أنا بنت حبيت أوي فوق ما حد يتخيل من حوالي 4 سنين حبيت واحد جدا لدرجة أني كنت مستعدة أموت علشانه بس بعد 4 شهور سابني وبدون أما أعرف السبب. تعبت جدا فقدت النطق لمده 3 شهور تعبت جسديا ونفسيا سنة كاملة جالى اكتئاب وانهيار عصبي، وكنت باتعالج نفسيا طول السنة دي أنا حبيته أوي وماكنتش متخيلة حياتي من غيره، بعد السنه دي بدأت صحتى تتحسن شوية ورجعت لدراستي تاني واحد جارنا قرّب مني في الوقت ده وجاب رقمي من واحدة زميلتي وكلمني وحب إنه يطمن على صحتي؛ لأنه كان باين عليّ التعب جدا وفضل يكلمني على إننا أصحاب.. كنت كتير بابعد عنه هو ما يقدرش حكيت له بصراحة اللي حصل معايا؛ لأنه قال لي إنه بيحبني ومن سنتين صارحته علشان أفهمه إني مش هاقدر أدخل في أي تجربة جديدة لأني مجروحة وتعبانة، هو رفض إني أبعد عنه وقال لي حتى نبقى أصحاب مع إني عمري ما صاحبت صبيان وهو عارف كده بس بصراحة أنا كنت باحس إنه بيريحني فوافقت إننا نكون أصحاب لا أصحابي ولا أهلي ولا الدكتور النفساني بتاعي قدر يخرجني من الحالة بتاعتي إلا هو.. بجد استحملني 7 شهور وهو يقول لي إنه بيحبني وأنا أقول له إني بحب التاني وكل كلامي معاه كان على التاني.. كنت أكيد بكده باجرحه بس والله ما كنت بابقى قصدي وهو استحمل كتير كنت باغلط في اسمه وأناديه باسم حبيبي وهو حتى ما يفكرش إنه يقول لي إني غلطت كان بيعديها كأنها ما حصلتش بعد كده. أنا وافقت إني أرتبط بيه؛ لأني بجد حسيت إني مرتاحة له وكنت خرجت من حالتي بس مع بقاء حبي للأول وكنت باقول له إني لسه بحب الأول وهو كان بيستحمل ويقول لي أكيد هييجى يوم من الأيام تحبيني. أنا بعد سنتين من ارتباطي بيه حسيت إني نسيت الأول وإني فعلا بدأت أحبه بس جه في وقت الأول حب يرجع لي رفضت في الأول بس بعد إلحاحه ليّ ووجوده ورايا في كل مكان حسيت إن زي ما يكون إحنا لسه مع بعض وحسيت إني رجعت أحبه أكتر من الأول سبت التاني بدون تردد ورجعت له بعد أسبوعين بالظبط فقت وافتكرت اللي عمله معايا وعذابي وحب التاني واستحماله لي، بعدت عنه بنفس الطريقة حتى من غير سبب وحاولت أرجع للتانى بدون تردد وافق إنه يرجع لي وفرح جدا وكأني ما سبتهوش خالص، هو المفروض إنه كان يخطبني الإجازة اللي فاتت بس الظروف ما سمحتش وكتير باشك في حبه لي، من بعدها قلت له كلم مامتي وقول لها على الظروف بتاعتك هو وافق بدون تردد علشان بس اطمن ورجعنا تانى لبعض بس مشكلتي بقى حاجتين: أول حاجة إني كتير بافكر في الأولاني ولما باشوفه حتى ولو صدفة باحس بالجرح وباقعد أعيط أوي وباتخنق وأطلع قرفي كله في التاني بس بارجع أصالحه؛ لأني باحس إني مش قادرة أزعله وفي نفس الوقت مش قادرة أسيبه وأقول إني بحب التاني. أنا كده بحب مين؟ طب ليه كل ما أشوفه أفتكر جرحه وأبكي كتير طب أنا هافضل كده لحد إمتى؟ ربنا يسهل وهاتخطب قريب هافضل كده لبعد ما أتجوز باشوفه كتير لدرجة إني باحس إنه بيلاحقني بعربيته في كل مكان أروحه، لو اتجوزت وشفته هاخانق زوجي علشان افتكرت جرحه..
