أنا باشكر الموقع الجميل اللي أفادنا خبرات كتيرة من الردود الجميلة. أنا بنت عندي 20 سنة، في ثالثة طب، عندي تأنيب ضمير جامد أوي من أبسط تصرّف باعمله.. شكاكة في نفسي واكتشفت إن سبب اللي أنا فيه هو عدم ثقتي في نفسي. باكون دايماً خايفة أكون مش ظاهرة قدام الناس بشكل كويس بكلامي وآرائي حتى مع بابا وماما؛ بس للأسف دايماً أفضّل ما اتكلمش مع حد عشان ما اعرّضش نفسي أكون غلط.. حاولت أعالج نفسي إني أقنعها إن كل إنسان يكون له طريقته، وده يختلف بين الناس؛ بس بجد الموضوع زي ما هو؛ حتى في امتحانات الشفوي وقدام الدكاترة دايماً أكون متلخبطة والموضوع ده تاعبني وحاسة فيه بالنقص. أخويا الكبير -ما شاء الله- عنده ثقة كبيرة أوي بنفسه، ونال إعجاب كل من حولنا وأنا أول واحدة معجبة بدماغه وأسلوبه، حاولت كتير إنه يساعدني بطريقة غير مباشرة للأسف ما فهمنيش، ودايماً يقول لي ما بحبش اللي مش واثقين في نفسهم أقول له مش جايز يكون مش بإديهم.. أنا فعلاً مش بإيدي. the life إذن هي مشكلة الثقة بالنفس من جديد.. أتعلمين أن من أهم أسباب وقوعك فريسة لارتباكك وخوفك من رأي الناس بك هو مقارنتك بأخيك؛ فالعدوّ الأول لك هو تلك المقارنة السخيفة؛ فالله سبحانه وتعالى خلق كل إنسان منا؛ لأنه يتميز عن غيره في أمر أو أمور لا يملكها غيره؛ وإلّا لماذا يكرر الله سبحانه خلقه؟ فوجودك في تلك الحياة معناه: أنك تتميزين في أمور لن تكون موجودة إلا فيك أنت تحديداَ؛ فالمشكلة إذن الحقيقية هي: كيف تكتشفين تلك المميزات؟ وهذا هو دورك وواجبك الأول من الآن، وقبل أن أقول لك كيف تكتشفين تلك المميزات، سأقول لك بعض المعلومات التي يجب عليك أن تعرفيها ولا تنسيها أبداً: - الثقة بالنفس نكتسبها من أمرين رئيسيين: أولهما من نشأتنا الأولى؛ أي من طريقة تربية أهلنا لنا فهما الحضن الأول الذي نأخذ منه، ونتعلم كيف نكون، وكيف نتصرف، وكيف نرى أنفسنا، وثانيهما هو اكتساب مهارات، وإضافة مميزات لشخصياتنا نستند إليها لنزيد من ثقتنا بأنفسنا؛ فإن فاتنا الأمر الأول فلا مفرّ من أن نربي نحن أنفسنا ونكتسب بأيدينا ما يوقفنا على أقدامنا.
- ليس هناك شيء اسمه "مش بإيدي"؛ فالثقة بالنفس سلوك ومهارة يمكن اكتسابها ويمكن التدريب عليها، وقد يأخذ هذا وقتاً وجهداً وبعض العناء؛ ولكنها مثل أي شيء نحتاج أن نكتسبه بصدق؛ فنبذل له جهداً بصدق. - تأكّدي أن الناس من حولك لا يضعونك تحت الميكروسكوب ويتابعون تصرفاتك وآراءك؛ فهذه الفكرة توجد في رأسك فقط؛ فكأنك من تنغّصين على نفسك بنفسك. - ليس هناك شخص مثالي يحظى بكل الثقة والنجاح والتميّز العقلي؛ ولكن هناك شخص فَهِم وتعلّم من فشله، وقرر أن يكون أفضل؛ فصار أفضل؛ حتى أخوك صاحب الثقة بالنفس، لو نظرت إليه بالنظرة العادية التي لا يملؤها الانبهار، وكنت منصفة فلا تظلميه ولا تُعظّميه؛ ستجدين له أخطاءه وآراءه غير الصائبة في بعض الأمور؛ فهذه طبيعة البشر ولكنك لا ترينها. - قد تكون المقارنة بينك وبين أخيك نابعة في الأصل من المقارنة التي يقوم بها الوالدان -بحسن نية بالتأكيد- فلا تعطي لها بالاً؛ لأنها ستوقفك. والآن نتحدث عما يجب أن تفعليه مع نفسك: - غيّري حديثك مع نفسك من السلبية للإيجابية؛ فبدلاً من أن تقولي أنا سأرْتبك وسأقول كلاماً خاطئاً، قولي لا بد وأن أحاول وسأكون أفضل، وناقشي نفسك ما الذي سيحدث حتى إن أخطأت الرأي؟ هل الناس يشنقون من يفعل ذلك؟ هل الناس يحتقرون من يخالفهم الرأي؟ فلا شيء من هذا يحدث، واسألي نفسك سؤالاً مهماً، وهو كيف ستتعلمين دون محاولة؟ كيف ستناقشين أفكارك لتعرفي بصدق هل هي جيدة أم لا إن ظلت حبيسة بداخلك؟ فتتعلمين بمرور الوقت مهارة نسمّيها مهارة "استوب"؛ فحين تجدين نفسك في موقف أو في حديث ستبدئين في كلام زمان بأنك لن تكوني وستفشلين وغيره قولي لها "استوب" وتذكّري ما قلته لك لتحاولي وستجدين عجباً. - تعلّمي أن تكوني منصفة لنفسك، وكفاك تبكيتاً وخنقاً لها وذكّريها بنجاحاتها؛ ألا تلاحظين أنك في كلية الطب؟ كم فتاة تتمنى أن تكون مثلك؟ أليس معنى ذلك أنك إنسانة متفوقة؟ دءوبة، ذات إرادة، لديها حس عملي وقدرة على الحفظ؟ لماذا تلقين بكل هذا في سلة المهملات؟ فكوني منصفة، وانظري لمميزاتك الأخرى التي لم تتحدثي عنها في سطورك وستجدين منها الكثير في علاقاتك أو أخلاقك أو شكلك أو ذوقك... إلخ. - درّبي نفسك على مواجهة المواقف التي تجدينها صعبة عليك؛ ولكن ابدئي بمواقف بسيطة في البداية كالحديث داخل المنزل مع والديك أو أخيك، ولا مانع -لو كانت العلاقة مع أخيك جيدة- أن توضّحي له أنك تحتاجين مساندته في أن يكون معيناً لك للحديث وسطهم أو أن يكون هو محل تدريبك، وحتى لو لم تتمكني من ذلك فلا مانع من أن تتدربي بينك وبين نفسك في المرآة، وتظلّي تحسّنين وتعدّلين في حديثك حتى ترضي لنفسك مستوى معيناً للحديث ولو مبدئياً. - اقرئي في الثقة بالنفس وبعض تدريباتها التخيلية، وإن كان لك لديك وقت لحضور بعض المحاضرات التي تكسب المهارات الاجتماعية؛ فلا مانع، وإن لم تتمكني من هذا ولا ذاك قومي بما حدّثتك به سابقاً فسيساعدك كثيراً. - اجعلي لنفسك زاداً ثقافياً تُغذّين به عقلك وأفكارك؛ حتى تكتسبي ثقافة عامة، وحاولي أن تستخدمي ثقافتك الطبّية بين الناس لتشعري بثقتك بنفسك. - حاولي أن تُمارسي رياضة أو هواية أو أي عمل تحبّينه حتى ولو كان بسيطاً لتحققي فيه إنجازاً ونجاحاً؛ فنجاحك في أمور أخرى في الحياة سيزيد من ثقتك بنفسك. - لا تجعلي رضا الناس ومدحهم هو ما يمنحك الثقة؛ فالثقة الحقيقية تنبع من تصرفاتنا وأخلاقنا وعلمنا وما نكتسبه من أمور جيدة تثقل ميزان شخصيتنا، وتذكّري "جحا" الذي أعيَته الحيل لكسب رضا الناس فلم يفلح أبداً. - حاولي أن تُخالطي من يثقون بأنفسهم بهدف التعلّم منهم ورؤيتهم؛ فتنظرين ماذا يفعلون، وكيف يتصرفون، وستجدين أنهم يخطئون أحياناً كثيرة ويقولون آراء غير صائبة كثيراً ولكن الفرق بينك وبينهم هو مواجهتهم لتلك الأخطاء. - إن كنت من الشخصيات المنظّمة التي تحب الجداول؛ فقومي بعمل جدول يومي لك سمّيه جدول "التغيير"، وضعي فيه خانات تشمل ما يجب مقاومتك له (أفكار سلبية وسمِها) وما تتدربين عليه (مهارة "استوب"، نظرة إنصاف، حديث عام.. إلخ)، وما عليك تعديله بشكل يومي (كنتائج لعمل اليوم)؛ ثم تكافئين نفسك على كل محاولة جادة أو كل إنجاز تحققينه؛ لأن هذا التحفيز سيساعدك كثيراً. فلتنشغلي بنفسك ولا تنشغلي بغيرك حتى تحققي ما ترتضينه لنفسك.. هيا لا تتأخري.