هكذا بادرتنى مروة 32 سنة وهى تعمل فى أحد مراكز التجميل الشهيرة قائلة: بس اوعى تقولى لحد إنى سألتك السؤال ده.. وكان السؤال: إزاى يكون عندى ثقة فى نفسى؟! تعجبت للغاية ليس من سؤال مروة، ولكن من شعورها بأن السؤال مخجل ويدعو لضحكى أو لاستهزائى بها ومحاولتها لإخفاء أنها تجرأت وسألت ذلك السؤال الذى أعتبره سؤالاً عميقاً وخطيراً يدل على وعى ونضج من فتاة تريد أن تنظر إلى نفسها من الداخل بكل الصدق وتحاول معالجة عيوبها أو بمعنى أدق عيوب شخصيتها. مروة.. قبل أن أجيبك أو أحاول التفكير معك فى إيجاد إجابة عن هذا السؤال أدعوك أولا إلى الفخر والإعجاب بنفسك لأنك قادرة على التفتيش بداخلك ومحاولة وضع يدك على بعض الأمور التى تودين فهمها أو تعديلنها فى شخصيتك وهذا إن دل على شىء يدل على ثقة بنفسك، وهذا ما لا تعلمينه، لأنك مادمت قد فكرت فى رغبتك فى التطوير فهذا يعنى ثقتك بقدرتك على التغيير، وهذا هو الكنز المدفون داخل كل فتاة، ولكن ما يفرق فتاة عن أخرى هو وعيها بهذا الكنز ومحاولة نفض التراب عنه. لن أقول لك حلولاً، ولكن دعينى أشاركك البحث عن بعض المفاتيح السحرية التى قد تملكينها لفتح صندوق الكنز بداخلك والذى يحمل الإجابة عن سؤالك وربما يكسبك قدراً عظيماً من الثقة بنفسك: ثقة الإنسان بنفسه أو عدمها تبدأ بفكرتنا عن أنفسنا فالناس ترانا كما نرى أنفسنا من الداخل. فلو نظرت لنفسك على أنك جميلة مثلاً سيراك الناس جميلة والعكس بالعكس. ولهذا أحبى وتقبلى نفسك كما أنت، قبل أن تفكرى فى التغيير. راقبى نفسك لتكتشفيها.. والفرق كبير بين المراقبة السلبية التى تجعلك تنتقدين وتجلدين نفسك على كل فعل، والمراقبة الإيجابية التى تمنحك القدرة على أن تشجعى ذاتك وتسعدى بها إذا قمت بعمل ولو بسيطاً.. فلو تمكنت من مساعدة زبونة فى المحل وابتسمت فى وجهها وقالت لك: شكراً على مساعدتك لى.. فهذا يستحق أن تكافئى نفسك وتعلمين أنك تمتلكين صفة إنسانية وهى الذكاء الاجتماعى، وكذلك تمتلكين مهارة البيع والعلاقات العامة والتى يلجأ آخرون لدراستها حتى يفهموا كيف يطبقونها.. ألا يستحق هذا الثقة بنفسك؟! لكل منا أفكاره ومعتقداته.. ولكن الخطورة أن نتمسك بمعتقداتنا على أنها مقدسات، فالمرونة مطلوبة خاصة لو كانت تلك المعتقدات سلبية مثل أن تقولى لنفسك: لأننى لم أرتبط حتى الآن ولم يعجب بى شخص.. إذن أنا قبيحة ولا أمتلك أنوثة وفاشلة وشخصيتى غير مقبولة. ألم تلاحظى كم صفة سلبية قد نعتقدها ونقولها لأنفسنا ونصدقها ونسير بها فى حياتنا ونعتبرها الحقيقة المطلقة، وبالتالى نترجم أفعال الناس وفق صورتنا عن أنفسنا والتى قد تكون خطأ تماماً ولا أساس لها من الصحة، فلا تصدقى كل ما تقولينه لنفسك خاصة لو كان سلبياً. اختبرى نفسك: هل أنت ناجحة فى عملك.. والنجاح هنا لا يعنى أنك مديرة أو مليونيرة.. ولكن النجاح فى العمل يعنى القدرة على إنجاز ما هو مطلوب منك فى عملك؟! هل أنت محبوبة بين زملائك وعلاقاتك جيدة معهم.. أم أن هناك خلافاً يومياً وصراعاً بينك وبينهم؟! هل لديك بعض التطلعات فى المستقبل؟! هل لديك بعض الخيال عن المستقبل وصورته بالنسبة لك.. بمعنى هل تسألين نفسك: ماذا سأفعل بعد عشر سنوات.. هل سأظل فى نفس المركز أم سأطور مجال عملى؟! ما هى علاقتك بأسرتك؟ أسألى نفسك.. هل أنا قادرة على العطاء.. مساعدة الآخرين مثلاً؟! لا مانع من أن يكون هذا الاختيار مكتوباً.. بمعنى أن تكتبى قائمة بمميزاتك والصفات التى تحبينها فى نفسك.. وقائمة أخرى بالسلبيات التى تودين تعديلها.. وانتبهى.. هذه القائمة لا تعنى المقارنة.. فإذا كانت الصفات الإيجابية أقل فتقولين لنفسك إذن أنا فتاة سيئة.. ولكن الهدف من كتابة تلك القائمة هو محاولة لأن تشاهدى نفسك بشكل آخر، وكأنك تكتبين عن صديقة أو عن زميلة وليس عن نفسك. والهدف هو قدرتك على التعبير والتقييم وستدهشين لأنك.. أثناء رصد هذه القائمة.. ستأتيك أفكار رائعة تودين إنجازها.. فلا تترددى فى كتابتها. مروة.. قد تكون هذه الأفكار لا تشكل حلولاً بالنسبة لك، لكنها قد تكون وسيلة تساعدنا فى أن نكتشف جميعنا بها بعض الصور والمعانى عن أنفسنا. تعالوا نجرب.. لِمَ لا؟! وسنواصل الاختبار الذاتى لاحقاً.؟