح عليك برنامجاً صغيراً للعلاج الذاتي:
- داومي على التنفّس بالطريقة الصحيحة؛ حيث تملئين صدرك بالهواء من خلال الأنف وبشكل عميق، وتخرجيه بهدوء من أنفك من خلال الزفير؛ فدخول الهواء للمخ يساعد على نفض التوتر والاسترخاء.
- لا تفكري في كيف ستتكلمين أثناء الحديث؛ بقدر ما تهتمين بالحديث نفسه؛ فانشغالك باحتمال تلعثمك وسخرية الآخرين هو الذي يجعلك تتلعثمين فعلاً؛ لأنك لا تُركّزين في حديثك؛ بل في فكرة التلعثم؛ فهذه أهمّ مهارة يجب ممارستها.
- يمكنك أن تقرئي جزءاً من جريدة أو كتاب بهدوء، ويكون هدف قراءتها هو عدم التلعثم، وكرريها مرات ومرات حتى تتقني قراءتها دون تلعثم، ويمكنك النظر في المرآة أثناء الحديث أو الكلام كبروفة لك؛ فتشاهدين نفسك وأنت متناسقة المنظر وهادئة، وتُحسنين الحديث.
- ابحثي بصدق عن سبب تلعثمك وناقشيه مع نفسك بهدوء، هل هو الغضب؟ أم الخوف من تقدير الناس لك وسخريتهم؟ أم نظرتك المنخفضة لنفسك؟ وستجدين أنك تستطيعين أن تتعاملي مع غضبك بشكل أفضل، حين لا تقبلين من كائن ما كان أن يسخر من تلعثمك، مهما بلغت درجة قربه بحسم.. ولا أقصد بذلك الشجار والعنف؛ ولكن أقصد أن تظهري لمن يسخر من تلعثمك رفضك لهذا تماماً وأنك لا تقبلينه.
ويمكنك أن تتدربي بينك وبين نفسك على التمهل والتفكير قبل الكلام وليس بعده؛ حتى تخففي من شحنة غضبك، ويمكنك المداومة على تمارين الاسترخاء، وممارسة بعض الرياضة ولو بسيطة بشكل مستمرّ؛ فيساعدك ذلك على تخفيف حدة غضبك، وإن كان السبب هو نظرتك المنخفضة لنفسك وعدم تقديرك لها؛ فهنا ستكون مشكلة كبيرة؛ لأن رسائلنا التي نقولها لأنفسنا دوماً طول الوقت دون وعي، هي التي تشكّل تصرفاتنا؛ لأننا -كبشر- نتائج تصرفاتنا ترتبط بتفكيرنا ونظرتنا لأنفسنا؛ فكما نفكر نشعر، وكما نشعر نتصرف، وكما نتصرف تحدث النتائج التي تؤكد أفكارنا الأولى.. فلو فكرت أنك متلعثمة وحديثك يسبب لك السخرية؛ فستشعرين بالدونية، وأنك متوترة، ولن تستطيعي التحكم في كلامك ولا إخراجه، فتتلعثمين فعلاً، فتتأكد فكرتك الأولى.. لذلك عليك تغيير طريقة تفكيرك حتى تتمكني من الحصول على النتائج.
- التلعثم ليس عورة تحتاج للمدارة والتخفي؛ فلو ركّزت مع أي شخص ستجدين لديه مشكلة ما في حرف أو طريقة الكلام أو نبرته أو صوته أو غيره؛ ولكن الفارق بينك وبينهم أنهم قرروا ألا يتركوا المعركة الأساسية لهم في الحياة من تنمية وتطوير ونجاح، والتفتوا للمعارك الجانبية تتضخم فقط في رأسك؛ فانتبهي لنفسك وركّزي وتدربي على ما اقترحته، وتذكّري أن المئات ممن غيّروا مجرى التاريخ، وشهد لهم العالم بفضلهم لم يكونوا من أصحاب اللسان الفصيح الطلق.