السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا بنت بِفَضل الله عندي حاليا كل حاجة حلوة باشكر ربنا عليها وبدعي إني إنسانة جميلة وشي سمح يعني دمي خفيف، وباشتغل مهندسة لسه جديدة ومتدينة يعني باصلي وباصوم وبحب ربنا أوي وبخاف أغضبه، بحب كل الناس مش باعرف أكره حد وباحاول أساعد الناس الغلابة من خلال أي جمعية خيرية محترمة ليها هدف بجد.. أنا عندي 26 سنة نِفسي ألاقي إنسان يحبني ويخاف عليّ أكتر ما بخاف على نفسي، إنسان يكون متديّن وشبهي في كل الصفات اللي قلتها قبل كل كده يكون حتة مني وأكون حتة منه، يساعدني على النجاح في شغلي وفي حياتي، لكن حاليا هو مش موجود عشان كده بالرغم من إني باشغل وقتي بحاجات كتيرة مفيدة، لكن دايما حاسة إن فيه حاجة نقصاني أنا بيتقدّم ليّ ناس بس بحس إنهم مش مناسبين أو بمعنى أصح ما فيش حد فيهم حيقدر يحبني زي ما أنا عاوزة. المشكلة إني دايما خايفة من نفسي أحيانا في السرير باحلم أحلام يقظة وأحيانا تانية باحس إني بثير نفسي جنسيا بس بشكل غير مقصود، ولما أحاسب نفسي باحس إني قرفانة أوي من نفسي، باحس إني رخيصة وإن تأخر زواجي بسبب عقاب ربنا ليّ؛ لأني مش صاينة نفسي برجع أقرر إني مش هحلم أحلام يقظة تاني، باصوم وبالعب رياضة وببطل وبارجع تاني من غير ما أحس، أنا عارفة إن ده ضعف في نفسي لدرجة إني خايفة إني يوم ما اختار إنسان أعيش معاه طول عمري أختاره لأني بنت ومحتاجة راجل مش إنسان يختار إنسان يحس بالأمان والاستقرار معاه بخاف من زمايلي في الشغل نظراتهم ليّ كبنت حلوة ومش متجوزة وبتاخد على الناس بسرعة وهما متجوزين وعاوزين يلفتوا النظر. باخاف من مديري هو راجل متجوز مهندسة معانا جميلة ومنتقبة وهو راجل جذاب دايما باحس إنه عاوزني أنجذب ليه وأنا خايفة؛ لأني ساعات باحلم بيه مع إني مش حاسة من جهته أو من جهة أي حد تاني في العمل بأي إحساس حاسة إني ما عنديش ثقة في نفسي دايما باحاول إني أسعى وأحقق أي هدف أنا عاوزة أوصل له أشتغل وأتعلم وأساعد الناس وأعبد ربنا، يعني أعمل الحاجات اللي ربنا خلقني عشانها؛ لكن مخاوفي من إن العمر يجري بيّ لا أقدر أبقى زوجة ولا أم يا ريت حضرتك تفهميني إزاي أقدر أعمل التوازن ده إزاي أبقى نفسي؟؟ بنت نفسها تعيش سعيدة
الإنسان ليس ملاكاً بأجنحة يتهادى على الأرض فلا يفعل إلا الصحيح ولا تراوده نفسه عن بعض المعاصي! والإنسان يمر بفترات ضعف، يقع فيها ثم يقوم متمسكاً بعدم الوقوع فيها مرة أخرى قدر الإمكان، وكذلك هو ليس شيطاناً رجيماً لا يقاوم معاصيه ولا يفعل إلا كل زلات! فالإنسان يظل طول حياته يقاوم الضعف والزلات قدر إمكانه بمحاولات جادة المرة تلو الأخرى مادام ينوي بصدق أن يكف عما يفعل ويرى الله سبحانه منه جديّة نيته، وهذا ما يجب عليك أن تدركيه لتستطيعي أن تفهمي ما الذي عليك فعله وسيساعدك على هذا أن تتفهمي تلك النقاط:
- كيف تتصورين حب من يتقدّم لك كما تريدين؟ هل سيظل طوال الليل يحدثك مثلاً؟ لا يقابلك إلا بالابتسام؟ لا يغضب ولا يرفض تصرف منك؟ لا ينسى أن يحمل لك زهوراً كل يوم؟ أنت تحتاجين أن تراجعي معنى ومفهوم الحب يا صغيرتي؛ لأنك تخلطين بين التعبير عن الحب وحقيقة الحب، وحتى لا تظلي في رفض دائم لفرص جيدة ثم تشكين تأخر سن زواجك، فالزواج حقيقته مشروع، يتشارك فيه طرفان بينهما تكافؤ اجتماعي وثقافي وبينهما درجة مقبولة من الارتياح النفسي، حيث يجد كل طرف عند الطرف الآخر احتياجات لا يمكن أن يتخلى عنها مع علمه بوجود عيوب يستطيع أن يتحملها بصدق، فالحب بذرة تبدأ بمشاعر لطيفة ولكنها تحتاج لجهد وعناية لتظل تنمو وتزدهر، فالحب إذن ليس منحة فقط ولكن حقيقته الأكبر أنه صناعة تصنع بالجهد والصبر والاحترام والرحمة وتقبل الطرف الآخر وغيره.
فأنا لم أقل لك كفاك رومانسية، ولكنني أريدك أن تكوني واقعية في اختبار من يتقدم لك، وفي فهم حقيقة الحب، فهو ليس فقط اثنان يسيران على النيل متشابكي الأيدي يتبادلان نظرات الهيام، فالحياة مليئة بالتحديات والمسئوليات، وحين تجدي رجلا مسئولا كريما حسن الخلق رحيم، وبه صفات تتمنيها وترتاحي معه فلا تهربي ولا تقولي لا أشعر بأنه سيحبني كما أريد، فارتياحك له وارتياحه لك سيكون مشروعا لقصة حب جميلة ما دام خلقه حسن ويتمتع بالرجولة والمروءة.
- ما ترينه في أحلام اليقظة هو "تنفيس" عن رغبتك الجنسية الطبيعية، فحين لا نجد متنفس مشروع لرغبة مشروعة نتوجه غالبا لأحلام اليقظة، وحتى تقاومي ما يحدث معك عليك ألا تذهبي لتنامي أبدا إلا وأنتِ راغبة في النوم بشدة، وتزيدي من نشاطك اليومي وانشغالك أكثر، ولا تعرّضي نفسك لمثيرات قدر إمكانك كمشاهد ترينها أو مجلات أو حتى أحاديث مع فتيات تتناول هذا الموضوع، ويمكنك عمل جدول ثواب وعقاب مع نفسك لمقاومة هذه العادة، بأن تكافئي نفسك كلما قاومت وتعاقبي نفسك كلما وقعت فيها.
- أما موضوع مديرك؛ فحذار أن تضعفي أمام رغبتك في وجود رجل في حياتك فتفتحي على نفسك بابا لا نعلم ما فيه، فكوني حازمة وجادة في التعامل معه، فحين يرغب رجل متزوج في الإيقاع بفتاة جميلة في قصة إعجاب وحب معه فماذا يريد منك؟ هل سيتزوجك مثلا؟ هل سيكتفي بقصة حب في الظلام بينكما؟ أم إنه يراهق بعد زواجه معك؟ وكيف سيكون الحال إذا شعرت زوجته التي هي زميلتكما في نفس المكان؟ فلا تضعي نفسك في وضع لا ترضينه لنفسك إن كنت حقا تحبينها.
- أنا معك تماما في ألا تتركي نفسك حتى تضطري للقبول بمن هو أقل ممن تقدم لك من قبل، وليس معنى ذلك أن توافقي على أي شخص يتقدّم لك، ولكن اضبطي إيقاعك أكثر من هذا؛ بأن تتفهمي ما قلته عن الحب والارتباط بين اثنين جيدا، وكذلك أن تبحثي عن صفات شخصية تريدينها فيمن سيكون زوج لك وأب لأبنائك، وستجدي نفسك أكثر راحة وسعادة، وستمارسين دورك كزوجة وكأم مثل ملايين الزوجات والأمهات اللائي سبقنك، ولكن الفرق بينك وبينهن أنك تعلمت كيف تختارين أفضل.