بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات هذا البرنامج، نلتقي سوياً لنُجيب على أسئلتكم على موقع "بص وطل". السؤال يقول: أعطى أخي مالاً لأمه لإخراجه صدقة للفقراء؛ ولكن أخَذَتْه الأم لتُسدّد ديونها المُلِحّة والضرورية؛ فهل هناك ذنب في ذلك؟ لا، وحدث شيء من هذا أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورتين: في صورة، أعطى الابن أباه مالاً من أجل أن يعطيه للفقراء؛ فأكله، حتى قال النبي له: "أنت ومالك لأبيك"، والصورة الثانية كانت مع عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه؛ حيث إن زوجته -وكانت أغنى منه- أعطته مالاً فسدد به دينه، فذهبت تشكو إلى رسول الله، أو تستفسر: هل ما فعله عبد الله كذلك؟ فلما عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أجازها وقال: "إن ذلك من خير مالك"، وهدّأ بالها وبيّن أن الله قد قَبِل صدقتها. سؤال يقول: وهب زوجي لابني وابنتي قطعة أرض منذ عشرين عاماً، والآن يريد أن يبيعها لزواج الابن، ويضع للابنة نصيبها في البنك، وهو يريد أن يأخذ ثمن شراء الأرض وأرباح البنت حتى تتزوج؛ فهل هذا رجوع منه في هبته لهما؟ الحقيقة أنه ما دام الأب قد وهب فهذا ملك للابن وللبنت؛ ولكن هناك أمر آخر ينبغي أن يتّضح في هذا السؤال: هل الابن والبنت موافقان على هذا البيع؟ خاصة أنه يريد أن يبيع هذه الهبة؟ إذا كانا موافقين؛ فهو وكيل لهما، ولا بأس أن يفعل هذا.. أو أنه يريد أن يعود في هبته، ثم يهب بعد البيع. هذه قضية الرجوع في الهبة لها أصول، ومن أصولها أن التسليم تمّ أو لم يتمّ؟ إذا كان التسليم (تسليم الأرض) تمّ إلى الابن والبنت؛ فلا يجوز له ذلك، إذا كان لم يتمّ فيجوز له البيع.. لكن واضح من السؤال أن الرجل يريد مصلحة؛ لكنه يريد ذلك بتدبير معيّن. ولم يذكر السؤال إذا ما كان الأصحاب الحقيقيون -وهم الابن والبنت- موافقين من عدم ذلك. سؤال يقول: ما حكم تأجيل الإنجاب في أول الزواج لمدة سنة لظروف دراسية؛ فهل هذا حلال أم حرام؟ هذا راجع إلى ظروفكما، والامتناع عن الحمل لمدة سنة أو سنتين وتنظيم هذا الشأن ليس فيه شيء. سؤال يقول: أعمل في مجال السياحة بمجموعة فنادق، ويتحدّد راتبي على أساس نسبة من الربح من إجمالي أرباح الفنادق؛ بما في ذلك بيع الخمور؛ مع العلم أن مجال عملي داخل هذه السلسلة لا علاقة له على الإطلاق من قريب أو من بعيد بالخمر؛ فما الحكم في ذلك؟ وهل مرتبي حرام؟ لا، مرتبك حلال، وحلال صافٍ، أما بيع الخمور -وهو حرام- فهو ليس فيه شيء لمرتبك؛ مرتبك من الحلال الذي في الفندق، أما هذا الحرام فهو حرام على هذا أصحاب ذلك الفندق وإدارة ذلك الفندق، أما أنت فمالك حلال. المال الذي هو محل خليط نرى الحرام كام في المية منه؟ فبيع الخمور تمثل 10% من الربح، فأنت ربحك من ال90%؛ فإن هذا الحرام لم يتعين ولم يكرّ على الحلال بالحرمة؛ فالحرمة إذا لم تتعين حلّت، ولذلك فمالك حلال إن شاء الله، وليس فيه أي شبهة. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: