السلام عليكم.. أولاً بحب أشكركم على جهودكم بارك الله فيكم، أما بالنسبة لمشكلتي.. هي مشكلة عبيطة شوية، لكن مضيقاني جداً جداً.. مشكلتي بتتلخص في إني مش باعرف أتكلّم؛ يعني أنا طالبة في كلية التربية وبحُكم دراستي لازم أطلَع تربية عملي وأشرح للطلاب، لكن أنا لما جيت شرحت مع إني كنت محضّرة كويس وجمعت معلومات كتير عن موضوع الدرس، إلا إني وقفت "أتهته" في الفصل، وكل مرة كده، مع إن المفروض أكون اتعوّدت على الشرح والوقفة في المقدمة، كمان كان عندنا دكتورة بتخلينا نحضر النظريات ونطلع نشرحها قدام الدفعة كلها، على الرغم من إني حضّرت كويس وجمعت مراجع كتير خالص ومادة علمية كبيرة إلا إني لمّا وقفت قدام الدفعة ما عرفتش أتكلّم وعرقت وبان العرق عليّ، وأنا أحرجت جداً.
وكذا مرة أقع في مواقف محرجة؛ بسبب إني مش عارفة أتكلّم مع إني باكون مجهزة كلامي وبرضه مش عارفة إيه بيحصل لي وأصحابي دايماً يسألوني إنتِ ليه كده؟!! أقول ما عرفش.. يا ريت تساعدوني.. شكراً. sun ما تتحدثين عنه يُعرف ب"الفوبيا الاجتماعية" أو الخوف المرضي من التعامل مع جمع من البشر، وهو مساحة مرضية سببها نفسي؛ يعود في حقيقته لطريقة التربية منذ الصغر، وقد وُجد أن أشهر نوعين من التربية يسبب هذا المرض هي التربية الصارمة القاسية التي تتسم بالسيطرة والانتقاد، وكذلك التربية التي وفّرت الحماية الزائدة والخوف على الطفل بشكل غير طبيعي، فجعلته لا يعرف كيف يتعامل مع الناس أو الحياة، وأصل هذا الخوف هو "عدم الثقة بالنفس"، والخوف من تقييم الناس لما نقول أو نفعل، فنخاف أن يسخروا منا أو يقيّمونا بشكل غير مُرضٍ لنا.
وكلما زادت درجة الخوف زادت معها الأعراض التي تعبر عنها؛ كرعشة اليدين والصوت، ودقات القلب المتسارِعة، و"التهته" في الكلام، والعرق واحمرار بالوجه.. إلخ، وعلاج هذا الخوف المرضي صار سهلاً الآن؛ حيث يتم -حسب درجته وحجمه- إعطاء برنامج علاجي سلوكي من خلال المتخصص النفسي والجلسات معه، وكذلك يتم أخذ بعض الأدوية التي نسمّيها الأدوية المطمئِنة، وتختفي تلك الأعراض إذا تمت المواظبة عليها خلال 6 أشهر تقريباً، ولكن الأمانة تقتضي مني أن أقول لك إن عدداً لا بأس به من مرضى الخوف الاجتماعي قد استطاعوا بقوة الإرادة والإصرار على علاج أنفسهم ذاتياً رغم الصعوبة والجهد، إلا أنهم صاروا أفضل كثيراً، ولكِ هذه الخطوات على شرطين؛ أن تشحذي كل إرادتك لتقومي بها، وأن تظلي في الاستمرار في التحدّث لجمع من الناس حتى وإن داهمتكِ الأعراض؛ فالمواجهة أفضل طريقة لقهر هذا الخوف المرضي، ويساعدك في ذلك بعض التدريبات مثل: 1- التدريب على إلقاء الحصة مرات ومرات مع نفسك أو أمام المرآة أو مع أحد من أهلك قبل إلقائها في الواقع، فهذا التدريب يُخفف الكثير من وطأة الموقف عليكِ. 2- تعلّم تمرينات الاسترخاء على أن تنتظمي فيها؛ سواء وأنتِ مقبلة على الموقف أو في أوقاتك العادية، وأبسطها هو التنفّس بعمق من أنفك حتى يصل النفس لبطنك ثم تحبسينه بداخلك قدر إمكانك، ثم إخراج نَفَسك من فمك وليس أنفك في الزفير وبهدوء شديد، وكلما صاحب الشهيق شد لعضلات جسدك خاصة يديك وقدميك وصاحب الزفير إرخاءهما كان أفضل كثيراً. 3- تخيلي بينكِ وبين نفسك وأنتِ خارج تلك المواقف أنكِ في مكان ترتاحين إليه وتسعدين بوجودك فيه؛ كمنظر طبيعي أو حديقة أو أي شيء تشعرين فيه بالراحة والأمان، ثم أغمضي عينيك واستشعري بأنكِ تعيشين في المكان بكل حواسك فترين الزهور وتشمّي رائحتها وتتمتعين بتفاصيلها، ثم تصوّري موقفا متدرجا لإلقاء حصة فتتعاملي معه في خيالك بهدوء، وكما تتمنين أن يكون، وكلما شعرتِ بأعراض الخوف ارجعي خطوة للوراء في خيالك لتشعري بالراحة مرة أخرى، ثم عودي لنفس الموقف مرة أخرى، وتظلي مع نفسك ومحاولاتك في خيالك حتى تتمكني مرة تلو الأخرى من اجتياز الموقف، وهذا التمرين يُساعد كثيراً في العلاج على أن تواظبي عليه.
4- كلما شعرتِ بالخوف قولي لنفسك: إنك قادرة وتستطيعين فعل ذلك، ولديك مادة قوية ستعينك لتقوّي من عزمك، وانظري مِن حولك على مدرّسيك وأساتذتك هل كلهم لا يتلعثمون أبداً؟ ومَن تلعثم منهم أحياناً ماذا حدث حين تلعثم؟ فأنتِ حين تكونين مدرّسة أو أستاذة، تذكري أنكِ في الموقف الأقوى، وأنكِ أنتِ مَن تعلميهم وتعطي لهم الخبرة. وأخيراً إن لم تجدي بعد وقت كافٍ أنك تتحسنين، فلا مناص من التواصل مع متخصص نفسي؛ ليساعدك في هذا البرنامج ويساعدك ببعض الأدوية.