السلام عليكم.. أنا بنت عمري 18 سنة، بادرس بالجامعة، مشكلتي في علاقاتي العاطفية.. لحد الآن جرّبت تلات علاقات كلها بتنتهي بالفشل، وكلهم لنفس السبب إنه -مثل ما بيقولوا- عندي برود عاطفي؛ يعني صايرة باشكّ بحالي لأنه تلات علاقات؛ يعني تلات أشخاص قالوا نفس الكلام، في حين إنه أنا ما باحسّ بشيء أو يمكن باحس بشيء بس فيه قلق وتوتر وخجل كتير؛ مثلاً لما باكون طالعة مع أحد لوحدنا باحس بتوتر كتير، ما باقدر أردّ عليه بنفس الكلام الحلو اللي بيقولوا، ما باقدر أعمل معه كتير أشياء. عن جد كتير محتارة، ما عندي ثقة في نفسي بالمرة.. التوتر دايماً مرافقني؛ حتى لو كنت لابسة ومتشيكة وطالعة بأحلى صورة، باحس بحالي إنه ماني حلوة، وإن الناس التانيين أحلى مني.. ويمكن هذا الشيء خرّب كل علاقاتي. عدم وجود الثقة والتوتر والقلق والخجل؛ خلّت التلات أشخاص يقولوا عني نفس الكلام؛ إني باردة عاطفياً. بدّي حدا يساعدني.. ما باعرف هذا لأني لسه ما لقيت الشخص اللي بحبه عشان أهتم فيه وأكون رومانسية أكتر معه، ولا صح أنا عندي برود عاطفي؟ وشكراً لكم كتير. No life without him صديقتنا العزيزة.. ما علاقة هذه الحالة التي تحكينها بالبرود العاطفي؟؟ وكيف اكتسبت هذه الأفعال صفة ال"عاطفي"؟ العاطفة هي مشاعر، وما ذكرتِه في رسالتك لا يمتّ للمشاعر بِصِلة.. أنت لا تُحبين ولا تميلين، أنت فقط تريدين -قسراً- أن تكوني مثل الفتيات اللاتي ترينهن في التلفاز وفي الجامعة وفي قصص الحب، وتخرجين مع شاب تتنزهان وتكذبان قليلاً على بعضكما.. أرجو أن تسامحيني ولكني أريد أن أوقظك؛ لئلا يحدث ما هو أكبر مما تشكّين فيه الآن. ولنسأل سؤالاً: لماذا تركك الشباب الذين تعرّفت عليهم؟ هل كان أحد منهم يحبك؟ لو كان، لما تركك وأنت لم تحرميه التعبير لك عن حبك والوجود إلى جوارك؛ فلماذا تركك؟ أجيب أنا بالنيابة عنك: لأنه لا يحب، هو فقط يريد فتاة تَسكب على أذنيه بعض العبارات العاطفية التي تُرضي غروره، وربما أشياء أخرى.. ولما لم يجد ذلك معك اتهمك بالبرود العاطفي، وذهب يبحث عن أخرى تُجيد التمثيل والتنازلات.. فهل يكون هذا حباً؟ الحب يا صديقتي لا يحتاج إلى أن يعبر عنه اللسان، ولا يكتسب وجوده بالكلمات والإيضاحات والأيمان المغلظة.. الحب شعور رقيق ينساب في القلب فيترك كل شيء يعبّر عنه؛ كل نظرة تنطق به، كل نَفَس يشي بوجوده، كل ابتسامة تحمل شيئاً من عَبَقه، يأبى الحب إلا أن يعلن عن نفسه هذا إذا كان موجوداً. أكبر ظلم تُعرّضين نفسك له الآن أنك تقتلين قلبك، وتئدين مشاعرك، وتخنقين الحب الطاهر داخلك بأن تبذليه لكل راغب وكل طالب، والأوْلى أن تصونيه لمن يستحقه.. أنت لست باردة، أنت فقط مظلومة، ومَن ظلمك هو نفسك حين أجبَرتِ قلبك على أن يحس وليس هذا هو الأوان. أنت فتاة طيبة، كلك شعور؛ ولهذا تشعرين بخطأ وخطورة أن تخرجي مع شاب وحدكما؛ فتخافين، فيحدث القلق والتوتر.. أريد منك فقط أن تتمهلي على قلبك حتى يحسّ، وعلى مشاعرك أن تتحرك بصدق.. أريد منك أن تُحسني اختيار الشاب الذي ترتبطين به، لأنه لا بد أن تتأكدي أنه يحبك بقوة.. لا بد أن يُثبت أنه يحبك، لا بد أن يبذل مقابلاً عظيماً لأجل هذا؛ فلا تُرخّصي نفسك لهذا وذاك؛ بل لا بد أن يدلّل هذا الشاب على حبه لك بكل الأدلة الممكنة، وأنت كالملكة في عُلاك، لا تستجيبين لأي أحد إلا من يطرق بابك بقوة وعنفوان، هي قوة الحب وعنفوانه. أنت بحاجة إلى أن تجدي من يُقدّرك ويطلب إليك أن تكوني شريكة مستقبله كله؛ لا فقط شريكة نزهة في حديقة، أو مجرد فتاة تُسمعه كلمات يحب أن يسمعها. ثقي بأنك إذا صِرت عزيزة هكذا، ملكة هكذا؛ فإن الله سيرزقك من يرضاه لك زوجاً رائعاً، وأباً وأخاً وحبيباً يستحق أن تنفجر مشاعرك له بكل شكل وكل صورة؛ فتُحسّين وتقولين وتتنفسين حباً.. ساعتها ستُحسّين حرارة الحب ولن تشتكي قط من أي برود.