سقط مساء يوم السبت الماضي فريق النادي الأهلي في فخ التعادل السلبي في أوّل اختبار رسمي للخواجة البرتغالي مانويل جوزيه هذا الموسم أمام فريق مصر المقاصة، وذلك في ختام مباريات الدوري الأول من الدوري العام. فريق مصر المقاصة الصاعد حديثاً للدوري الممتاز قدّم مباراة رائعة، وبالتأكيد الأمور لا تحتاج لشرح؛ فالكل شاهد المباراة، ورغم اعترافات محمد حسام رئيس لجنة الحكام الرئيسية، وعصام عبد الفتاح رئيس جمعية الحكام المصرية بأن هدف المقاصة مُلغى؛ لأنه جاء مِن تسلّل واضح، وأن طاقم التحكيم -بقيادة محمد عبد القادر مرسي- كان خارج الخدمة تماماً وبعيدا عن التركيز -حسب وصفهم- إلا أن هذا لا يمنع أن جوزيه الذي أصاب التوأم بصدمة عندما نصح مدرّبي فرق الدوري بأنهم لو أرادوا الإفلات من الزمالك فعليهم بمراقبة شيكابالا، مؤكّداً أن الأبيض بدون شيكابالا ليس بالخطير، وفعلا صحت نظرية جوزيه، مع أوّل غياب للنجم الأسمر عن فريقه في مباراة الإنتاج الحربي؛ حيث انتهت المباراة بالتعادل السلبي أيضاً. الغريب أن جوزيه نَفسه نَسِي أن يستفيد هو من نصيحته، ولم يراقب أيمن حفني -صانع ألعاب المقاصة- "الرهيب" فَصَال وجال، ويكفي أن ركنيات المقاصة في المباراة 12، والأهلي 3، والأرقام لا تكذب، لهذا بدأت على الفور ترسانات الأسلحة تشحن وتعدّ وتُنصب للبرتغالي مِن كل الاتجاهات المتوقّعة وغير المتوقّعة للعديد مِن الأسباب، محاولة وضع العراقيل في طريق جوزيه؛ خوفا من تحقيق البطولات؛ سواء من المنافسين أو الحاقدين أو الباحثين عن الشهرة على أكتافه. أهم هذه الأسباب التي سيستغلها هؤلاء هي راتب جوزيه الذي يوصف بأنه مغالى فيه جداً؛ حيث يُكلّف الخواجة وجهازه البرتغالي خزينة الأهلي ما يُقدَّر بحوالي مليون و 300 ألف جنيه، ولكن الخواجة ردّ على ذلك بأنه فضّل الأهلي عن عروض خليجية كثيرة بضعف راتبه في الأهلي. ووجّه له البعض انتقادات حادة بأنه فشل مع منتخب أنجولا، واتحاد جدة السعودي، ولكن جوزيه نفى ذلك، مؤكداً أنه بذل قصارى جهده مع أنجولا، وكان يستحق الفوز على غانا، ولكن كرة القدم غير عادلة، مشيرا إلى أنه قدّم استقالته؛ لأنه اشتاق إلى العمل مع الأندية ومع اللاعبين يومياً، خاصة أن أنجولا لم يكن لديها لاعبون قادرون على الفوز ببطولة إفريقيا، ورحل رغم تمسّك رئيس البلاد ببقائه. أما عن مشواره مع اتحاد جدة فقد أكّد أنه حقّق الانتصارات في البداية، ولكن نظام كرة القدم هناك يفضّل الهلال والنصر عن أي فريق آخر، لذلك العراقيل كانت توضع في طريق الفريق بشكل غريب. واتهم البعض جوزيه بأنه عدو اللاعبين الصغار، ويبحث عن اللاعب السوبر، وسيُكلّف الأهلي الكثير، فكان دفاع جوزيه بأنه لا بد مِن التجديد في الفريق، ولكن يجب أن يتم تدريجياًن وعلى مراحل، مؤكّداً أنه سيشاهد اللاعبين في منتخبات الناشئين والشباب حتى يتعرّف عليهم، بالإضافة إلى التعاقد مع بعض اللاعبين من الدوري المحلي، وربما تكون المشكلة في تمسّك أنديتهم بهم. ويرى أصدقاء جوزيه أن عليه ضغوطات كثيرة ستخرجه عن تركيزه في الفترة القادمة، فكان رد البرتغالي بأنه لا يمكن أن يرتاح في ظلّ الألقاب التي حقّقها في السابق؛ فالجماهير تطالب بالمزيد، والصحافة تضغط عليه، لكن يعلم أنه سيؤدي ما عليه، وسيرتفع عدد لاعبي الأهلي في المنتخب الوطني إلى 7، و 8 لاعبين كما كان في السابق. كما أن البعض لا ينسى لجوزيه أنه رحل عن الأهلي في عام 2009، وترك الفريق في موقف صعب بدون أن يبني فريق أو يضعه على الطريق الصحيح.. الانتقادات والمشكلات المتوقّعة في طريق جوزيه هي ما تثير مخاوف جماهير الأهلي من مشكلات المدير الفني مع بعض اللاعبين؛ مثل: شوقي، وفضل، وأحمد حسن.. ومشكلات كبر سن بعض اللاعبين مثل بركات، وأبو تريكة، وجمعة. وفي النهاية.. هل ترى أن طريق جوزيه سيتأثّر بهذه الأشواك والقنابل والانتقادات، أم إنه قادر على تجاوزها بسلام والعودة للبطولات وتحقيق الإنجازات؟