مشكلتي التانية بقى إني دائمة الشك في حب التانى ليّ ودايما أقول إني واحدة معاه وخلاص لحد ما ييجى وقته ويتجوز ويسيبني وبارجع أقول طب ليه يستحملني 3 سنين وليه استحمل كل اللي عملته فيه؛ لأنه بجد اتحملني كتير أوي فوق ما حد يتخيل هل ده علشان فعلا بيحبني ولا مجرد وقت بيملاه لحد ما يتجوز.. ما بقيتش عارفة أي حاجة في حياتي.. لا عارفة بحب ده ولا ده، ولا عارفة ده بيحبني ولا لا.. ساعدووووووووووونني miss _s
هناك مشكلة مزمنة يعاني منها معظم الشباب يا صديقتي، وهي أنهم يبالغون في ردود أفعالهم إزاء كل شيء، ولا يضعون أي مشكلة في حجمها الطبيعي أبدًا!! وماذا لو أن تجربة حب لم تكتمل؟ هل انتهت الدنيا، وهل هذه نهاية المطاف؟! طبعا لا.
وكيف يمكن لعلاقة عمرها أربعة أشهر فحسب، أن تؤدي بك لكل هذه "اللخبطة" والتعب النفسي والجسمي؟! وهل خلقك الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا، ومنحك كل هذه النعم، لترتبطي فتفشلي فتنهاري، وتنزل كلمة النهاية على الشاشة؟!!
هل هذه قيمة حياتك بالفعل؟!
لقد أخطأتِ يا صديقتي، مرة عندما استسلمت لعلاقة حب عابرة وغير شرعية، ووضعت عليها كل آمالك في الحياة، حتى إذا لم تتحقق فقدت كل هذه الآمال دفعة واحدة.
ومرة، عندما لم تتعلمي الدرس وتأخذي الحيرة والحذر، وتترفعي عن أي علاقة أخرى، مهما كانت، حتى تنضج مشاعرك، وتعرفي ما الحب الحقيقي وكيف يمكن التعامل معه!
والنتيجة: أنك الآن عالقة في علاقة مع الفتى الذي لا ذنب له، الذي لعب في حياتك دور المعالج النفسي، فظننت أنك تحبينه، والآخر الذي لا يزال جرحك منه ينزف دما، دون أن "تحاولي" أو "تريدي" إغلاقه!!!
نعم يا صديقتي هذه هي الحقيقة للأسف، فأنت لم تبذلي أي جهد في سبيل مداواة جراح قلبك، وإنما تركت الأمور لتسير في مجراها، ولو كان هذا المجرى لا يفضي إلى شيء!!
لم تفهمي حقيقة الفتى الذي خدعك، وتفهمي أنه لم يحبك، ولذلك تخلى عنك، فتتعلمي من التجربة، وتكونين أكثر حرصا ومحاباة على قلبك بعد ذلك، وإنما حملت ما حملت من طعنات وجراح، ثم هرعت إلى من ذبحك من قبل عند أول إشارة من يده!!! وحتى رغم ابتعادك عنه، لم تستطيعي إبعاده عن قلبك وعقلك!!
كما أنك لم تمنحي قلبك راحة مستحقّة بعد ما مر به، وإنما اندفعت في علاقة جديدة، تصورتها حياتك المقبلة، وبعد تعذيب استمر فترة طويلة، قلت بينك وبين نفسك: لنجرب، متناسية أن هناك فتى آخر في الموضوع، لا ذنب له ولا جريرة، ويمكن أن يحدث له -عندما تفيقين وتفهمين أنك لا تحبينه- مثلما حدث لك مع فتاك الأول!!!
صديقتي: قد يكون كلامي قاسيا، ولكن هذه قسوة محمودة، إذا كانت ستجعلك تفيقين إلى نفسك، وما تفعلينه بقلبك وبغيرك، وتصححين مساراتك.
أنت لم تحبي لا الفتى الأول ولا الثاني، الأول كان تجربة مراهقة، عرضت لك، فخضتها، ولو كان غيره في موقعه في نفس الظروف، لكنت قد مررت معه بنفس التجربة، فلا خصوصية لفتاك الأول، ولا ميزة، غير أنه تواجد في المكان المناسب في الوقت المناسب.
هذا يعني أنك قادرة بلا شك على نسيانه تماما، وتجاوز تجربتك معه، وحذفه من دفتر العمر.
كما أنك لم تحبي الفتى الثاني، وإنما وجدت فيه بعض السلوى، والمنبع الذي منه تعيدين استمداد الثقة في نفسك وأنوثتك، وقدرتك على أن تكوني فتاة أحلام فتى آخر غير من باعك وهجرك.
وإذن، فالحل: أن تتركي كليهما، تحذفي كليهما من حياتك، وتعتذري بلباقة وأدب لفتاك الثاني، لتحرري قلبه، وتطلقي سراح مشاعره، ليجرب حظه مع أخرى، تحبه حقا، وتجد فيه فارسها في الغرام.
أما أنت، فعودي إلى نفسك، وحاولي نسيان ما فات، وتعلمي مما حدث، واقتربي من المولى سبحانه وتعالى، وأكثري من دعائه، ليهبك الطريق الذي يمكنك السير فيه، لتلاقي حبك الحقيقي.